التفكير الإيجابي يساعد مرضى القلب على التعافي

قد يبدو الحديث عن التفاؤل صعباً لمن يعانون من أحد أمراض القلب، لكنه عامل مساعد، ليس على سبيل المواساة الذاتية، بل كحقيقة علمية واقعة. فقد أظهرت دراسة جديدة نُشرت في النسخة الإلكترونية لأرشيف الطب الباطني الأميركي أن شَغل الذهن بالتفكير في أشياء إيجابية قد يُساعد مريض القلب على التعافي من المرض الذي يكابده على المدى البعيد. وتوجه باحثون من المركز الطبي بجامعة ديوك إلى مجموعة متكونة من 2,800 شخص ممن يتلقون علاجاً حول داء شريان القلب التاجي وسألوهم عن توقعاتهم بشأن تعافيهم ومعاودة ممارسة أنشطتهم اليومية المألوفة، فلاحظوا خلال متابعتهم لهؤلاء المرضى لمدة 15 سنةً أن أولئك الذين اتسمت إجاباتهم بالإيجابية والتفاؤل حول المستقبل عاشوا فترات أطول ممن كانت نظراتهم سوداوية حول إمكانية تعافيهم بسرعة وبشأن الحياة بشكل عام. ولم تتناول الدراسة بعمق كيفية عمل آلية التأثير الإيجابي على عملية التعافي من المرض، لكنها وضعت بعض الفرضيات ومن بينها: ?التفاؤل يجعل الشخص يركز على متطلبات المشكلة وحاجاتها أكثر من الانسحاب والاستسلام أو التركيز على عواقب المشكلة بشكل عاطفي. كما أن القابلية المسبقة للتعايش مع المرض تشيع لدى أولئك الذين ترتفع توقعاتهم بشأن إمكانية التعافي والشفاء، وتجعلهم أقدر على التعايش والتكيف وأكثر فاعليةً في تقليل المخاطر وتحسين مستويات الرضا. ?المتشائمون الذين تطغى على تفكيرهم التوقعات السلبية يُصابون بالتوتر بسبب شحنات الانفعالات السلبية التي يُصدرونها طواعيةً واختياراً خلال فترة علاجهم، وهو ما ينجم عنه ارتفاع في تفاعلات التوتر وعسر الانعكاسات الذاتية وتصلب الأعصاب وبعض أنواع الاستجابات العاطفية الأخرى التي تزيد مخاطر استفحال المشكلات القلبية التي يعاني منها المريض. وأشار الباحثون في خلاصة دراستهم إلى أن هذا لا يعني أن التفكير الإيجابي يغني المريض عن اتباع العلاج اللازم، بل أنه يفيد أولئك الذين يخضعون للعلاج من خلال تسريع شفائهم وتحسين حالاتهم ورفع احتمالات تعافيهم قبل غيرهم ممن يمعنون في إضرار أنفسهم عن عمد بسبب إغراقهم في التفكير السلبي. عن “لوس أنجلوس تايمز”