معتصم عبدالله (دبي)
مباراة اليوم التي تجمع «الفدائي» بنظيره «سوكيروس»، هي الرسمية الأولى على الإطلاق بين المنتخبين، بما فيها نهائيات كأس آسيا، وذلك عندما يلتقيان ضمن الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الثانية، على استاد راشد في دبي.
ومن المفارقات أيضاً أن الفارق الزمني في توقيت المباراة يبدو كبيراً، حيث تنطلق في الساعة الثالثة بعد الظهر «بتوقيت الإمارات»، الساعة الواحدة ظهراً في القدس، والساعة العاشرة مساءً بتوقيت سيدني، وأيضاً فارق التصنيف ما بين أستراليا «حامل اللقب»، والمصنف الثاني على مستوى منتخبات «القارة الصفراء» في مشاركته الرابعة في النهائيات، وفلسطين المصنف 16 على المستوى ذاته، وكل ذلك لن يقف عائقاً أمام طموحات فلسطين لمواصلة رحلة البحث عن الفوز الأول في المشاركة الثانية للنهائيات القارية، بعد الأولى في «أستراليا 2015».
وتلقي نتائج الجولة الأولى في المجموعة، والتي تكبد فيها «الكنجارو» الخسارة أمام الأردن 0-1، في الوقت الذي اكتفى فيه «الفدائي» بالخروج بنقطة أمام سوريا بالتعادل السلبي، بظلالها على مواجهة اليوم، في ظل الرغبة الجادة للأول، في التعويض والتعافي من «صدمة الافتتاح»، وفي المقابل يطارد «الفدائي» الفوز الأول في مباراته الخامسة على التوالي «ودياً ورسمياً»، منذ آخر انتصار أمام باكستان 2-0، في ديسمبر الماضي، علماً بأن المنتخب الفلسطيني تعادل في مباراتين الأولى أمام إيران 1-1 ودياً، والثانية أمام سوريا في الجولة الماضية، وهو يأمل استلهام «روح النشامى» التي مهدت للأخير إلحاق الخسارة الأولى بحامل اللقب.
وتدعم الصفوف شبه المكتملة لتشكيلة نور الدين ولد علي مدرب منتخب فلسطين، باستثناء غياب المدافع محمد صالح بعد تعرضه للطرد بالإنذار الثاني، في مباراة الجولة الأولى، بجانب المؤازرة الجماهيرية الكبيرة المتوقعة من طموحات «الفدائي»، في تقديم مباراة جيدة أمام «حامل اللقب»، في الوقت الذي تفتقد فيه تشكيلة جراهام آرنولد مدرب أستراليا لعدد من العناصر المؤثرة، على رأسها لاعب الوسط توم روجيتش المتوقع إبقاؤه على دكة البدلاء، بداعي إصابته بكسر في اليد في المباراة الأولى، بجانب جوش ريسدون والذي شكا بدوره من إصابة عضلية.
نور الدين ولد علي: نملك طموحاً ندافع عنه بقوة
أكد نور الدين ولد علي، المدير الفني لمنتخب فلسطين، أن فريقه يملك طموحاً في البطولة، ويسعى جاهداً للدفاع عنه، من خلال تقديم أفضل ما عنده، واللعب بروح انتصارية، وأنه لا يفكر في حسابات المراكز بالمجموعة، ويواجه أستراليا بنية الفوز وحصد النقاط الثلاث، وإذا حصد نقطة واحدة فسيكون راضياً بذلك، واعترف أيضاً بأن فلسطين يدرك منذ البداية أن المهمة صعبة في «الآسيوية»، لذلك يعتبر أن النقطة التي خرج بها أمام سوريا في المباراة الأولى «مرضية» رغم أن «الفدائي» لم يقدم حقيقة مستواه وإمكاناته بسبب ظروف المباراة، وإنهاء اللقاء بعشرة لاعبين فقط.
وعن مدى قدرة فلسطين على لعب الهجوم في البطولة قال: كل منتخب يعرف إمكاناته ومستوى لاعبيه، ويدرس منافسه للتعامل مع نقاط قوته وضعفه، وخلال المباراة الأولى لم تكن الظروف مواتية لتقديم كل ما يملك الفريق، ونتمنى أن يكون الوضع أفضل في مباراة اليوم، للظهور بصورة جيدة، وتقديم أفضل ما عنده.
وأضاف أن الجهاز الفني درس أستراليا جيداً، ورصد نقاط قوته وضعفه، ويعمل على التعامل الجيد مع المباراة، وإسعاد الجماهير الفلسطينية.
وأشاد نور الدين ولد علي بالمستوى الذي قدمه لاعبوه في المباراة الأولى، والجدية التي ظهروا بها، مبدياً تفاؤله بقدرتهم على تقديم الأفضل، خاصة بعد التحرر من أجواء المباراة الافتتاحية، والدخول في صلب المنافسة في البطولة، وتمنى أن يكون الحضور الجماهير كبيراً لتقديم المساندة إلى اللاعبين، وتحفيزهم لتقدم صورة مشرفة أمام حامل اللقب اليوم.
وأشار تامر صيام لاعب فلسطين إلى أن «الفدائي» كسر حاجز الخوف والرهبة من البطولة الآسيوية، بعد المباراة الافتتاحية، ودخل في أجواء المنافسات، وعازم على الظهور بأداء أقوى وصورة أفضل في لقاء اليوم، على الرغم من أن المهمة صعبة أمام المنتخب الأسترالي حامل اللقب.
وأضاف أن اللاعبين قدموا أداءً جيداً يليق باسم فلسطين في المباراة الأولى، ومستعدون لمنتخب أستراليا الذي يملك سمعة كبيرة على مستوى القارة، مشيراً إلى أن هدف اللاعبين هو تقديم أفضل ما عندهم والدفاع عن حظوظهم بكل شراسة.
واعترف تامر صيام بأن منتخبه يدرك قوة المنافس، إلا أن الروح القتالية التي تميز أداء «الفدائي»، بالإضافة إلى المساندة الجماهيرية، لهما دور في دفع اللاعبين لتقديم عرض قوي، يظهر المنتخب بصورة مشرفة، مؤكداً أن المنتخب الفلسطيني درس المنافس، ويعرف إمكاناته، ويعمل على التعامل بنجاح مع أطوار المباراة لتقديم عرض قوي.
جراهام آرنولد: تجاوز اللعب بـ «شعار البطل»!
توقع جراهام آرنولد، المدير الفني لأستراليا، ردة فعل مختلفة للاعبي «الكنجارو»، في مواجهة اليوم أمام فلسطين، لتعويض خيبة خسارة جولة الافتتاح أمام الأردن 0-1، وقال: «نتحلى بالثقة اللازمة، ولدينا القدرة على القتال أمام منافس قوي، وأتوقع ردة فعل كبيرة ورائعة من اللاعبين، عطفاً على ما لمسته خلال التدريبات التي أعقبت مباراة الجولة الماضية».
وجدد آرنولد التأكيد على جاهزية حامل اللقب للمواجهة العربية الخامسة على التوالي في مشواره مع المنتخب الأسترالي، بعد وديات الكويت 4-0، لبنان 3-0، عُمان 5-0، قبل الخسارة أمام الأردن 0-1، وأوضح: «توليت المهمة منذ نحو 5 أشهر، وسعينا للتحضير بشكل جيد للمواجهات أمام المنتخبات العربية، لكون القرعة وضعتنا أمام ثلاثة منتخبات عربية على التوالي، هي الأردن، فلسطين، وسوريا في الجولة الأخيرة، وأعتقد أننا نملك معرفة جيدة بالمنتخب الفلسطيني، برغم كونها المواجهة الأولى، ونتوقع أداء أفضل مقارنة بمباراة الافتتاح». وشدد مدرب أستراليا على ضرورة تجاوز اللعب تحت شعار «حامل اللقب»، وقال: الفوز بكأس آسيا قطعاً هو ذكرى جيدة، ولكن ما تحقق كان منذ نحو أربع سنوات، وهو وقت طويل للغاية تغيرت فيه الكثير من الأشياء، بما فيها تشكيلة المنتخب الحالي، وعلينا التركيز في الوقت الراهن والمشاركة الحالية بـ«الإمارات 2019»».
وكشف مدرب أستراليا عن الجاهزية النسبية للاعب الوسط توم روجيتش المتوقع إبقاؤه على دكة البدلاء بداعي إصابته بكسر في اليد في المباراة الأولى، في الوقت الذي تحوم فيه الشكوك بشأن مشاركة جوش ريسدو، وأضاف: «نسبة الاستحواذ على الكرة، والتي وصلت إلى 70% في مباراة الجولة الماضية، لم تشفع لنا بتحقيق نتيجة إيجابية، ونتطلع إلى الأفضل في مباراة الليلة».
واعترف مارك ميليجان مدافع أستراليا بالتقصير، في مباراة الجولة الأولى أمام الأردن، مؤكداً أن خسارة الجولة الأولى تمنحهم الدوافع الكافية للظهور بشكل أفضل في مباراة اليوم أمام فلسطين، وقال: ندرك كلاعبين أوجه القصور في فريقنا خلال المباراة الماضية، ونسعى جاهدين للخروج من الضغط المفروض علينا بتحقيق الفوز في مباراة اليوم، ونملك الثقة في ردة فعل مختلفة لتعويض خسارة الجولة الأولى.
ولفت إلى أن كرة القدم لا تعترف بالحسابات المسبقة، وقال: لا نحتاج إلى أحد ليخبرنا بما هو المطلوب منا، وندرك أننا لم نؤد بالشكل المطلوب، وفشلنا في الاختبار الأول، ومواجهة اليوم تمثل تحدياً مختلفاً عن مباراة الأردن، وندرك تماماً نقاط القوة والضعف لدى المنافس، ومن المهم التأكيد على أن لا حسابات مسبقة، بعد أن تغيرت خريطة الكرة بشكل كبير على مستوى القارة.