الأحد 20 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لورا أبو أسعد: الدراما التلفزيونية مدجنة

لورا أبو أسعد: الدراما التلفزيونية مدجنة
19 يوليو 2005

دمشق ـ عمّار أبو عابد:
احتاجت لورا أبو أسعد إلى جرأة نادرة كي تقوم بدور أم سامر المصري، وهو يؤدي شخصية يحيى عياش، رغم أنه يزيدها عمراً بسنوات· وهي الممثلة الشابة التي تألقت في أدوار الفتيات الجميلات· لكن حبها للعمل دفعها للمغامرة· وظل القلق يسيطر عليها إلى أن عرض العمل وحصد شعبية كبيرة· فشعرت بالانتصار، ولم تندم أبداً على أدائها لدور الأم لاسيما بعد أن انهالت عليها الاتصالات الهاتفية المهنئة·
وفي انعطافة أخرى سرعان ما انتقلت لورا من شخصية الفتاة الرومانسية الطيبة والحنون إلى شخصية كوميدية مع الفنان أيمن زيدان في العمل الجديد أنا وأربع بنات، بعد أن سبق لها أن قدمت معه كمخرج شخصية فتاة تجنح نحو الشر والإغراء في طيور الشوك·
؟ يبدو أنك سعيدة بدورك في المسلسل الجديد (أنا وأربع بنات) مع الفنان أيمن زيدان؟·
؟؟ فعلاً· فأنا مرتاحة لهذا الدور، وأعتبره البداية الحقيقية لعملي في الكوميديا، رغم أنني سبق وشاركت في عملين كوميديين، لكن لم يكن دوري فيهما أساسياً!
؟ وما الذي يريحك أو يشدك إلى هذا العمل بالذات؟·
؟؟ منذ أن قرأت النص، شعرت أن هذا العمل نوع من الكوميديا الراقية، ومكتوب بطريقة ذكية، تعتمد على المواقف الحياتية اليومية والطبيعية جداً· كما أن مشاركتي فيه أساسية، ولدي مساحة واسعة كي أظهر جانباً جديداً من قدراتي الفنية لم تظهر في أعمالي السابقة·
؟ وهل توجهك نحو الكوميديا يعتبر تمرداً على نمطية أدوارك السابقة وخرقاً لها؟·
؟؟ المشكلة عندنا أن الدور الأول للفنانة عندما تنجح فيه، يتحول إلى نقمة! ويجري تنميط الفنانة فيه، فمن تقوم بدور تراجيدي وحزين وتنجح فيه، يتم تنميطها في أدوار الحزن· وإذا لم تعرف الممثلة، كيف تتحكم بمجريات الأمور، فإن عملية التنميط في أدوار معينة، توشك أن تخنق إمكاناتها· فأنا لدي طاقة، كي أعمل في كل أنواع الدراما، وأطمح للعمل في المسرح والسينما، وأن أشتغل في الكوميديا والتراجيديا لكن بعض المخرجين يكتفون عندنا بانطباع الدور الأول· لذا يمكنني القول: إنني في هذا العمل أحاول أن أتمرد وأن أبرز طاقاتي الفنية المعطلة، وأن انطلق في جميع الاتجاهات·
؟ وقبولك بالقيام بدور الأم في مسلسل (عياش)، هل كان من باب التنويع أيضاً؟·
؟؟ أريد أن أقول أولاً إنني أحببت العمل في مسلسل (عياش) لأسباب وطنية وإنسانية وقومية، وكنت سعيدة لمشاركتي فيه· ولم أشعر بالندم على أدائي لدور الأم، وقد أحببت التجربة، وكل تفاصيل العمل· وأعتز بأنه حصد جماهيرية واسعة، وأنني تلقيت اتصالات مهنئة من داخل سوريا وخارجها·
؟ لكنك مازلت صغيرة على القيام بدور الأم، خاصة وأن الابن (سامر المصري) يزيدك عمراً بعدة سنوات؟·
؟؟ هذه نقطة اتفق فيها معك· وربما كان العيب الوحيد في المكياج· وقد حاول المخرج باسل الخطيب، تجاوز هذه المسألة بعدم تقريب الكاميرا من وجهي· فكانت اللقطات عامة وبعيدة كي لا أبدو صغيرة السن· وقد كانت تعليقات المشاهدين العامة على الحس والأداء جيدة·
شر وإغراء
؟ وكيف كانت طبيعة دورك ( الشرير) في (طيور الشوك)؟·
؟؟ (تضحك)·· طبيعة هذا الدور كانت تجنح نحو الشر· وهذا ما لم يسبق أن قدمته سابقاً· فضلاً عن أنني قدمت الدور باللغة الإنجليزية، وبلهجة صالونات البلاط عام ،1900 فكان ذلك بمثابة تحد لي· وقد اشتمل الدور على جانب شرير، وجانب من الإغراء، وكانت مساحاته متلونة، بالإضافة إلى أنه كان مكتوباً بطريقة جميلة·
؟ وهل وجدت صعوبة في التعامل مع الفنان أيمن زيدان كمخرج في هذا المسلسل؟·
؟؟ بالعكس تماماً· لقد جعلني الفنان أيمن زيدان، أفكر بطريقة أخرى في تقديم دوري· واستطاع أن يجعلني أكتشف أشياء في الشخصية، وأمزجها مع مخزوني وذاكرتي، وأن أكون أكثر جرأة في ذلك·
؟ أنت متهمة بالمشاركة في عدة أعمال في موسم واحد، حتى نكاد أن نراك في كل الأعمال؟ فكيف تبررين ذلك؟·
؟؟ الممثلة يجب أن تعمل· وعادة نحن نكابر، ولا نعترف بحقيقة أننا يجب أن نعمل على مدار العام، لكي نغطي نفقاتنا، فلماذا نخجل من ذلك؟! إن الفنان إذا لم يعمل يجوع! وإذا كان يقال إني أشارك كثيراً في المسلسلات، فهذا الكلام أكثر من الحقيقة·
؟ لماذا لا نستعرض أعمالك في الموسم الماضي؟·
؟؟ كان لي مشاركة أساسية في (طيور الشوك) و(يحيى عياش)· وما تبقى أدوار صغيرة في (حكاية خريف) و(مرزوق على جميع الجبهات)· كما صورت في آخر الموسم مشاركة في (الرياح الأبدية)، وأخرى في (الحب في زمن الإنترنت)· وهذان العملان لم يعرضا بعد· بينما أسمع من أهل الوسط الفني قولهم: أنت تعملين كثيراً· رغم أنني أقل ممثلة تعمل مقارنة بالممثلات من بنات جيلي· لكن هذه المشاركة تعطي انطباعاً خاطئاً بأني أعمل كثيراً·
؟ لكن المشاهدين يقولون ذلك أيضاً؟·
؟؟ المشاهدون محقون· لكنهم لا يعرفون ما وراء الكواليس· فالمشكلة أننا نصور على مدار السنة عدة أعمال· لكن كل أو أغلبية ما نصوره يعرض في شهر رمضان الكريم، مما يربك المشاهد، عندما يرى الممثل أو الممثلة في عدة أعمال في يوم واحد· وسوء التوزيع هذا، أنا لست مسؤولة عنه كممثلة، إنما يعود لشركات الإنتاج، وإدارات المحطات التي تضعنا في هذا المأزق·
؟ أنت تشكين من الشللية في الوسط السوري لماذا؟ وهل تلعب هذه الشللية دورا في تهميش فنان أو تلميع آخر؟
؟؟ الشللية تكاد تحكم قبضتها على الوسط الفني عندنا· فبمجرد أن يرى المشاهد ممثلاً أو ممثلة بعينها في أي مسلسل، يمكنه أن يكتشف أسماء بقية الممثلين والمخرج· وربما يكون للشللية إيجابياتها، حين تخلق نوعاً من الانسجام بين مجموعة فنانين وفنيين، يعرفون إمكانات بعضهم بعضاً، ويتناغمون في العمل من خلال التعامل المستمر، لكن سلبياتها أكثر، فهي تضع هذه الشلل في عزلة عن بعضها، وعن الوسط بشكل عام، وتجعل الوجوه تتكرر، وفي النمط نفسه من الأدوار، كما تحرم فنانين آخرين وتقصيهم· وهناك فنانون أمضوا في المهنة عشرين عاماً، ولم يتح لهم العمل مع كثير من المخرجين، بسبب هذه الشللية·
؟ لكنك أيضاً لست بعيدة عن الشللية، فأنت تقدمين العمل الثاني مع أيمن زيدان، وشاركت بثلاثة أعمال مع باسل الخطيب، فبماذا تفسرين ذلك؟·
؟؟ مع أيمن زيدان هذا عملي الثاني· وهو لا يعتبر شللية· فقد دخل في تصوير عمل ثالث ورابع، ولم أشارك معه فيهما، لأنه لم يجد دوراً مناسباً لي في هذين العملين· وكذلك مع الكثير من الممثلين الذين شاركوا معه سابقاً· فأيمن زيدان يختار الممثل للدور، ولا يفرض الممثل على الدور· وكذلك باسل الخطيب شاركت معه ثلاث مرات· لكني في أعماله الأخيرة لم أكن موجودة، لأنه لم يكن هناك دور مناسب وجديد بالنسبة لي· وأحب أن أقول إن الشلة الوحيدة التي أنتمي إليها هي الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون· لأنها هي التي تبنتنا كشباب جدد، وقدمت لنا الفرص، بطريقة صحيحة، وصنعت منا نجوماً، وهي السوق المحلي الكبير والعريض·
لا نحصل على الملايين
؟ هل تشعرين أنك محاربة في أوساط قطاع الإنتاج الخاص؟·
؟؟ ليس من الجميع· لكنه بقدر ما هناك أناس يحبونك ويشجعونك بقدر ما هناك أناس يحاربونك· وأنا لا أشتكي من هذه الحرب، لأنها من طبيعة البشر· ولكني أتمنى أن تكون عادلة· فحين تضعني على جبهة وتحاربني هذا شيء، وأن تمارس ضدي حرباً خفية فهو شيء آخر·
؟ وأين هي المشكلة؟·
؟؟ المشكلة أنه ليس هناك مواجهة· وكل ما يجري هو في الخفاء· فأنت تلمس نتائجه، ولكن لا تتمكن من مجابهته· وأنا صريحة وجريئة وأقول رأيي، ولأ أخشى أحداً، لأني واضحة· ولكن المشكلة أن الآخرين ليسوا كذلك· وأعتقد أنه لو كنا نحصل على أجور منصفة، ونكافأ بطريقة عادلة ومحقة، ونكرم كما يجب، ونسوق كما يجب، لما بقيت هذه الحروب بيننا، ولما اضطررنا لأن نتصارع على لقمة العيش، بل نحب بعضنا، ونتكاتف لنقدم الأفضل·
؟ أنت الآن تشتكين من انخفاض الأجور· فهل انخفضت مؤخراً؟·
؟؟ نحن في بازار مدهش! لا علاقة له بالفن· والناس تعتقد أننا نتقاضى أجوراً بالملايين، ولا يصدقون أننا نمثل مقابل مبالغ ضئيلة· فتعرفة الأجور منخفضة جداً· وهي تؤذينا· وعندما يحتج أحدنا يأتون مباشرة بمن يقبل بأقل من الأجر الذي طلبه· كما أن هناك تلاعباً في المعايير· ونحن فعلاً لا نعرف حتى الآن: هل نتقاضى أجورنا عن الحلقة أم عن الدور كاملاً في المسلسل· وهكذا فإذا كان الدور كبيراً يحاسبوننا على الدور، أما إذا كان الدور صغيراً فيحاسبوننا على الحلقة· والمهم دائماً بالنسبة لبعض المنتجين أن نحصل على أقل أجر ممكن·
أدوار أهرب منها
؟ ما الذي يحدد نجومية الفنان في الدراما السورية: موهبته أم علاقاته ونفوذه؟·
؟؟ السينما هي التي تصنع النجوم، وطالما أنها لا تعمل على مدار العام وتقدم العديد من الأفلام الجماهيرية الجيدة، فإنه لن يكون هناك نجوم! أما في التلفزيون فمفهوم النجومية غير واضح· وهو لا يقاس بعدد المسلسلات التي يشارك فيها الفنان·
؟ وأين دور الموهبة إذن؟·
؟؟ الموهبة هي الأساس· ولا يمكن لفنان أن يصل إلى الشهرة من دونها· هناك فنانون موهوبون جداً، وهذا له علاقة بشهرتهم وانتشارهم· لكن البعض يدعم موهبته بعلاقاته، وأنا لست ضد ذلك، لكني أتمنى ألا يتم ذلك بتضييق الساحة على الآخرين، وألا تكون العلاقات وحدها هي الطريق التي تمهد لشهرة الفنان!·
؟ ما هي الأدوار التي تهرب منها لورا أبو أسعد؟·
؟؟ عندما أشعر أن الدور سطحي، أو مكرر كثيراً، أهرب منه· لأن هدفي ألا أقدم دوراً بلا نكهة· وهناك أدوار أرفضها، كالدور المجاني، وأدوار الإغراء والاستعراض التي لا ضرورة درامية لها ضمن سياق العمل· كذلك الأدوار التي تعتمد على الانفعال والتهريج المجاني·
الدراما مدجنة
؟ إلى أي حد أنت مع الجرأة في الدراما التلفزيونية؟·
؟؟ أنا مع الجرأة والأدوار الجريئة والجديدة، والتي تكون مدروسة، وتحمل مقولة واضحة· ولكن للأسف فالدراما عندنا (مدجنة)!
؟ على أي معطيات تصدرين حكمك على الدراما التلفزيونية؟·
ـ يبدو أننا اعتدنا على خطوط حمراء ليست موجودة إلا في مخيلتنا، وأصبحنا نمارس دور الرقيب، قبل أن يقرأ العمل أو يراه! وهناك الكثير من المسائل الاجتماعية والسياسية وغيرها لا نتطرق لها· وهناك فساد مالي واجتماعي ضمن المجتمع لا نسلط الضوء عليه· فنحن نقزم شخصيات الدراما، ونظهرها مثالية، خالية من الشوائب·
؟ ومن المسؤول عن ذلك في رأيك؟·
؟؟ المسؤولية في ذلك تقع على المنتجين أولاً، ثم الكتاب· وبرأيي إنه يجب رفع سقف الحرية في الدراما العربية· وأنا أعرف أن الهامش الرقابي عندنا أصبح كبيراً· فلماذا لا نطرح الموضوعات المهمة التي كنا نهرب منها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض