عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
شدد الفنان الإماراتي الكوميدي جابر نغموش على ضرورة خلق مواسم أخرى بعيداً عن «الماراثون الرمضاني»، لإثراء الساحة الفنية بأعمال درامية تعرض على الشاشة الصغيرة على مدار العام، وتنال حقها من العرض والمشاهدة، بدلاً من ضخ الأعمال جميعها في موسم واحد، ما يربك المشاهد في اختيار المسلسلات التي سيتابعها، مؤكداً أن العمل الدرامي المميز الذي أنتج ونفذ بنص جيد ومضمون مختلف ورسالة هادفة وأداء وتصوير محترف، يفرض نفسه في أي موسم يعرض فيه، ولذلك فهو لا ينافس أحداً بل يجتهد أكثر وأكثر.
جدولة العرض
وقال نغموش لـ«الاتحاد» إن جدولة المسلسلات لعرضها على مدار العام، تعطي الفنان حقه في المشاركة بأعمال درامية بشكل مستمر، وبذلك ستختفي «البطالة الفنية»، وفي الوقت نفسه سيمنح المشاهد فرصة متابعة دراما خالية من ضغوط الزخم التي تُعرِّض الكثير من المسلسلات إلى الظلم لأنها لا تأخذ حقها من المشاهدة.
ووصف نغموش الدراما المحلية التي ستعرض في رمضان هذا العام بالمتميزة، وقال: «إنتاج أكثر من 4 مسلسلات إماراتية في رمضان نقلة نوعية، وهذا ما كنا نحلم به منذ سنوات بأن يعيش الفنان انتعاشة فنية في قنواته المحلية»، لافتاً إلى أن التنوع هو أكثر ما يميز مسلسلات رمضان هذا العام، وخصوصاً أنها تتناول مواضيع تراثية ومعاصرة وكوميدية واجتماعية، ما يلبي كل الأذواق.
منافسة
وحول وجود منافسة قوية بين هذه الأعمال في رمضان هذا العام، رفض نغموش مقولة «منافسة»، وقال: «بالنسبة لي لا أنافس أحداً، فالعمل المميز الذي يمتلك عناصر النجاح مثل المضمون والقصة والمحتوى الجيد والرسالة الهادفة، سيلفت انتباه المشاهد ويحقق ردود أفعال إيجابية، ولذلك أنا أجتهد وأحاول إبراز العمل بأفضل صورة، حتى يحقق الصدى المطلوب، وفي الوقت نفسه أتمنى للجميع أن يحقق النجاح أيضاً لأن الأعمال الدرامية المحلية مكملة لبعضها بعضاً».
تعاون مشترك
وخلال مسيرته الفنية الطويلة، تعاون نغموش مع عدد من نجوم الدراما من جميع أنحاء العالم العربي، وعن أهمية ذلك، قال: «تعاونت مع فنانين خليجيين وعرب، وتوطدت علاقتي مع معظمهم، وهذه العملية تحقق التميز والاختلاف والنجاح للعمل الدرامي، إلى جانب تبادل الخبرات والثقافات واكتساب المعرفة من الآخر»، مؤكداً أن هذه النوعية من المسلسلات توليفة غنية تعبر بوجوه ولهجات متعددة عن هموم وقضايا مشتركة بين الدول العربية.
وأوضح: «اشتراك ممثلين من مختلف الدول في عمل واحد، لا يلغي خصوصية كل مجتمع، فهذه الخصوصية تضيف الصدقية إلى العمل، وتزيد الإحساس بالموقف، لأن تفاصيل العلاقات الإنسانية تختلف من دولة إلى أخرى، ومن حق المشاهد أن يرى ذلك الاختلاف في العمل المشترك».
ضعف النصوص
واعتبر نغموش أنه من الضروري ظهور دماء جديدة في عالم الكتابة للكوميديا، وقال: «نعاني ضعفاً في النصوص الكوميدية، فعدد كُتّابها قليل في الإمارات، وأبرزهم سلطان النيادي وجمال سالم وجاسم الخراز، على الرغم من وجود معهد للتمثيل وكتابة النصوص ومجالات فنية أخرى، إلا أنه لا يوجد شيء ملموس على أرض الواقع»، متسائلاً: «كيف لكاتب واحد أن يتولى تأليف عملين أو ثلاثة في الوقت نفسه؟»، وقال: «نحن في حاجة إلى مواهب جديدة في عالم الكتابة للدراما المحلية، وخصوصاً الكوميدية منها، لأن أساس أي عمل فني هو النص»، متمنياً في ظل التطور الكبير الذي تشهده الدراما المحلية والزخم الإنتاجي، أن يتم اكتشاف المبدعين في عالم الكتابة.
لماذا الكوميديا؟
أكد جابر نغموش أنه اختار الكوميديا قالباً لمعظم أدواره لأنها الأقرب إلى شخصيته، وعلى الرغم من أنها من أصعب الأدوار، إلا أنه أبدع فيها واستطاع أن يكسر حاجز الملل لدى المشاهد، بتقديم أدوار مختلفة. وقال: «التغيير من صفات الفنان الناجح، وليس ضرورياً أن يقدم الممثل نوعيات مختلفة من الأدوار قد لا يجيدها، فمن المهم أن يستمر في تقديم لون واحد، ولكن بصور مختلفة، وهذا ما أحاول تقديمه عبر مسيرتي الفنية».
حضور قوي
وجه جابر نغموش الذي يلعب في رمضان هذا العام بطولة مسلسل «مفتاح القفل»، شكره لـ«أبوظبي للإعلام» التي تولت دعم الدراما المحلية، وإنتاج عدد من المسلسلات التي يشارك فيها نخبة من النجوم المخضرمين والشباب، وكذلك كوكبة من فناني العالم العربي، وذلك من أجل تعزيز حضور الدراما المحلية في رمضان.
صديق العمر
عبّر الفنان جابر نغموش عن حزنه الشديد لأنه يفتقد صديقه و«عشرة العمر» الفنان والمنتج سلطان النيادي الذي لا يزال يتلقى علاجه في أميركا حتى الآن، لافتاً إلى أنه دائم التواصل معه، وأن صحته بخير، متوقعاً أن يعود إلى الإمارات سالماً خلال رمضان المقبل.
