حسام عبدالنبي (دبي)
تتجه دولة الإمارات لتحريك أسعار الغاز الطبيعي المسال للوصول إلى سعر مستقبلي عادل للمنتجين والمستهلكين في القريب العاجل، بحسب معالي سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، الذي أكد في تصريحات للصحفيين على هامش مشاركته في الدورة الـ27 من مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز، الذي بدأ فعالياته في دبي أمس، أن سعر الغاز الطبيعي المسال في الإمارات حالياً يعد مناسباً لتطوير حقول إنتاج جديدة، لذا تفكر الإمارات في تحريك الأسعار ضمن توجه الدول الخليجية لرفع سعر الغاز.
ورداً على سؤال عن استخدام الدولار كعملة تجارة النفط الرئيسة، أجاب المزروعي، أنه لا يمكن تغيير استخدام الدولار كعملة رئيسة لتجارة النفط بين عشية وضحاها، وأن منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» لا يمكن أن تقفز إلى تلك الفكرة بشكل سريع، ولم تزعم أنها ستغير عملة التجارة، ولا رؤية لدي في إمكانية ذلك.
وأكد المزروعي، أنه من المتوقع أن يكون مستوى الالتزام باتفاق خفض الإنتاج المعروض بين «أوبك» والمنتجين غير الأعضاء جيداً في أبريل المقبل.
وذكر في تعقيبه على سؤال عن تمديد خفض الإنتاج لثلاثة أشهر جديدة أو أكثر، أن القرار يجب أن يكون جماعياً سواء من أعضاء «أوبك» ومن حلفائها من الخارج، لأنه ليس قراراً من دولة واحدة، مؤكداً أن «أوبك» والحلفاء من خارجها يحققون التوازن في أسواق النفط العالمية، وهناك جهود تبذل دائماً لإنجاز كل ما هو ضروري للوصول إلى ذلك التوازن.
وشارك في افتتاح المؤتمر سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وسيف حميد الفلاسي الرئيس التنفيذي لمجموعة «إينوك» والرئيس المشارك للمؤتمر، الذي بلغ عدد المشاركين فيه 550 موفداً من 50 دولة.
وخلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر استعرض معالي وزير الطاقة والصناعة ما وقع بسوق النفط العالمي العام الماضي، بقوله إن 2018 كان عام تحقيق التوازن في سوق النفط العالمي، حيث كانت التوقعات في بداية العام هي حدوث زيادة كبيرة في العرض، إلا أن أعضاء «أوبك» اتفقوا على تحقيق التوازن في السوق، وهو ما تحقق بالفعل وبشكل أسرع من المعدل المتوقع، مضيفاً أن الربع الرابع من 2018 شهد صعوبات نتيجة لعوامل جيوسياسية، وبالتالي قررت الدول المنتجة للنفط أن تكون أكثر تحوطاً، فتم اتخاذ خطوات فعلية لتغيير الاتجاه ضمن الاستراتيجية نفسها، حيث قررت «أوبك» ودول خارجها، ضمنها روسيا، بختام اجتماعات فيينا في ديسمبر الماضي، خفض إنتاجها بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً لمدة 6 أشهر.
وتابع المزروعي، أن التصحيح الذي حدث في سوق النفط العالمي لم يكن في الأسعار فقط، وإنما كان في تحقيق توازن الأسعار الذي يصب في صالح المنتجين والمستهلكين، ما جعل 2018 عاماً جيداً لسوق النفط العالمي، باستثناء الربع الرابع، بسبب بعض العوامل الجيوسياسية التي أدت إلى نوع من الصعوبة في تحديد ما سيحدث في سوق النفط العالمية خلال الفترة القصيرة المقبلة، وفي الواقع لم يكن في استطاعة أحد أن يتوقع ما الذي سيحدث، خاصة في ظل التطورات الجارية من حيث العقوبات على فنزويلا وإيران.
وشدد المزروعي، على أن دول «أوبك» وكبار المنتجين العالميين، سيقومون باللازم دائماً لتحقيق التوازن في سوق النفط العالمية، داعياً الدول المنتجة للنفط الصخري والغاز إلى عدم زيادة الإنتاج بشكل كبير لتحقيق ذلك التوازن.
وقال إن شركات النفط الوطنية اتجهت إلى توقيع اتفاقيات شراكة وإطلاق منصات مشتركة للتجارة مع الشركات العالمية المنتجة لزيادة ربحيتها في أوقات انخفاض أسعار النفط، مدللاً على ذلك بتوقيع اتفاقيتي شراكة استراتيجية بين شركة «أدنوك» وشركة «إيني» الإيطالية و«أو إم في» النمساوية للاستحواذ على حصص في «أدنوك للتكرير» وتأسيس مشروع تجاري مشترك بين الشركاء الثلاثة «أدنوك» و«إيني» و«أو أم في».
ولفت إلى أن الدول المستوردة للنفط، وخاصة الدول الكبيرة مثل الصين والهند، اتجهت مؤخراً لعقد شراكات مع شركات النفط الوطنية في الدول المنتجة للنفط، مؤكداً أن هناك فرصاً مضاعفة في الإمارات لعقد شراكات بين الطرفين (الدول المستوردة للنفط وشركات النفط الوطنية) خاصة مع الصين والهند اللتين ترتبطان بعلاقات تجارية واستثمارية متميزة مع الدولة، وفي الوقت ذاته تحقق معدلات نمو اقتصادي جيدة.
من جهته، حدد فيريدون فيشاراكي، رئيس مجموعة «إف جي إي» والرئيس المشارك للمؤتمر، عدداً من التحديات التي تواجه المشهد العالمي للنفط والغاز وهي حالة عدم اليقين بشأن المعروض الأميركي ودور مجموعة «أوبك بلس» والعقوبات على إيران وفنزويلا، مؤكداً أنه من خلال الهيكلية الجديدة في أسواق النفط الخام والمنتجات والتكرير وأسواق الغاز الطبيعي المسال، يمكن القول إن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة.