مصطفى عبد العظيم (دبي)
ارتفع حجم الاستثمارات الإماراتية في كازاخستان إلى نحو 12.2 مليار دولار (44.7 مليار درهم) مقارنة مع 7.3 مليار في السنوات الماضية، وذلك بعدما تم إدراج نحو 21 مشروعاً بقيمة 10.2 مليار دولار (37.4 مليار درهم) في قائمة الاتفاقات المشتركة في إطار التعاون بين البلدين، وفقاً لروستم إيساتاييف نائب رئيس «كازاخ إنفست».
وقال إيساتاييف: إن دولة الإمارات تأتي في صدارة البلدان المستثمرة في كازاخستان من منطقة الشرق الأوسط، منوهاً بالدور المحوري الذي تلعبه هذه الاستثمارات في دعم النمو الاقتصادي وتأكيد قوة العلاقات التي تربط بين البلدين، مشيراً إلى أنه يجرى حالياً العمل على تنفيذ نحو 11 مشروعاً بقيمة 827 مليون دولار ضمن قائمة المشاريع الـ21، بينما يجري الإعداد لتنفيذ المشاريع العشرة الأخرى المتبقية، والتي تعد من المشاريع الضخمة بقيمة تصل إلى 9.4 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن المشاريع الاستثمارية الإماراتية في كازاخستان تغطي العديد من القطاعات أبرزها مجالات النقل والتعدين والبتروكيماويات، فضلاً عن القطاع الزراعي والصناعات الغذائية، مشيراً إلى وجود أكثر من 340 شركة إماراتية مسجلة في كازاخستان.
ونوه إيساتاييف بأهمية الاستثمارات الإماراتية في تعزيز النمو الاقتصادي في كازاخستان، مشيراً إلى أن قوة العلاقات السياسية بين البلدين تنعكس على العلاقات الاقتصادية أيضاً، مشدداً على أن الاستثمارات الإماراتية في كازاخستان تحظى بترحيب واسع، لافتاً إلى أن أبرز القطاعات التي تركز عليها الاستثمارات الإماراتية تشمل مجالات تكرير النفط وتطوير البنية التحتية والصناعة الكيميائية والزراعة والبناء.
وأضاف أن بلاده تعتزم توسيع العلاقات الاقتصادية مع الإمارات من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الاقتصاد، وزيادة تصدير منتجات كازاخستان إلى سوق الإمارات.
واستبعد أن يتأثر المناخ الاستثماري في كازاخستان بإعلان رئيس كازاخستان، نور سلطان نزارباييف، مؤخراً، استقالته بعد توليه السلطة على مدى ثلاثين عاماً، مؤكداً أن الانتقال السلس للسلطة، يعكس حالة الاستقرار السياسي التي تتمتع بها كازاخستان، ويؤكد استمرار النهج الذي تقوم عليه البلاد بوضع الاقتصاد مقدماً على السياسة.
وأشار إلى أن النهج الذي تتبعه بلاده والذي يضع الاقتصاد قبل السياسة، ساهم في تعزيز موقع كازاخستان على خريطة الاستثمار الأجنبي المباشر، وأن تأتي في صدارة رابطة الدول المستقلة في نصيب الفرد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وكذلك في المرتبة الأولى عالمياً في مجال حماية استثمارات الأقلية وفقاً للبنك الدولي الذي صنف كازاخستان في المرتبة الـ28 عالمياً في سهولة ممارسة الأعمال.
وأشار إلى أن مناخ الاستثمار في كازاخستان يحقق جاذبية قوية بشهادة مؤسسات عالمية، لافتاً إلى نجاح بلاده خلال العقد الماضي في جذب استثمارات أجنبية مباشرة بمعدل 10 مليارات دولار سنوياً، مشدداً على وجود طموح لرفع هذا الرقم خلال السنوات المقبلة، ضمن استراتيجية وطنية للاستثمار.
وفيما يتعلق بمشاركة كازاخستان في مبادرة الحزام والطريق، أكد أن بلاده تعد أحد أكبر الأسواق الاستراتيجية للصين في المبادرة، ولذلك يجري العمل على تهيئة البنية التحتية للاستفادة من هذه المبادرة حيث تم تنفيذ 9 مشاريع ضخمة على الأقل في هذا المجال بقيمة استثمارية تبلغ نحو 3 مليارات دولار، شملت تحديث ميناءين بحريين، وإنشاء ميناء جاف و3 مسارات جديدة للسكك الحديدية، وإقامة محاور لوجستية في العديد من المدن الكازاخية الكبرى، متوقعاً ضخ 3 مليارات من الاستثمارات الجديدة الخاصة بالمبادرة خلال السنوات الخمس المقبلة ليصل الإجمالي إلى نحو 6 مليارات دولار.
إمكانات استثمار هائلة
قال إيساتاييف، إن كازاخستان تتمتع بسجل قوي فيما يتعلق بتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فيما لا تزال هناك إمكانات استثمار هائلة غير مستغلة، ومن العوامل الرئيسية في التنمية الاقتصادية في كازاخستان قدرتها على اجتذاب مستويات تحويلية من الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي يقترب الآن من 300 مليار دولار.