عواصم (وكالات)
أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين عن أملها في التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا المستجد بحلول نهاية هذا العام، فيما تجاوز عدد الوفيات في القارة العجوز 75 ألفاً، 80 في المئة منهم في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
وقالت فون دير لاين، أمس: «إن فريقين من أكثر الفرق البحثية الواعدة يتمركزان في أوروبا». وتابعت: «آمل أن يطوروا لقاحاً قرب نهاية العام»، مشيرة إلى وجود خطط لبدء الاختبارات السريرية قريباً، غير أنها لم تكشف عن تفاصيل أكثر.
وستتبع ذلك سلسلة من الخطوات للحصول على الموافقة على اللقاح وبدء الإنتاج الضخم. وأضافت فون دير لاين أنه من أجل حملة تحصين سريعة، أجرى الاتحاد الأوروبي بالفعل محادثات مع الشركات المصنعة حول قدرات الإنتاج العالمية.
غير أن البروفيسور بيتر هوتز عميد كلية بايلور للطب في تكساس، حذر من أنه رغم عمل المختبرات الجاد في البحث عن لقاح من دون أي توقف، فإن احتمالية إيجاده في الفترة الحالية تبدو قليلة. وقال إن مسألة الوصول إلى لقاح للفيروس ليست مستحيلة، ولكن لابد من التأكيد أن الأمر سيأخذ فترة طويلة، مضيفاً: إن التوقعات بأن يكون لدينا لقاح لفيروس كورونا خلال الـ18 شهراً المقبلة هو هدف طموح، وهذا ما يعمل عليه العلماء ليل نهار في المختبرات.
وارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم أمس، ليتجاوز 1.8 مليون إنسان، تعافى منهم حتى الآن 412 ألفاً، فيما بلغ عدد الوفيات 108 آلاف.
وفي غمرة هذه الأرقام، تتسرب بعض رسائل الأمل، ففي روما أعلن قائد الدفاع المدني أنجيلو بوريلي «تعافي مريضة تبلغ 94 عاماً»، واعتبر ذلك «أجمل رسالة لتمني عيد فصح سعيد».
ورغم محدوديته، يظهر التراجع في حالات دخول المستشفيات بعدة دول أن الحجر بدأ يؤتي ثماره.
ومع ذلك، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أيضاً إن اختلاط المسنين مع محيطهم يجب أن يبقى محدوداً حتى نهاية العام على الأقل.
وفي فرنسا، ينتظر أن يلقي الرئيس إيمانويل ماكرون خطاباً للأمة مساء اليوم الاثنين، سيكشف فيه عن تمديد الحجر حتى 10 مايو على الأقل.
وفي إسبانيا التي تمثل عادة وجهة لعدد كبير من السياح، قالت وزيرة السياحة إن مسافة الأمان بين الأشخاص يفترض أن تبقى سارية خلال الصيف، حتى في الشواطئ.
وأعلنت إيطاليا، أمس، تسجيل 431 وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يمثل أدنى حصيلة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
ولم يسبق أن تراجع عدد الوفيات منذ 19 مارس عن 500. وتقل الحصيلة اليومية التي قدمها جهاز الحماية المدنية المدني بنحو الثلث عن حصيلة اليوم السابق.
وتعتبر إيطاليا بين أكثر البلدان تضرراً بالوباء، حيث سجلت نحو 20 ألف وفاة وفق الاحصاءات الرسمية. ومن جهته، قال الطبيب المتخصص بالأمراض الصدرية في مستشفى جيميلّي بالعاصمة روما لوكا ريشيلدي: «نجحنا عبر التدابير المتخذة في تخفيف الضغط».
ومن جانبه، قدم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو استقالته، أمس، بعد يوم من الإعلان المفاجئ عن تطبيق عزل شامل في البلاد بسبب «كوفيد - 19»، في قرار أدى إلى احتشاد السكان المذعورين في المتاجر لشراء مؤن، وتبعته انتقادات بسبب سوء إدارة الأزمة.
وأما في أفريقيا التي سجلت فيها نحو 13 ألف إصابة و700 وفاة بـ«كوفيد - 19»، فقد عّبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقلها لأن «الفيروس ينتشر إلى خارج المدن الكبرى».
وفي هذه الأثناء، أوضح كبير خبراء الأمراض المعدية في الحكومة الأميركية، أمس، أنّ بلاده قد تكون مستعدة لإعادة فتح الاقتصاد تدريجياً الشهر المقبل، مع تنامي الدلائل على أن جائحة «كوفيد - 19» بلغت ذروتها.
وكان الرئيس دونالد ترامب أراد في وقت سابق أن يكون أكبر اقتصاد في العالم قادراً على إعادة فتح أبوابه بحلول يوم أمس، ولكن معظم البلاد بقيت في حالة جمود. وسجلت الولايات المتحدة أكثر من 20 ألف وفاة جرّاء الفيروس، وتعد مدينة نيويورك بؤرة للوباء.
إلى ذلك، دعا البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة عيد الفصح الأحد إلى «خفض» أو «إلغاء» ديون الدول الفقيرة وتخفيف العقوبات الدولية المفروضة على بعض الدول، موجهاً نداء من أجل تضامن أوروبا في وجه تفشي فيروس كورونا المستجد.
وفي عالم «يعاني تحت وطأة الوباء العالمي الذي يشكل محنة كبرى لعائلتنا البشرية الواسعة»، دعا البابا إلى الرد بـ«عدوى الرجاء»، في رسالة بمناسبة عيد الفصح تلاها من كاتدرائية القديس بطرس الخالية من المصلين.
ودعا إلى التضامن الدولي «من خلال خفض، إن لم يكن إلغاء، الديون التي تلقي بثقلها على ميزانيات الدول الأكثر فقراً». ووجه دعوة خاصة إلى أوروبا من أجل أن تستعيد «روح التضامن التي سمحت لها بتجاوز خصومات الماضي»، ولاسيما بعد الحرب العالمية الثانية.