22 يونيو 2009 23:47
وقعت أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس في المجمع الثقافي بأبوظبي مع ممثلين من أسرة وورثة الشاعر الإماراتي حمد خليفة بوشهاب (1932-2002) اتفاقية امتلاك حقوق النشر لمؤلفات الشاعر الراحل، المطبوعة منها والمخطوطة والتي تصل إلى ما يقرب من 20 عملاً إبداعياً، من ضمنها المذكرات التي تعد وثيقة مهمة تؤرخ لحياته وأسفاره ومعاصرته للشعراء ومناسبات كتابة قصائده الفصيحة والعامية.
ونصت الاتفاقية على إعادة طباعة أعماله السابقة، ونشر ما لم ينشر منها، وكذلك التوثيق للشعر والشعراء ودراسة إنتاجهم وحفظه ونشره الذي اضطلع به الشاعر بوشهاب، بما خلف من منجزات مصنفة وغير مطبوعة باعتبارها ملكية كاملة للهيئة لطباعتها ورقياً وإلكترونياً. وسبق توقيع الاتفاقية أن عقد مؤتمر صحفي حضره الشاعر والناقد سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وخليفة حمد بوشهاب وأحمد حمد بوشهاب ابنا الشاعر الراحل حمد بوشهاب، كما شهد المؤتمر الصحفي عدد من المسؤولين في الهيئة والشعراء الإماراتيين والعرب والصحفيين. استهل سلطان العميمي كلمته بالمؤتمر الصحفي بتقديم الشكر إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على رعايته للشعراء والأدباء وإلى معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على توجيهاته بهذا الشأن وإلى محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على تفعيل الاتفاقية وحفظ التراث الشعبي والإبداعي الإماراتي. وأضاف العميمي «إن هذه اللحظة التي تجمعنا اليوم في أكاديمية الشعر بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث تتسم بخصوصية من طراز استثنائي في حياتنا الثقافية الوطنية لاقترانها بإعلان الأكاديمية عن توقيعها لاتفاقية ملكية الإنتاج الفكري والبحثي للشاعر الإماراتي الكبير المغفور له حمد خليفة بوشهاب مع أسرة وورثة الفقيد، يتحقق من خلالها عدد من الأهداف التي أهمها إعادة طباعة أعماله السابقة ونشر ما لم ينشر منها». ونوه العميمي بأن الأديب الراحل كان له السبق في إصدار أول صفحة متخصصة في الأدب الشعبي في صحيفة يومية في دولة الإمارات، وكان ذلك في صحيفة البيان في أوائل الثمانينات، ومن تلك الصفحة انطلق في مشواره مع الإصدارات الشعرية البحثية والتوثيقية لعدد كبير من شعراء الإمارات. كما كان يفتخر بأشعاره الفصيحة ويرى أنها أقوى من أشعاره العامية، ولكنه كان يرفض مع ذلك أن يجمع قصائده لينشرها في ديوان شعر، سواء الفصيحة أو العامية، وظل -رحمه الله- مستمراً في عطائه الشعري والأدبي إلى آخر لحظة من حياته. وأشار العميمي إلى أن حصول الأكاديمية على حقوق طباعة الأعمال المنشور وغير المنشورة لحمد خليفة بوشهاب، يدخل أيضاً ضمن إطار الانتصار للهوية الثقافية المحلية، وللشعر والشعراء في كل مكان. ذلك أن هذا «الهزار الشادي» لا يعتبر شاعراً عالي المقام في إبداع القصيدة العمودية الفصحى فقط، بل هو إلى جانب ذلك شاعر شعبي ورائد في مجال البحث والاهتمام بالشعر الشعبي في الإمارات، ومن الوجوه البارزة في حياتنا الثقافية والإعلامية؛ لذا فإننا نعتبر أرشيفه المكتوب كنزاً رمزياً شديد الأهمية، سنعمل على تصنيفه وتوثيقه ودراسته ونشره كي يصل إلى أبناء هذا الجيل والأجيال القادمة. وأضاف: «ونشير في هذه المناسبة إلى المصنفات المطبوعة وغير المطبوعة التي أصبحت ملكاً لأكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وهي كالتالي: أولاً المصنفات المطبوعة، وهي: تراثنا من الشعر الشعبي - الجزء الأول والجزء الثاني، وديوان شاعرات من الإمارات، والماجدي بن ظاهر «حياته وآثاره»، وديوان حمد بن عبدالله العويس - الجزء الأول والجزء الثاني، وديوان أريج السمر «قصائد متبادلة»، وديوان قصائد مهداة إلى صاحب السمو رئيس الدولة، وديوان فتاة العرب، وديوان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وديوان نسائم المحبة، ووقفات مع تاريخ دولة الإمارات، وديوان راشد الخضر، وأشياء من الماضي «مختارات شعرية» وديوان ربيع بن ياقوت. وثانياً، المصنفات غير المطبوعة وهي: مذكرات حمد خليفة بوشهاب، ومشاهير من الإمارات، وإطلالة على ماضي الإمارات، والأعمال الأدبية الكاملة «الشعر الفصيح، الشعر النبطي، المقالات، الدراسات» من جانبه، قدم خليفة حمد بوشهاب الشكر والامتنان إلى الدولة على اهتمامها بالموروث الشعبي خاصة أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وقال: «نحن أسرة الشاعر حمد بوشهاب نتشرف بتوقيع هذه الاتفاقية سواء بإعادة طبع الكتب القديمة المطبوعة أو طبع الكتب التي لم تطبع والتي لا تزال محفوظة». ومن جهة أخرى، قال أحمد حمد بوشهاب في كلمته بالمؤتمر الصحفي: أشكر باسمي واسم أسرتي أكاديمية الشعر وهيئة أبوظبي للثقافة على هذه المبادرة، ونتمنى أن ترى الأعمال الإبداعية لوالدي النور ليستفيد منها الجميع. وأشار العميمي إلى أن الأكاديمية تنوي تفعيل مبادرات أخرى لامتلاك نتاجات إبداعية لأدباء إماراتيين آخرين راحلين أو على قيد الحياة لتوثيق الأدب الإماراتي.
المصدر: أبوظبي