مسيرة حاشدة للصحفيين تطالب الجيش بحماية الحريات

تظاهر نحو مائتي صحفي أمس استنكاراً لقيام مسلحين من المعارضة بتهديد وتخريب المؤسسات الإعلامية التابعة لـ''الأكثرية'' خصوصاً المؤسسات التابعة لـ''تيار المستقبل'' مما أدى إلى إغلاقها· وقام الصحفيون بمسيرة من الوسط التجاري في بيروت إلى محطة تلفزيون المستقبل رافعين شعار الحفاظ على الحريات الإعلامية· وناشد وزير الإعلام غازي العريضي في كلمة ألقاها، قيادة الجيش التي أصبحت المؤسسات الإعلامية بعهدتها أن تكون حازمة في مواقفها لحماية الإعلام بما يكرس دورها الوطني· وكان مسلحون طوقوا أول من أمس مبنى المحطة وهددوا بتخريبها إذا لم تتوقف عن البث· وأبلغ أحد الضباط هذا التهديد للإدارة، ناصحاً بالامتثال· وقال العريضي للمتظاهرين: ''هذا التحرك سلمي ديموقراطي للحفاظ على الحريات ولا بد أن يترجم بعودة فورية لوسائل الإعلام التي أُغلقت''· وشارك في التظاهرة قسم كبير من وسائل الإعلام التابعة لـ''تيار المستقبل'' بزعامة النائب سعد الحريري، إضافة إلى عدد من الصحفيين يعمل بعضهم في وسائل إعلام للمعارضة وتقدمهم جيزيل خوري أرملة الصحافي سمير قصير الذي اغتيل عام ·2005 كما شاركت الصحافية في تلفزيون ''ال بي سي'' مي شدياق في التظاهرة على كرسي نقال· ونجت شدياق في سبتمبر 2005 من محاولة لاغتيالها عبر زرع عبوة ناسفة في سيارتها ما أدى إلى بتر ساق ويد لها· وسارت التظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة شاركت فيها عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي· وقالت الصحفية ندى عبدالصمد ''المشاركة هي للاحتجاج على المنطق الذي لا يتحمل وجود رأي آخر''، وأضافت ''من يتصرف هكذا لا يستحق أن يكون موجوداً''· وتساءلت الصحفية ناجية الحصري (الحياة): ''كيف يمكن أن نصبح في بلد لا يتحمل سوى صوت واحد؟''، وقالت ''من يبدأ بإسكات الإعلام يمكنه أن يقوم لاحقاً بإسكات أي شيء آخر وتختفي الحقيقة''· وقال الصحفي جورج صليبي العامل في محطة تلفزيون الجديد المعارضة ''أشارك لأستنكر وأرفض ما يجري·· من غير المقبول أن يجري ما جرى مع أي وسيلة إعلامية بغض النظر عن انتمائها''· وتوقف المشاركون أمام مبنى محطة تلفزيون المستقبل في منطقة القنطاري- سبيرس ليهتفوا بصوت واحد ''سيادة حرية استقلال''، ثم دخلوا تباعاً إلى المقر الذي أحاطته عناصر تابعة لقوى الأمن الداخلي· وتحلقت مذيعات المحطة حول طاولة استديو البث المباشر، حيث قال مدير الأخبار حسين الوجد: ''إن الصوت الحر لن يسكت''· وقال مهندس تقني من المحطة طالباً عدم الكشف عن هويته ''وضعنا المبنى بعهدة الجيش لكن مسلحين دخلوا وقاموا بقطع كل الكابلات المرقمة مما سيتطلب عملاً طويلاً عندما يتقرر استئناف البث''· وتوقفت المحطة عن البث أرضياً وفضائياً، وكذلك إذاعة ''الشرق'' التابعة لتيار المستقبل· كما توقفت صحيفة المستقبل جراء هجوم مسلح لـ''حزب الله''·