الأوبوا.. من آلات النفخ القديمة التي وجدت في آسيا وفي بلاد حوض البحر المتوسط، وعرفت في منتصف القرن السابع عشر في أوروبا، وظهرت في بلاط الملك لويس الرابع عشر واستخدمها كامبير للمرة الأولى في أوبرا «بومون» عام 1671، وتحسنت صناعتها إبان القرن التاسع عشر في تحديث المفاتيح وأصول تصبيعها، وتُصنف على أنها من آلات النفخ الصعبة للعزف، حيث يستغرق عازفها بعض الوقت ليتمكن من إنتاج صوت، وتحتاج على عكس آلات النفخ الأخرى أن يكون هناك فائض في التنفس، وهيكل مفاتيحها أكثر أحكاماً من الكلارينيت أو الفلوت، ولا يحتاج اللاعبون إلى الضغط على الثقوب بأصابعهم مباشرة، لذلك لا توجد مشكلة بالنسبة للأشخاص ذوي الأيدي الصغيرة، وتطلق عليها ألقاب عدة، منها مضحك الآلات، وضابط النغمات في الأوركسترا، و«ذات الريشتين» لما تتمتع به من وضوح الصوت وثباته، وأيضاً لما يتم من ضبط جميع آلات الأوركسترا نغماتها على تلك الآلة الخشبية التي تصنع عادة من خشب الأبنوس، وقد تصنع من المعدن، وبخاصة ما يستخدم منها في الموسيقى العسكرية، وأنبوبتها مخروطية الشكل تحتوي على ستة ثقوب وعدة مفاتيح، ويتطلب أسلوب النفخ فيها سيطرة كافية من العازف، واستخدمها عبدالحليم حافظ في فيلم «شارع الحب»، علماً بأنه بدأ مشواره الفني كعازف لها في عام 1950، من خلال انضمامه لفرقة الإذاعة الموسيقية.