السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تعيد المها الأفريقي إلى موطنه في تشاد

الإمارات تعيد المها الأفريقي إلى موطنه في تشاد
11 يناير 2019 02:43

 هالة الخياط (أبوظبي)

نجحت دولة الإمارات بقيادة العاصمة أبوظبي في جهود إعادة توطين المها الأفريقي (أبوحراب) في جمهورية تشاد وعودته إلى البرية منذ انقراضه قبل أكثر من أربعة عقود، لتسجل منطقة وادي أخيم الطبيعية في تشاد حالياً وجود 146 رأساً من المها الأفريقي تم إطلاقها في البرية، منها 16 ولادة جديدة لهذا الموسم الذي بدأ في أكتوبر الماضي.
وتخطط هيئة البيئة - أبوظبي لنقل مجموعتين جديدتين من المها الأفريقي من دولة الإمارات إلى جمهورية تشاد، الأولى في شهر فبراير المقبل والثانية خلال الربع الأخير من العام الحالي.
وكشف تقرير «الكوكب الحي» الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة لعام 2018 عن انقراض 60% من أعداد المها الأفريقي (أبو حراب) في البرية على مستوى العالم منذ عام 1970.
وعلى الرغم من تصنيف المها الأفريقي أنه «منقرض في البرية» ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعية، إلا أنه يمكن رؤيته اليوم يرعى في موطنه الأصلي الممتد في أنحاء مراعي الساحل بجمهورية تشاد، بما يؤكد النجاح المستمر لبرنامج إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) الذي تتبناه الحكومة الإماراتية، بالتعاون مع الحكومة التشادية.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام بالإنابة لهيئة البيئة في أبوظبي: إن الهيئة تنفذ برنامج إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) في بيئتها الطبيعية في جمهورية تشاد نيابة عن حكومة دولة الإمارات، ليكون بذلك هذا البرنامج من أكثر مشاريع إعادة توطين الثدييات طموحاً على مستوى العالم، والأول من نوعه لإعادة توطين هذا النوع من المها منذ انقراضه، كما أنه خطوة كبيرة ومهمة في مجال المحافظة على الأنواع الحية.
وأضافت: هذه المبادرة تأتي استكمالاً لنهج وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حماية الأنواع المهددة بالانقراض والمحافظة عليها من خلال إطلاقها في موائلها الطبيعية الأصلي.
وقالت الظاهري: إن دولة الإمارات تحتضن أكثر من 3000 مها إفريقي، وهذا يعتبر أكبر قطيع على مستوى العالم لهذا الكائن.
وكشف الدكتور سالم جافيد مدير إدارة التنوع البيولوجى البري بالإنابة في هيئة البيئة أبوظبي أن المحمية سجلت العام الحالي 16 ولادة جديدة خلال موسم التكاثر الذي بدأ في أكتوبر الماضي، لافتا أن قطيع المها الأفريقي يخضع للمراقبة المستمرة عن طريق التتبع عبر الأقمار الصناعية وموجات الراديو فائقة التردد والمشاهدات بالعين المجردة من خلال الفريق الميداني.
وفي يوليو الماضي وُضعت أطواق التتبع عبر الأقمار الصناعية حول أعناق 70 مها أفريقياً في تشاد، تمهيداً لإطلاق 83 منها في أغسطس الماضي. وساهمت هذه الأطواق في جمع بيانات ما يزيد عن 300 ألف موقع، ما سمح للهيئة بوضع خريطة لحركة المها الأفريقي المعاد إطلاقها في البرية على مساحة ما يقرب من 12000 كم مربع.
وبدءاً من يناير 2019 يستطيع المسافرون على متن رحلات طيران الإمارات معرفة المزيد عن أكثر برامج إعادة توطين الثدييات طموحاً على مستوى العالم، حيث سيعرض الفيلم الوثائقي «العودة إلى البرية»، كما سيُعرض الفيلم في الفترة من 31 يناير وحتى 2 فبراير المقبل في مهرجان أفلام الشاشة الخضراء في المدينة المستدامة بإمارة دبي.
ومن المتوقع أن يستمر عرض الفيلم ضمن قائمة الأفلام الترفيهية التي تعرض على متن رحلات الاتحاد للطيران خلال عام 2019.
ويشار إلى أن برنامج إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب)، يهدف إلى إنشاء قطيع مستدام يضم أكثر من 500 رأس في المحمية التي تمتد على مساحة تصل إلى 77,950 كليو متراً مربعاً .
وبينت الهيئة أن الاستعدادات لعملية الإطلاق تبدأ من مركز الدليجة في أبوظبي، من خلال اتخاذ إجراءات بيطرية صارمة حسب الإجراءات المتبعة دولياً في برامج الإطلاق، حيث يتم اختيار الحيوانات التي سيتم إطلاقها وفحصها بشكل دقيق .

مراقبة وتتبع القطيع
تتعاون هيئة البيئة – أبوظبي عن كثب مع معهد سميثسونيان للمحافظة على الحياة البرية وجمعية علوم الحيوان في لندن لمراقبة وتتبع القطيع، والتعرف على مدى تأقلمه مع البيئة المحيطة ومعرفة المزيد عن تحركاته وسلوكه في البرية، وذلك من خلال أجهزة المراقبة التي تكون على شكل طوق يتم تثبيتها برقبة القطيع والتي تسمح بمراقبتها عبر الأقمار الصناعية.

العودة إلى البرية
هذا هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي أعدته هيئة البيئة بأبوظبي، ليحكي قصة جهودها الرائدة لإعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) في البرية، وذلك من خلال متابعة رحلة «نيا»، إحدى ظباء القطيع الذي تم إطلاقه ضمن هذا البرنامج البيئي الذي وصفه المراقبون بأنه قد يكون البرنامج الطموح الأكبر من نوعه عالمياً في مجال إعادة توطين الثدييات. وقد أنتجت هذا الفيلم إيمج نيشن أبوظبي، إحدى الشركات الرائدة في إنتاج المحتوى الإعلامي والترفيهي في الشرق الأوسط. ويمكن لمستخدمي الإمارات للطيران والاتحاد للطيران الاستمتاع بمشاهدة الفيلم، حيث أعلنت الناقلتان تبنيهما عرضه في فترات محددة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©