فرنسا تتهم حكام ميانمار بارتكاب جريمة ضد الإنسانية

أعلن التلفزيون الرسمي في بورما أمس أن حصيلة ضحايا الإعصار نرجس الذي ضرب البلاد في الثالث من مايو الجاري بلغت 77738 قتيلاً و55917 مفقوداً، أي ما مجموعه 133655 ضحية· في الوقت الذي اتهمت فيه فرنسا حكام بورما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب رفضهم دخول المساعدات الأجنبية، من جهتها ذكرت منظمات إغاثة أن عدد القتلى يمكن أن يكون أكثر· وقال التلفزيون الحكومي في ميانمار إنه بالإضافة إلى أن حصيلة القتلى المؤكدة بلغت 43318 شخصاً بلغ عدد المصابين 1403 أشخاص ومازال 27838 آخرون في عداد المفقودين· وذكر ممثلون من نحو 16 منظمة تعمل في عمليات إغاثة المتضررين من الإعصار في بانكوك أن الرقم الحقيقي للقتلى والمفقودين من الصعب تحديده لكنهم وضعوه بين الرقم الذي حددته الحكومة العسكرية وهو 70 ألف شخص والرقم الذي حدده الصليب الأحمر وهو 130 ألف شخص· وذكر ممثلون عن منظمات الإغاثة أن عمليات الإغاثة تعرقلها قوانين حكومة بورما وصعوبة الوصول إليها لكن ستيف مارشال ضابط الارتباط في منظمة العمل الدولية في بورما قال إن ''المعونات تصل إلى هناك'' وكان مارشال قد عاد مؤخراً من هناك· وأضاف أنه على الرغم من أن بعض المعونات الأجنبية تصل إلى هناك إلا أن هناك مشكلات رئيسية تتعلق بنقل السلع منها الطرق التي لا تستخدمها المركبات التي تزن أكثر من ستة أطنان مما يؤدي الى بطء نقل سلع الإغاثة وزيادة الحاجة إلى مخازن للسلع· وتعادل المنطقة المتضررة التي تبلغ مساحتها حوالي 82 ألف كيلومتر مربع مساحة النمسا وهي تمثل تحدياً أمام عمليات الإغاثة· من ناحيته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير رفض المجلس العسكري في بورما اي عملية مساعدة دولية كثيفة بعد مرور الاعصار نرجس يقترب من ''جريمة ضد الانسانية''· وقال كوشنير في تصريح لشبكة فرانس 2 الليلة قبل الماضية ''نشهد انتقالا من الامتناع عن مساعدة شخص في حالة الخطر الى ارتكاب جريمة ضد الانسانية· هذا امر غير مقبول''· ودعا كوشنير من جديد الى ان تعترف الامم المتحدة في هذا الوضع بـ''مسؤولية الحماية'' التي تؤمنها المجموعة الدولية، وهو مفهوم يقضي بـ''حق التدخل الانساني'' الذي كان احد واضعيه· واضاف ''رفض ذلك حتى الان''، وأعرب عن امله في ان ''تتطور الامور''· واعلن المسؤول في الامم المتحدة المكلف تطبيق هذا المبدأ ادوار سي·ك، في تصريح صحفي ان ''مسؤولية الحماية'' التي حددتها الامم المتحدة لا تنطبق على حالة بورما· وتساءل المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة بان كي مون ''هل يتعين علينا ان نفتح بقوة السلاح الطريق الى المنطقة التي وقعت فيها الكارثة وننقل الحرب الى البلاد؟'' محذرا من مخاطر ''تحويل مأساة انسانية الى مواجهة عسكرية''· واخفق مفوض اوروبي يزور بورما امس في اقناع النظام العسكري بفتح البلاد امام المساعدة الدولية، وذلك لتفادي ازدياد حصيلة ضحايا الاعصار نرجس· واعرب المفوض الاوروبي لشؤون التنمية لوي ميشال في تصريح لوكالة فرانس برس عن اسفه لعدم السماح له بالتوجه الى المنطقة المنكوبة· من جهته دعا الصليب الاحمر امس المجتمع الدولي الى جمع 32,7 مليون يورو لمساعدة منكوبي اعصار نرجس في بورما محذرا من ان الوضع في هذا البلد يتفاقم· واعلن توماس غورنتر مدير برامج التنسيق في الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر ''من المؤكد اننا سنشهد تفاقما جديدا في الوضع وتزايدا في معاناة السكان''