الفترة المقبلة عنوانها «الصبر»
لنتحلَّ جميعاً بالصبر من أجل التعايش مع هذه الأزمة التي غيرت من مظاهر الحياة الاعتيادية، ولنكن واقعيين مع أنفسنا، كلنا يدرك مدى الآثار الحالية التي ترتبت على الإنسان منذ انتشار فيروس كورونا والإجراءات المتخذة للحد من توسع دائرة الخطر، ومازال البشر يصارعون ويحاربون هذا العدو الخفي، هنا لا بد لنا أن نعي أن للأزمات مراحل وما يقابلها من ردة الفعل وهي كالآتي: المشكلة يقابلها لا مبالاة وقلة إدراك، مرحلة تفاقم المشكلة ويقابلها رهبة الجميع والأفكار السلبية، مرحلة المدة الزمنية ويقابلها التعايش والتكيف مع ظروف الأزمة، والأخيرة وهي مرحلة انحسار الأزمة ويقابلها الأمل وعودة الحياة، ولكن سوف تعود مصطحبةً معها متغيرات أيضاً لا بد من التكيف معها أو إيجاد حلول بديلة.
متى تنتهي الأزمة؟
لا أحد يستطيع الإجابة إلى الآن، ولنكن متفائلين بأن هذه الغمة سوف تنجلي قريباً. تحولت المدارس والجامعات والمؤسسات العامة لممارسة عملها عن بعد... رسالة مهمة تعكس استمرارية الحياة في المجتمع، وهذا نمط جديد كان يخطط له بأن يكون أسلوب حياة في المستقبل، ولأن للضرورة أحكاماً نشاهد أن هذا الأسلوب قد تم تفعيله، وهنا ندرك مدى جدية الدولة وجاهزيتها لاستشراف المستقبل.
بدأت قطاعات تتعايش مع تحديات كورونا، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وعلى المنحى الإبداعي بتنا نشاهد مئات الأعمال الفنية والإبداعية يتم إنجازها من البيت، وبدأ الكثير من المبدعين بتقديم مشاركات متنوعة، هنا تكمن الفكرة وهي أننا نمر في المرحلة الثالثة من الأزمة وهي المدة الزمنية لها، لا بد أن نتعايش ونتأقلم مع ظروفها لأن جميع مظاهر الحياة قد تغيرت علينا.
نتعايش مع الأزمة باستثمار أوقاتنا في المنزل، وتطوير قدراتنا، واكتساب مهارات جديدة، كنا نرغب في تعلمها منذ زمن، لكن ضيق الوقت وكثرة مشاغل الحياة كانت تمنعنا، والآن الفرصة مواتية لتنمية أنفسنا، والارتقاء بمكانتنا، فكل مهارة تكتسبها في القطاع الإبداعي تضيف ميزة جديدة لك، وتجعلك أكثر تميّزاً من أقرانك، فالمهارة عصب الإبداع، والعنصر الأهم لأي نشاط فني، كلما تعلمت مهارات أكثر، أصبحت أكثر دراية وخبرة واحترافية... فرصتنا لنتعلم المزيد من المهارات التي تثري خبراتنا ومسيرتنا، ونحن جالسون في منازلنا.