سعيد ياسين (القاهرة)
استعان بعض صناع الأفلام المصرية في الآونة الأخيرة بعدد من المخرجين العرب، وفي الوقت الذي رحب فيه البعض بحضور هؤلاء المخرجين في السينما المصرية، حيث إن هذا الأمر يفتح المجال لمنافسة قوية مع المخرجين المصريين، خصوصاً وأن بعض هؤلاء العرب ينتمون إلى مداس إخراجية مختلفة ومتميزة، تحفظ البعض الآخر وأكدوا على وجود وفرة في المخرجين المصريين من مختلف الأجيال، وأن وجود المخرجين العرب يأتي على حساب المصريين، ويقلص من فرص تواجدهم، في الوقت، الذي تعاني فيه السينما من تراجع شديد في عدد الأفلام المنتجة.
يقوم المخرج اللبناني سعيد الماروق حالياً بإخراج فيلم «كل سنة وانت طيب» بطولة تامر حسني وخالد الصاوي وزينة وعزت أبوعوف وأحمد فتحي وعائشة بن أحمد، وتعد هذه هي التجربة الثانية له في السينما المصرية بعد غياب ثمانية أعوام، منذ أخرج عام 2011 فيلم «365 يوم سعادة» لأحمد عز ودنيا سمير غانم وصلاح عبدالله ومي كساب وتأليف يوسف معاطي.
وأخرج العراقي ياسر الياسري مؤخراً أول فيلم له داخل مصر، وهو «122» لطارق لطفي وأحمد الفيشاوي وأحمد داود وأمينة خليل، ويعد أول مخرج عراقي في السينما المصرية، وقال الياسري إن علاقته بالسينما المصرية جاءت من خلال المنتج والموزع العراقي سيف عريبي، الذي تربطه به علاقة طيبة، ويقيم في مصر منذ فترة، وأنتج من قبل فيلمي «الهرم الرابع» و«القرد بيتكلم»، وأشار إلى أنه استمتع بتجربة «122»، وكون صداقات مع صناع السينما في مصر بعدما استقبلوه بشكل جيد، وأنه لم يشعر بالغربة، وشعر كأنه في بيته الثاني وبين عائلته، وأن هذا الأمر أدى إلى حالة فنية مكتملة، عناصر نجاحها الحب والمودة والألفة، وكشف عن أن مشروع الفيلم عرض قبله على بعض المخرجين، لكنهم اعتذروا عنه نظراً لتخوفهم من التجربة، وتوقعهم بأنها لا تصلح للسينما العربية، وأنه تحمس للفيلم لأنه لا يقدم مشاهد رعب ودموية فقط، إنما لديه محتوى هادف، حيث يسلط الضوء على قضايا مهمة، منها تجارة الأعضاء البشرية والإدمان وأثره في تفكك الأسرة.
أما المخرجة السورية نور أرناؤوط، التي قدمت مؤخراً فيلم «كدبة بيضا» من بطولة ناهد السباعي وسامي الشيخ ومحمد سلام وهالة فاخر وعدد من الممثلين الأميركيين وتأليف لؤي السيد، فأعلنت عن سعادتها لأن تكون بدايتها السينمائية بالسوق المصري، والذي تعتبره الأبرز عربياً في المجال السينمائي، وأشارت إلى أنها اختارت اللون الكوميدي كبداية لها لأنها تعشق الأفلام الكوميدية، وأنها تهتم بأن تحكي الأفلام قصة، وذلك على عكس المخرجين الآخرين، الذين يفضلون أن تكون بدايتهم بأفلام يستطيعون فيها إبراز قدراتهم الإخراجية أكثر، وأكدت على اعتزازها وفخرها بكونها المخرجة السورية الأولى، التي تقدم فيلماً تجارياً مصرياً. أما المخرج الجزائري أحمد راشدي الذي شارك في إنتاج ثلاثة أفلام مصرية، هي «العصفور» و«عودة الابن الضال» ليوسف شاهين، و«الأقدار الدامية» لخيرى بشارة، فقال إنه كان طوال الوقت على استعداد للعمل مع السينمائيين المصريين، ودائماً كانت هناك مشروعات تجمعه بيوسف شاهين، وأنه كان يحلم بأن يعيد تصوير فيلم «جميلة بوحيرد» في الجزائر ليسرد قصتها الحقيقية، وذلك بعد أن قرأ عنها، وأكد أن عدم عمله في السينما المصرية رغم ارتباطه الشديد بها يعود لعدم توافر عاملي الوقت والظروف لديه، إلى جانب عمله مديراً لمؤسسة السينما، وانشغاله بالمنصب الإداري.