مراد المصري (العين)
أكد البرتغالي إيمانويل بيدرو، مدرب العين الجديد، أنه يدرك حجم العمل المطلوب من «الزعيم» بالوقت الحالي، من أجل الوقوف مجدداً على قدميه، والعودة أقوى في المنافسات المقبلة، وأن الظروف غير المثالية لم تثنه عن الحضور وقبول المهمة، وقال لـ«الاتحاد»: «لم أقطع كل هذه المسافة من أجل الراحة والاستجمام هنا، حضرت إلى العين من أجل العمل وقبول هذا التحدي؛ لأنني أثق بقدرة هذا الفريق على التحسن والمنافسة، فيما تبقى من استحقاقات هذا الموسم».
وتابع المدرب الذي تولى المهمة، مطلع الشهر الجاري، وقال: «يجب أن أتحدث بوضوح، وأؤكد أن لديّ الثقة في مواصلة ما نقوم به، وتحقيق الأهداف التي نتطلع لها، بعد أيام عدة من العمل ومعرفة اللاعبين من قرب، أدرك تماماً وثقتي كبيرة بهم، وبقدرتنا على إعادة بناء الفريق مرة أخرى، وتقديم ما يتطلع إليه الجمهور».
وفيما يتعلق بقيادة الفريق في منتصف الموسم، ونحن في شهر يناير، رغم أن العديد من المدربين يفضلون أن تبدأ المهمة في الصيف، قال: «لا يمكن أن تقول لا للعين، هذا النوع من التحديات التي لا أتردد بالقيام بها، بالتأكيد هو تحدٍّ صعب، لكنْ نادٍ كبير كالعين يجب أن توافق على الأمر دون تفكير بذلك مرتين».
ورداً على الوضع الحالي للفريق، وكيفية العودة مرة أخرى إلى درب الانتصارات والمنافسة، قال: «لا يوجد سوى حل واحد، وهو العمل والكثير من العمل، سبق أن تحدثت مع الإدارة، وأدرك الأهداف الكبيرة الموجودة لدينا هذا الموسم، ما زالت لدينا فرصة للتقدم على لائحة الترتيب في مسابقة الدوري، وعلينا مواجهة استحقاقين مهمين في دوري أبطال آسيا وكأس رئيس الدولة، يجب أن نعمل فقط، ونستغل جهدنا كوننا لا نمتلك الكثير من الوقت، في حال أردنا تحقيق النتائج المطلوبة، يجب أن نلعب بالأسلوب المناسب، ونحن قادرون على إيجاد الحلول، من أجل العودة للدرب الصحيح، الذي يرضي الجماهير والإدارة، والذين لن يرضيهم سوى تحقيق الانتصارات وحصد النقاط».
واعتبر المدرب، أن الفريق قدم جزءاً من قدرته على العودة مرة أخرى أمام النصر رغم الخسارة بركلات الترجيح، وقال: «لعبنا بصورة جيدة، ومن المهم التعافي واستعادة الثقة، والإيمان بقدرتنا على استعادة شخصيتنا وأدائنا، واجهنا فريقاً منظماً، ومن جانبنا بحثنا دائماً عن الوصول إلى المرمى، لو سجلنا الهدف الثاني لربما اختلفت الأمور، لكن بالمجمل يجب أن تكون هذه المباراة بمثابة محطة نستلهم منها القوة، وليس العكس من أجل الفترة المقبلة».
وفيما يتعلق بالوضع الحالي للتشكيلة، وسوق الانتقالات الشتوية، قال: «طلبت بعض الوقت من الإدارة لتحليل جميع اللاعبين، خصوصاً ممن أريد معرفتهم بشكل جيد، ولا أنظر للأسماء خصوصاً التعاقدات المقبلة، في ظل الهدف الأساسي، أن يكون الفريق متوازناً عقب التعزيزات وتحديد الخيارات، سأجلس مع الإدارة في الأسبوع القادم، وتتم مناقشة جميع القرارات المتعلقة بهذه الجوانب».
ورداً على مطالبة الجماهير بالتعاقد مع صانع ألعاب، قال: «في هذه اللحظة، من الطبيعي أن تطالب الجماهير بالتغييرات، لكن يجب أن ندرك ما هو إيجابي للفريق، حالياً لدينا لاعبون يمتلكون الجودة، سواء الأجانب أو لاعبو المنتخب الوطني، الأهم كما قلت هو إيجاد التوازن المطلوب عند القيام بالتغييرات الفنية». وتابع: «يجب أن تدرك الجماهير أننا نعدها بالعمل بجد، واللاعبون يريدون العودة للتفوق مرة أخرى، وهو ما يجعلنا نتوقع الدعم من الجماهير والحضور لمساندتنا، من أجل العودة لحصد الانتصارات في هذا التوقيت».
ورداً على الأحاديث، حول اقترابه من تدريب العين في شهر مايو الماضي، قبل أن يتم اختيار الكرواتي إيفان ليكو، قال: «أتكلم عن الحاضر فقط، وأركز عليه، في ذلك الوقت كان هناك اهتمام من العين، لكن هذه المرة كان هناك حديث مع الإدارة، وقرارات بتولي الإدارة الفنية، الماضي لا يهم، ويجب أن نكون واقعيين، ونركز على الأمور الحالية».
وفيما يتعلق بالشكل الجديد الذي ظهر به منذ القدوم إلى العين، بعدما تخلى عن اللحية والشارب اللذين تمسك بهما خلال فترة عمله في السنوات الأخيرة، قال: «قررت أن أبدو بشكل جديد أكثر شباباً، وبداية مشواري مع العين كصفحة جديدة في حياتي».
وأكد المدرب، أن الأيام المقبلة ستكون فرصة للفريق من أجل العمل والتحضير، قبل استئناف النشاط مجدداً، حيث سيكون الفريق على الموعد مع العودة لمسابقة الدوري خلال أسبوعين، ثم الاستحقاق المتمثل بخوض الدور التأهيلي لمسابقة دوري أبطال آسيا، حيث يدرك الرغبة الموجودة للجميع، من أجل تحقيق الفوز في هاتين المباراتين المقبلتين، لإكمال المهمة هذا الموسم، وفق التطلعات المأمولة.
روح الإصرار.. «زراعة مورينيو»
أكد بيدرو، أنه عمل مع الكثير من المدربين الجيدين خلال مسيرته الكروية كلاعب، لكن أكثر من أثر عليه هو جوزيه مورينيو خلال وجودهما معاً في بورتو، حيث حققا العديد من الألقاب من أبرزها لقبا دوري أبطال أوروبا ويوربا ليج «كأس الاتحاد الأوروبي»، وقال: «تعلمت الكثير منه، وهو من زرع لديّ روح الإصرار من أجل التفوق دائماً، بالطبع ساعدني لأكون ما أنا عليه اليوم، لكن أريد أن أصبح مدرباً أفضل، القيام بهذا النوع من التحديات واتخاذ خطوة قيادة العين أتطلع منها أن تجعلني أفضل في مسيرتي التدريبية، وأن أحقق المزيد من الإنجازات».
وتابع: «مورينيو مدرب شهير وحقق إنجازات في مسيرته، وله اسم في عالم كرة القدم، لكن شخصياً أريد صناعة اسمي الخاص بي، وأن أكون مدرباً صاحب قدرة على تحقيق الأفضل مع الفرق التي أقودها».
ألميريا مشروع يحتاج إلى الصبر
أكد بيدرو، احترامه لقرار التخلي عن خدماته عن تدريب ألميريا الإسباني، مطلع الموسم الحالي، ولكنه أوضح أن مشروعاً مثله بحاجة للصبر في عملية البناء. وقال: «حققت مع الجهاز المعاون أموراً إيجابية، بالنظر للظروف التي مر بها الفريق، عقب عملية تحويل الملكية، والتغييرات في عدد كبير من اللاعبين في ظرف 15 يوماً، حققنا أفضل انطلاقة تاريخياً للفريق، بحصد 5 انتصارات وتعادلين، كنا ثاني أقوى خط هجوم، وثالث أقوى خط دفاع، ونوجد بالمركز الثاني، لكن هذه الحياة، وفي كرة القدم تحديداً، فقدان الصبر لبناء أمر يؤدي إلى عدم حصول المدرب على الوقت اللازم». وتابع: «كنت سعيداً في ألميريا، حيث قمنا بعمل جيد للغاية، وأتمنى للفريق التوفيق في مسيرته، وتركيزي حالياً ينصب على العين فقط».
رونالدو يساعد مدربي البرتغال
اعترف بيدرو، بأن مواطنه كريستيانو رونالدو، لاعب متكامل بالنسبة له، وأن تأثيره تخطى الكثير، من خلال قدرته على وضع البرتغال على الخريطة الكروية، وبالطبع المساعدة في إبراز كرة القدم البرتغالية، ومنها المدربون، وذلك وسط الانتشار الحاصل لهم حول العامل بالوقت الحالي، وقال: «رونالدو ساعدنا كثيراً، وعلى صعيد المنتخب الوطني فإنه غيّر الكثير، في السابق كان أوزيبيو هو العلامة المميزة لكرة القدم البرتغالية، حالياً هو رونالدو الذي ساهمت نجاحاته بتحقيق أمور إيجابية، سواء له أو البرتغاليين جميعاً، وشخصياً أعتقد أنه سيواصل اللعب لسنوات طويلة».