أحمد السعداوي (أبوظبي)
تقوم الحدائق المنزلية بدور كبير في توفير أجواء عائلية مميزة خلال فترات البقاء في المنازل، التزاماً بالتعليمات الصحية لتجنب أضرار فيروس «كورونا» المستجد، وللحماية من التلوث وتأثيراته على الصحة العامة، بالجلوس في الظل والهواء النقي، فالحدائق المنزلية تعتبر متنفساً عائلياً بامتياز وضرورة اجتماعية، حيث توفر أماكن للعب الأطفال ونموهم وأماكن للراحة وجلسات عائلية تجمع الصغار والكبار، كما أصبحت زراعة الغابات والحدائق مظهراً من مظاهر التقدم والحضارة، ومن هنا نلاحظ انتشار الحدائق المنزلية في دولة الإمارات، كمثيلاتها من الدول، وسنوياً تقدم بلدية أبوظبي جائزة لأفضل ثلاث حدائق منزلية في العاصمة لتقديرها أهمية الحديقة في مساهمتها بتطوير بيئة المسكن والمجتمع، بحسب حسن العمر المتخصص في تصميم الحدائق المنزلية.
أنشطة عائلية
حول الكيفية التي تصبح بها الحديقة المنزلية متنفساً عائلياً، أوضح حسن العمر، أنه في التصميم العام للمدن تتألف المساكن من شقق سكنية ضمن أبنية متعددة الطوابق يكون متنفسها الحدائق العامة والساحات والمنتزهات، أما النوع الثاني فهو الفيلات السكنية التي تتميز بوجود حدائق خاصة لكل مسكن، والحديقة المنزلية هي جزء من المنزل كأي غرفة أو مرفق مهم تقام فيه الأنشطة العائلية، وعندما نقوم بتنسيق جيد للحديقة يجب أن نظهر جمال المبنى وتأمين أشعة الشمس شتاء ومنح الظل والحماية من أشعة الشمس صيفاً وتلطيف الجو وتنقية الهواء من الملوثات، وتوفر المكان الهادئ لراحة الأعصاب والاستجمام والهدوء النفسي.
أما الشقق السكنية، فيضاف لها النباتات الداخلية كعنصر حياة يضاف إلى عناصر الأثاث والديكور، وتكون عادة في المداخل وغرف المعيشة والمكتب والبلكونات، كما تضاف النباتات الصغيرة على الطاولات.
مواصفات ومساحات
وعن المواصفات والمساحات المطلوبة حتى تكون الحديقة المنزلية مشجعة على قضاء أوقات كثيرة بها، أورد العمر أن مساحات الحدائق المنزلية تختلف بحسب معدل المساحة المحددة لكل شخص بالمدينة من المساحات الخضراء، وهي تتراوح بين 10 إلى 20 متراً مربعاً للشخص الواحد حسب مساحة وأسعار الأراضي وتوفرها، كما يفرض قانون البناء نسبة للوجائب والحدائق وهي تتراوح عالمياً بين 30-50% من مساحة الأرض المعدة للبناء، فعلى سبيل المثال أرض مساحتها 500 متر مربع تكون الحديقة من 150 إلى 250 متراً مربعا، مما يؤدي إلى اختلاف عدد النشاطات التي يمكن أن تقام بها حسب توفر المساحات، فعندما تكون مساحتها كبيرة أو صغيرة يمكن أن تختار بعضاً أو مجموعة من النشاطات، ومنها المسطحات الخضراء وأشجار الظل للجلوس والاسترخاء، والمظلات والمراوح لاستخدام الحدائق في الأوقات الحارة، وإنجاز المشاوي في الهواء الطلق بالمطبخ الخارجي، كما تمثل أيضاً مكاناً ترفيهياً رياضياً يضم بعض الألعاب للكبار وللصغار، كما تضم بعض الحدائق الأشجار المثمرة والنخيل والخضراوات وتسمح بممارسة بعض النشاطات الزراعية، بالإضافة لممارسة الهوايات الشخصية ضمن بيئة الحديقة. وتكون التصاميم وتوزيع المساحات بناء على رغبة المقيمين في المسكن وللمبالغ المخصصة لإنشاء الحديقة وصيانتها سنوياً، حيث يقوم المختصون بتصميم وتنسيق الحديقة لتكون مشجعة للقاطنين لاستخدامها في أغراض مختلفة.
وكأي جزء من أجزاء المنزل تحتاج الحديقة لأن يكون تصميمها متناسقاً مع المساحة والنشاطات وأعمار روادها، وأن يكون هناك تناسب وتجانس مع النشاطات المتوفرة في المنزل، بما يتماشى مع أعمار الأطفال وباقي أفراد الأسرة.
جلسات وألعاب
وأشار العمر إلى وجود أنواع من الجلسات والألعاب التي يمكن إضافتها للحديقة المنزلية وينتفع بها الكبار والصغار، من خلال مرافق الحديقة التي توزع على مجموعات، ومنها:
* العناصر الإنشائية، وتشمل الممرات وساحات الجلوس والمظلات والمطابخ الخارجية وغيرها من العناصر الإسمنتية الخشبية والمعدنية.
* العناصر النباتية، وتشمل المسطحات الخضراء وأشجار الزينة والمثمرة والنخيل والزهور الحولية.
* العنصر المائي، ويشمل المسابح والنوافير والشلالات.
* العنصر الخدمي، ويشمل شبكات الري والإنارة وأعمال الصيانة الدورية.
* العنصر الترفيهي والرياضي والأثاث، ويشمل الكراسي والطاولات والجلسات وألعاب الأطفال وأجهزة الرياضة الخارجية وأماكن الطعام وغيرها.
كيف تنشئ حديقة مثالية؟
هناك نصائح أساسية لإنشاء حديقة مثالية، تتمثل في:
- اختيار نباتات وأشجار متناسبة مع بيئة المنطقة والمساحات الزراعية في الحديقة.
- تركيب شبكة ري أوتوماتيكة للحفاظ على سلامة النباتات وتوفير استهلاك المياه، وشبكة الري بالرش للمسطحات الخضراء وبالتنقيط لباقي أنواع النباتات.
- القيام بعمليات الصيانة اللازمة للحديقة، وفي حال عدم وجود خبرة ذاتية في هذا الشأن يجب الاعتماد على شركة متخصصة في أعمال الصيانة.
- اختيار المبيدات والأسمدة صديقة للبيئة للحفاظ على البيئة وصحة وسلامة السكان، وتكون حاصلة على موافقة وزارة البيئة.
- تركيب جميع عناصر الحديقة الإنشائية بما فيها الألعاب ووسائل الترفيه بشكل يضمن أمن وسلامة روادها.
- المحافظة على الفواتير والضمانات للمواد التي تم شراؤها وتركيبها لمراجعة الموردين في حال وجود أي خلل في التركيب أو النوعية.
- تركيب إضاءة لاستخدام الحديقة ليلاً وإضافة لمسات جمالية.
- الابتعاد عن زراعة النباتات السامة والشائكة والنباتات ذات الجذور الضارة بالبنية التحتية كنباتات الدفلة والصبارات والداماس، والتي من شأنها قد تضر بالصغار.