طالب أهالي منطقة الحنية في الفجيرة المسؤولين بالنظر في أوضاع بيوتهم المتهالكة التي تتساقط كتل الإسمنت من سقوفها، خصوصاً أن معظمها مبني منذ ما يزيد على 39 عاماً، ولا يزال أهالي الحنية يسكنونها تحت ضغط الحاجة.
وتمثل مشكلة نقص البيوت الشعبية في الحنية نصيب الأسد، في قائمة الاحتياجات التي يطالب بها الأهالي منذ سنوات طويلة.
وتقع الحنية التابعة لإمارة الفجيرة على طريق المنامة - رأس الخيمة، وتبعد قرابة 72 كيلومتراً عن مدينة الفجيرة، وحوالي 25 كيلومتراً جنوب الذيد، وتحيط بها مناطق المنامة في عجمان والغيل وأذن برأس الخيمة، وهي من المناطق الصحراوية الخالية من الجبال، ويبلغ عدد سكانها قرابة 700 نسمة.
وقال ضاوي راشد الطنيجي، أحد سكان المنطقة، إن الحنية تنقسم إلى منطقتين الأولى هي الحنية القديمة، ويطلق الأهالي عليها اسم “الرميلة”، وتضم 11 بيتاً شعبياً، والثانية هي الحنية الجديدة الواقعة على طريق المنامة، والتي تضم 76 بيتاً شعبياً جلها قديم ومتهالك.
وأضاف أن أهل الحنية كانوا في السابق يعملون بالزراعة والرعي، في حين استقطبت الوظائف الحكومية حالياً الكثير من أبنائها.
وأكد أن المشكلة الكبرى التي تعانيها المنطقة تتمثل في عدم شمولها ببناء مساكن شعبية جديدة منذ سنوات، مشيراً إلى أنه يجري حالياً بناء 8 بيوت شعبية جديدة في المنطقة، عن طريق برنامج الشيخ زايد للإسكان، وفيما عدا ذلك فإن بيوت الحنية الأخرى قديمة ومتهالكة، خاصة تلك التي شيدت منذ سنوات الاتحاد الأولى، والتي تحتاج إلى إحلال فوري خشية أن تسقط سقوطها فجأة على رؤوس ساكنيها.
وأشار الطنيجي إلى أنه أعد في وقت سابق ملفاً متكاملاً عن حالة البيوت في الحنية لتقديمه إلى حكومة الفجيرة والبلدية للنظر في تلك الحالات.
وتابع ضاوي الطنيجي: “لدينا أيضاً مشكلة خاصة بعدم وجود عيادة صحية تخدم أهالي الحنية، لا سيما أننا نذهب للعلاج في عيادة السيجي القديمة، وفي بعض الأحيان نواجه حوادث أو حالات ولادة مفاجئة وحالات خطرة تستدعي وجود مركز صحي متطور”.
وقال خليفة محمد سالم إن بيته الذي يتكون من أربع غرف يضم 28 فرداً بين أطفال وشباب ورجال، هم أسر 4 إخوة متزوجين، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب للحصول على مسكن شعبي منذ عام 2002، لكنه لم يحصل عليه حتى الآن.
من جانبه، قال سعيد سالم محمد بن حمايد إن عدد أفراد أسرته يبلغ 27 فرداً يعيشون في بيت شعبي قديم، في حين قال غالب علي بن حمد الحافري إنه قام منذ أكثر من 6 سنوات بإجراء صيانة للبيت الذي يقطنه، لكن الصيانة لم تجد شيئاً؛ لأن البيت متهالك وآيل للسقوط.
بدوره، قال خالد سلطان أحمد إن المنطقة تحتاج أيضاً إلى حدائق تتضمن بعض الألعاب الخاصة بالأطفال، خصوصاً أنها تفتقر إلى أي متنفس للعائلات. من جانبه، قال سالم الزحمي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، ومقرر مؤسسة الفجيرة لتطوير المناطق إن المؤسسة قامت منذ تأسيسها برصد احتياجات المناطق كافة البعيدة عن المدينة، وأعطت أولوية للحالات التي تعاني قدم البيوت وتهالكها.
وأضاف: “تلقينا توجيهات صريحة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ومن سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة بأن تكون أولوية الاختيار للأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة لإجراء أعمال الصيانة وإنشاء إضافات على البيوت”.
وأضاف الزحمي أنه تم اختيار أكثر من 92 حالة من 26 منطقة في الفجيرة، كان لمنطقة الحنية منها نصيب الأسد، حيث تم اختيار 12 حالة منها لإجراء أعمال الصيانة والإضافات إلى بيوتها القديمة، مشيراً إلى أن العمل جارٍ لإنجاز الإضافات على 4 بيوت، وصيانة عدد آخر، تمهيداً للبدء في المرحلة الثانية من العمل في الحنية وغيرها من المناطق الأخرى.
مركز السيجي يخدم الحنية ومناطق أخرى
قال الدكتور محمد عبدالله بن سعيد مدير منطقة الفجيرة الفجيرة الطبية إن المنطقة تدرس بالتنسيق مع وزارة الصحة، إمكانية إحلال مركز السيجي الصحي القديم، وإقامته في موقع آخر ليخدم مناطق ثوبان والحنية ومن ثم السيجي، بحيث يتوسط تلك المناطق.
وأكد اهتمام الوزارة بدعم ملف الرعاية الصحية الأولية، انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الداعية إلى ضرورة وصول كافة الخدمات الصحية إلى كل مواطن في شتى أنحاء الدولة، مشيراً إلى أنها تعمل على زيادة عدد المراكز الصحية بصورة تدريجية.
وأشار إلى التنسيق بين المنطقة وبلديتي الفجيرة ودبا الفجيرة لاختيار المناطق الواقعة التي تحتاج لإقامة مراكز صحية جديدة، لتقديم خدمات مثلى لأهالي تلك المناطق البعيدة ومن ضمنها منطقة الحنية.
وأفاد بأن 11 مركزاً صحياً أُنشئت في الفجيرة خلال الفترة الماضية، معظمها في مناطق نائية مثل السيجي والحلاة والطويين وضدنا والبدية والقرية ووادي السدر وقدفع، بالإضافة إلى مركزي المدينة والمريشيد ومركز مسافي الصحي الذي تحول مؤخراً إلى مستشفى كبير بعد إحلاله، في حين يجري حالياً إعداد وتجهيز 3 مراكز جديدة، وهي مراكز الخليبية والرحيب والعكامية بدبا الفجيرة لتبدأ العمل مع نهاية العام الجاري.
وأكد أن المراكز الصحية الحالية في إمارة الفجيرة تغطي حوالي 60% من احتياجات مدينة الفجيرة والمناطق النائية التابعة لها.
وقال مدير “طبية الفجيرة” إن وزارة الصحة تدرس حاليا إقامة مراكز صحية في المناطق السكنية الجديدة، والتي تعد نواة لمدن أو تجمعات سكنية كبيرة في الإمارة، مثل مناطق الغزيمري، وأحفرة والحيل وحبحب والحنية.