"الفرصاد".. ذكريات العائلة تحت ظل الشجرة

هناء الحمادي (أبوظبي)

يحتل نبات الفرصاد أو شجرة التوت ركناً جميلاً في حوش المنزل، حيث يجتمع أفراد العائلة تحتها، خاصة الصغار، وعند الغروب تتحول إلى ملجأ للعصافير، وهي من النباتات التي تزهر في أبريل، ويتسابق إليها الصغار والكبار لتوفرها في الأسواق المحلية، مثل سوق الجمعة ودفتا ودبا، حيث يباع الكيلو جرام وقت بداية المحصول بـ30 درهماً ليصل بعد ذلك إلى 10 دراهم حسب المذاق.
وتذكر معاجم اللغة العربية «الفرصاد» أنه اسم يطلق على نوع من التوت، ويربى على ورقه دودة القز، وهو من الفاكهة المحببة للكبار والصغار، وذلك لطعمها المميز وحلاوة مذاقها، ولونها الأحمر بدرجاته، فكلما كانت غامقة زادت حلاوتها، كما يكون منها طويل الثمرة، طولها 5 سم، ومنها أنواع لا تزيد على 2 سم.
المزارع سالم الظنحاني الذي يمتلك الكثير من أشجار التوت في مزرعته، يعتبر الفرصاد من الأشجار المحببة، فلها مذاق مختلف، خاصة في هذه الفترة من شهور السنة، ومع انتصاف أبريل تصل لمرحلة النضج، حيث يتسارع الجميع لالتقاط تلك الثمار ذات الشكل الطويل والثمرة الحمراء التي تطبع لونها على أطراف اليد، ومع تباشير نضج الفرصاد يكون للأهل والجيران نصيب من الحبات ذات الحجم الطويل، فالجميع يستبشر بهذه الثمرة شهية المذاق.
وقال المزارع عبدالرحمن اليماحي: تقلم شجرة الفرصاد «التوت» في ديسمبر وتسمد بالسماد البلدي، وتزدهر في نهاية مارس وبداية أبريل، ويجب الري بقدر معلوم لتجنب تساقط الأزهار، حيث يحتاج الفرصاد إلى ري معتدل، خاصة في الصيف، وخفيف خلال الشتاء حتى لا تتساقط الأوراق.
أما مريم المشغوني، «ربة بيت»، فمنذ الصباح الباكر تبحث بين أغصان الشجرة عن حبات الفرصاد التي وصلت لمرحلة النضج لتقطفها، وقد تزينت يدها باللون الأحمر، وتقول عن ذلك: لدينا ذكريات جميلة، فأهل المنطقة لابد أن تكون في منازلهم شجرة الفرصاد التي يستظل تحتها الصغير والكبير، ويتسارع لقطف ثمارها الجميع، متلذذين بطعم حباتها.
وأوضح الباحث إبراهيم الجروان أن شجرة التوت تنتمي إلى العائلة الوردية، وهي دائمة الخضرة، وتعطي محصولها خلال الربيع، حيث تثمر في النصف الثاني من مارس، وتنضج مع منتصف أبريل، وذكرت التقارير أن ثمرة الفرصاد تمتاز بغناها بمضادات الأكسدة، فضلاً عن فيتامين C والألياف والكيماويات النباتية، مثل التانين والفلافونوئيد والسيانيدين ذات الخصائص المضادة لنشوء الأورام السرطانية.