علي عبد الرحمن (القاهرة)
في ظل الأزمة التي يعشيها العالم جراء جائحة (كوفيد- 19)، قرر عدد من المطربين العرب إحياء حفلات إلكترونية بتقنية «البث المباشر» على حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، تخفيفاً عن الجمهور في ساعات العزل المنزلي، وتشجيعهم على البقاء بالمنازل، تماشياً مع الإجراءات الوقائية بتجنب التجمعات وإلغاء الفعاليات الثقافية والحفلات الفنية وإغلاق المسارح، وتعليق الدراسة بالجامعات والمدارس لحين إشعار آخر لمنع انتشار الفيروس.
قال الفنان علي الحجار، إنه في ظل الأزمة التي يعاني منها العالم والمجتمع العربي من جراء العزل المنزلي، والإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس «كورنا» المستجد، قرر استخدام حساباته الإلكترونية لتقديم أغانيه عبر برنامجه الإلكتروني «ساعة تجلي»، تخفيفاً على الجمهور وتشجيعاً لهم للبقاء في المنزل، من خلال الأستوديو الخاص به، وأنها فكرة جيدة، ولاقت تفاعلاً جماهيرياً كبيراً.
وحول العائد المادي من الحفلات الإلكترونية، أكد أنه لا يفكر مطلقا في ذلك الأمر، سواء بالحفلات الجماهيرية أو الإلكترونية، لأن كل ما يشغله في الوقت الحالي هو تقديم محتوى فني للترفيه عن الجمهور لحين انتهاء تلك الأزمة.
ثقافة رقمية
وبدوره، أوضح المخرج الموسيقي نضال هاني، أن الحفلات الإلكترونية وجميع الأمور الفنية المتعلقة بالمحتوى الرقمي بالوطن العربي، لا تسير بالشكل الصحيح، لعدم انتشار هذه الثقافة، وتحقيق عائد مادي منها، وفي ظل التطور تعتبر الحفلات الإلكترونية مصدر دخل جيد للمطربين في المستقبل في حال التفهم الصحيح لاستغلال المنصات لتعظيم العائد المالي، لسهولة الوصول لشريحة أكبر من الجمهور بشكل أسرع وتكلفة معتدلة على عكس الحفلات الجماهيرية.
واتفق معه في الرأي محمد علي المتخصص الإلكتروني، وكشف أن الفترة القادمة ستشهد انطلاقة قوية للمنصات الإلكترونية، وهذا ما ظهر خلال استخدام المنصات في الترفية المجتمعي خلال أزمة انتشار فيروس «كورونا».
ويتوقع تغيير سياسة الربح المادي على المنصات لجذب أكبر عدد من القائمين على المحتوى الرقمي وهذا اتجاه عالمي، بدأ بعرض الأعمال الدرامية والسينمائية، بعد أن تم تفعيلها بشكل صحيح.
مسار إجباري
وكشف أيمن مسعود أحد مؤسسي فرقة «مسار إجباري» الغنائية، عن مبادرة الفرقة لعمل أول حفلة إلكترونية بالوطن العربي، وكانت بالبداية مغامرة فنية، ولا نعلم مدى تقبل الجمهور لفكرة المعايشة وسماع الموسيقى مباشرة بعيداً عن مكان الحفل.
وأضاف: جاءت الفكرة لحث الجمهور على الالتزام بالبقاء في منازلهم، وتخفيفاً عنهم خلال ساعات العزلة، معرباً عن سعادته برد الفعل الإيجابي حول الفكرة، وتنفيذها من عدد من المطربين العرب، وأنهم مستمرون في تقديم هذه النوعية من الحفلات لحين الانتهاء من تلك الأزمة العالمية.
بلاتفورم
وأوضح عماد مبروك مؤسس شركة «بلاتفورم» المتخصصة في تقديم البث المباشر للموسيقى بالشرق الأوسط عبر الإنترنت، أن تجربة الحفلات الإلكترونية ليست جديدة على الشركة وسبق أن قدمتها مع عدد من المطربين.
وأضاف أن الفكرة تعتمد على نشر الأعمال الفنية للمطربين عبر منصات التواصل الاجتماعي بجودة فنية عالية، وهذه النوعية من الحفلات سيكون لها مكان بين الجمهور خلال الأعوام القادمة.
قبول جماهيري
المنتج الموسيقي علي المولي أوضح أن الحفلات الإلكترونية خطوة وقتية لحين الانتهاء من أزمة فيروس «كورونا»، وفترة العزل المنزلي المفروضة على المجتمعات، موضحاً أنها بديل مؤقت للحفلات الجماهيرية التي تتميز برونق خاص وتفاعل بين المطرب والجمهور على عكس الحفلات الإلكترونية.
وأعرب منظم الحفلات مصطفى أبو دشيش عن دعمه للحفلات الإلكترونية، داعياً المطربين لعمل الكثير من تلك الحفلات، خاصة وأنها لاقت قبولاً من الجماهير، وباتت وسيلة للترفيه في ظل أزمة لا أحد يعلم متى تنتهي.
فكرة مستجدة
وأوضح الناقد الموسيقي محمود فوزي، أن الهدف الأساس من الفن هو الترفيه، والحفلات الإلكترونية فكرة مستجدة على الوطن العربي، واستمرارها يتوقف مستقبلا على مدى تحقيق عائد مالي كبير، وبالتالي سيحرص المطربون عليها لزيادة دخلهم.
ويقول الناقد الموسيقي محمد الأسواني، إن الحفلات الإلكترونية خطوة متميزة لزيادة أعداد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، والحفاظ على التواصل الفني مع الجمهور، مشيراً إلى أنها لن تكون بديلاً للحفلات الجماهيرية لما تتمتع به من شعبية وتفاعل كبير بين المطرب وجمهوره، حيث إن الحفلات الإلكترونية تجربة غير واضحة المعالم والحكم عليها حالياً صعب.
مسؤولية الفنان
أكد إيهاب توفيق، أن الحفلات الإلكترونية فكرة جيدة ولاقت رواجاً وتفاعلاً من الجمهور، في ظل أزمة كورونا العالمية، بمنع الحفلات الجماهيرية وإغلاق دور العرض والمسارح، وقال إنها مسؤولية الفنان تجاه جمهوره لحثهم على البقاء بالمنزل والترفيه عنهم، وهي بديل للحفلات الجماهيرية خلال تلك الفترة المؤقتة.
«غني من البيت»
الفنانة التونسية لطيفة، قالت إنها دشنت مبادرة فنية عبر حسابها على «انستغرام»، بعنوان «غني من البيت» حرصاً منها على التواصل الدائم مع الجمهور، وتخفيف معاناتهم جراء العزل المنزلي، وأن كل المبادرات الفنية تأتي من قبل المسؤولية المجتمعية للفنان تجاه جمهوره.