الاتحاد - خاص:
حين شاهد فيلسوف ألماني شارون ستون في فيلم غريزة أساسية، كتب: أكثر من أن تكون زلزالاً··
عندها أفكار غريبة· إنها الآن في السابعة والأربعين، لكنها تصر على أن تكون في السابعة عشرة· الزمن - إذا رآها - قد يقبل بذلك، وهي التي تنصح المرأة بأن تنقض على الرجل كالصاروخ لتضع يدها عليه·
تحب رجلاً أصغر منها بكثير· ولكن هذه هي الموضة لأن الأربعين يعمل كثيراً ولا يعرف كيف يكون رومانسياً، أما ابن الـ 25 فيمضي كل فترة بعد الظهر وهو يغسل شعر حبيبته··
ماذا تقول شارون ستون في هذا الحوار؟:
أشعر أحياناً بأنني أحدثكم من العالم الآخر، ربما أكون قد دخلت في الموت فعلاً، هناك إحساس غريب يساورني الآن· حين أصابتني الجلطة الدماغية لم أشعر بشيء، بطبيعة الحال· ولكن بعد نجاتي بأعجوبة، يفترض بتلك المرأة التي دخلت، ربما بالصدفة، في الموت، أن تحاول الدخول مرة أخرى في الحياة· لست خائفة، لكنني مبتهجة، وأعتقد أنني سأكون أكثر سحراً· يقال دائماً إنني مغرورة بشكل ساقي· هذه المرة قد أكون مغرورة بأفكاري، امرأة تمارس الاغراء بواسطة أفكارها، هل هذا عجيب؟·
لا يعني شارون ستون التي أصبحت في السابعة والأربعين، لكنها تصر على أن تبقى في السابعة والعشرين، إن لم نقل في السابعة عشرة، فشل فيلمها المرأة - القطة معتبرة أن عودتها الى العمل معجزة حقيقية· لكم أن تتصوروا امرأة عاطلة عن العمل وتحدق في الفراغ· كما لو أن أحدهم وضع روحي جانباً· الآن، تغير المشهد، حتى عندما أتأمل في أصابعي أشعر بأنها سعيدة·
المشاهدون العرب يتذكرونها عبر فيلمها غريزة أساسية الذي عرض في عام 1992 وأحدث صدى عالمياً، إن من حيث الجرأة أو من حيث العمق أو من حيث ذلك النوع المذهل من العبثية· وحالياً، تقف شارون أمام كاميرا المخرج مايكل - كايتون جونز لتلعب البطولة مع ديفيد موريسون في فيلم غريزة أساسي 2 - الادمان على الخطر·
أما أكثر ما تحبه النجمة الهوليوودية في الفيلم فهو ان الناس يشاهدون على الشاشة امرأة في السابعة والأربعين شبه عارية وفاتنة ومثيرة·
آثار السجائر والرجال
ü كيف سنرى بطلة الغريزة الأساسية الكاتبة، القاتلة، العبثية التي تعيش حالات مثيرة من الهذيان الجسدي؟
- ستكون مختلفة جداً، صارخة جداً، وتدرك ما فعلته، وعلى وجهها علامات وآثار كل السجائر التي دخنتها، وكل الرجال الذين أغوتهم ، وكل الجرائم التي اقترفتها، البطلة تغيرت مثلي تماماً· لعله التماهي السحري بين الشخصيتين·
ü الممثل جاري جرانت قال: عندما نبلغ الشهرة لا نتغير، لكن الناس من حولنا هم الذين يتغيرون، هل توافقينه؟
- لو كان هذا واقع الحال لكانت الأمور في غاية الروعة، لكنني أرى ان من الضروري أن ينقضي عامان على الأقل بعد بلوغ الشهرة لكي نفهم اننا فقدنا وجودنا وتوازننا، هذا بالإضافة الى عامين آخرين لنتمكن من استعادة هذا التوازن وهذا الوجود·على المستوى الشخصي، أعتقد أنني كنت سعيدة الحظ لأن والدي، وخلال السنوات التي لم تكن قدماي فيها تلامسان الأرض، كان قد حذرني قائلاً: توقفي عن العمل لبعض الوقت، فحين أراك على التلفزيون أو على صفحات المجلات، أجدك غريبة، كذلك الناس المحيطين بك، عودي الى المنزل (في بنسلفانيا) وامنحي نفسك متعة النوم حتى الضحى·هذا يجعلني أؤمن بأن وجود عائلة مخلصة وتعرف كيف تحب حول المرء هو الذي يحميه من خسارة عقله، ربما كان أفضل مثال على ذلك هو صديقي ليوناردو دي كابريو الذي لا يتعاطى أي مخدرات، ناهيك عن انه غير مجنون ولم يتزوج خمس مرات· وفي فيلم افياتور (الطيار) أثبت للجميع ما كنت أفكر فيه بشأنه·
ü قلت قبل بضع سنوات ان الاعتراف ببلوغ الأربعين من العمر هو أقرب الى الاعتراف بأننا مصابون بالجذام··
- ··· لا شك أن شيئاً ما قد تغير، إذا نظرنا الى النجمة ديمي مور فهي تجاوزت الأربعين ولديها زوج أصغر منها سناً بكثير· وعلي أن أشير الى نقطة حساسة، الرجال الذين كانوا مفتونين بنساء صغيرات بدأ يساورهم القلق من أن تفكر زوجاتهم بالطريقة نفسها·لقد كنت في أحد المقاهي أحتسي كوباً من الشاي، وكان هناك شاب يبدو عليه أنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين وراح يغازلني، فقلت له: انتبه قد أكون في عمر والدتك، غير أنه أجاب: لكنك لست والدتي·
ü لكنك شارون ستون هل تنسين ذلك؟ من الطبيعي جداً أن يكون هذا الشاب والكثيرون مثله مأخوذين بك، السؤال يبقى: ما هو سبب انجذاب النساء اللواتي في سنك الى شبان بعمر أصغر؟
- السبب بسيط لكنه هام جداً، فالرجال الذين بلغوا الأربعين وما فوق فقدوا الدقة والحساسية والرومانسية في حين ان ابن الخامسة والعشرين مستعد لأن يمضي فترة ما بعد الظهر بأكملها في غسل شعر المرأة التي يحبها· أما الأربعيني فيعمل كثيراً، وفي أفضل الأحوال قد يبدي بعض الاهتمام بحبيبته ويرسل إليها باقة من الأزهار، بالطبع عن طريق سكرتيرته·
امرأة تلغي نفسها
ü هل لديك نصيحة ما تسدينها الى النساء اللواتي بلغن الأربعين ويرغبن، بعد تجربة طلاق صعبة، في استعادة القدرة على الاغراء والإحساس بالحب من جديد؟
- نصيحتي لهن أن يخترن الرجال الذين تستهويهم النساء اللواتي بمواصفاتهن· يفترض بالمرأة ألا تلغي نفسها في البحث عن رجل· الأفضل أن تنقض عليه كما الصاروخ لتضع يدها عليه بالكامل·في نظري ان المرأة التي تطأطئ رأسها مرة واحدة لا تستطيع إلا أن تطأطئ رأسها الى الأبد·
ü هل تعتقدين ان انقضاء السنوات، وبالتالي التقدم في السن، يجعل المرأة في حاجة أكثر الى الشعور بالثقة والاطمئنان؟
- هذا الأمر معقد قليلاً، فقبل عامين فقط كنت شخصياً أفكر بأن كل ما لدي سيئ، سواء في الدماغ أو في الجسد، لكنني اليوم أفضل بكثير لأنني عرفت من أنا وكيف أنا، لم أعد أصارع للحصول على شيء لا أملكه·
وهناك مثل سخيف لكنه معبر، كنت في السابق أحلم بأن يكون شعري منسدلاً وكثيفاً، لكن كل ذلك تغير الآن، إنه قصير ومشعث دون أن يثير لدي هذا أي إحساس بالقلق، عكس ذلك أنا شديدة التوازن، وقد وجدت حلاً، أترك شعري وشأنه وأبرز ساقي الرائعتين اللتين أفتخر بهما·
ü كيف اكتشفت أنك فنانة؟ هل هذا فقط لأنك امرأة تعرفين كيف تفجر رؤوس الرجال؟
- لا، لا، لا، أنا مستعدة لأن أكرر هذا مائة مرة، ألف مرة· لم أولد لأكون امرأة للأرصفة، انني أحمل في داخلي موهبة هائلة، انكم لا تستطيعون أن تتصوروا الى أي مدى تتسرب الشخصية التي أتقمصها في دورتي الدموية، تحدث بيني وبين هذه الشخصية علاقة مجنونة·
لا أؤمن أبداً بميكانيكية الجسد، وهذا ليس مجرد جواب، بإمكانكم العودة الى أفلامي، إن ثمة صراخاً في داخلي، لا أرتدي أقنعة، ولا أختفي وراء أحمر الشفاه· جميع النقاد تحدثوا عن موهبتي، حين لعبت في غريزة أساسية كتب فيلسوف ألماني: امرأة أكثر من أن تكون زلزالاً·
لم يكن يتحدث عن صرخة الجسد، وإنما عن الرهافة التعبيرية من ناحية، ومن ناحية أخرى الكثافة التعبيرية·
ü نحن في القرن الحادي والعشرين، هل تعتقدين ان ذلك الشيء الذي يدعى الحب سيتغير؟
- شخصياً، سأحتفظ بقلبي، صحيح هناك محاولات مركزة، ومبرمجة، وعاصفة لقتل القلب، الثقافة الباردة تفعل هذا، قد تجدني ذات يوم وأنا أشكل جبهة للدفاع عن القلب·
ü ··· كما لو أنه الدفاع عن قطعة أثرية؟
- لا، لا، قد أصلح أن أكون فيلسوفة صغيرة، مع اقتناعي بأن في رأس كل امرأة هناك لحظة فلسفية، لذلك أقول عندما ينتهي القلب ينتهي الإنسان·
هل من مصلحتنا العودة الى العصر الحجري؟ شيء جميل أن نكون على تماس مع تلك البدائية العارية، ولكن ثمة فارقاً كبيراً بين أن نكون بشراً وأن نكون·· حجارة·
ü هل حاولت أن تخدعي رجلاً ما لكي تتلذذي برؤيته يتمرغ عند قدميك؟
- قد يكون هذا السؤال مفخخاً، إنني أعرف كيف أستخدم كبريائي، أعتقد أن هذا الجواب المناسب·
ü ترتبطين منذ نحو 3 سنوات بعلاقة غرامية مع بيرني كاهيل المحامي الذي يصغرك بسبع سنوات، أين أنتما؟
- العلاقة بيننا تشبه موج البحر، أحياناً نشتبك بالسلاح الأبيض، نفترق، ثم نلتقي الى الدرجة التي تجعل الآخرين يشيرون إلينا بالأصابع العشر· انظروا لا يزال هناك حب في هذا العالم·
أعتقد أننا نكون في حالة من الانسجام تجعلنا قادرين على الزواج، وبالتالي على إنجاب طفل يكون طفلنا·
الانجاب···
ü لم تتمكني من الإنجاب الذي تتحدثين عنه، هل تفكرين في التبني مجدداً؟
- كان زوجي السابق يرغب في أن يكون له طفل ذكر يكون عملياً صورة طبق الأصل عنه شخصياً·· لم أترك وسيلة لمعالجة العقم إلا وجربتها، لم ينفع شيء· في النهاية تبنيت روان، وحين أنظر إليه أفهم ان هذا هو قدري، إنه طفل رائع، ولا أتصور أنه كان بإمكاني إنجاب طفل أفضل منه·لكنني أريد أن أوضح انني مع كل محاولة، ومهما كان نوعها، للإنجاب، قد يكون الانسجام بين الرجل والمرأة أساسياً في ذلك، إننا بشر وندرك ما تعني الأحاسيس·