يوسف العربي (دبي)
أدت زيادة الطلب على عمليات الشراء الإلكتروني، خلال فترة بقاء الأفراد في المنازل، لتجنب تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، إلى تأخر المدة اللازمة لتوصيل الطرود، من يومين إلى 5 أيام للسلع الضرورية، و25 يوماً للسلع الأخرى، وفق رصد أجرته «الاتحاد» لأهم منصات البيع الإلكترونية.
ومن جانبها، اعتذرت منصات بيع إلكترونية لعملائها، عن عملية تأخر وصول الطلبيات، مشيرةً إلى أنها تقوم بتوسعة إمكانيات أقسام التوصيل، وزيادة عدد الوسائل المتاحة، لاستيعاب الطلب الذي تضاعف أكثر من خمس مرات، كما بدأت متاجر إلكترونية أخرى، بالاستعانة بشركات التاكسي وتوصيل البضائع وشركات إرسال الطرود لاستيعاب الزيادة الطارئة.
ولجأت بعض المنصات إلى تخفيض عدد طلبات التوصيل المتاحة للمشتريات الجديدة، لضمان تلبية جميع الطلبات السابقة.
وفي الوقت الذي وجه فيه موقع «نون» للتسوق الإلكتروني عملاءه للتسوق ضمن فئة البضائع التي تحمل علامة «إكسبريس»، والتي تبين أنها متاحة للتسليم في غضون أسبوع، فيما تستغرق السلع الأخرى أكثر من ضعف المدة، منح موقع «أمازون» عملاءه من فئة «برايم» والسلع الضرورية أولوية توصيل، فيما تراوحت مدة تسليم باقي الطلبيات من الموقع بين 10 أيام وأسبوعين، بينما بلغت المدة اللازمة لتوصيل البضائع في كل من كارفور واللولو خمسة أيام وفق عملاء.
زيادة طارئة
وقال ناندا كومار، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في مجموعة اللولو لـ«الاتحاد»: إن الشركة تواجه زيادة غير مسبوقة على عمليات الشراء الإلكتروني، حيث زاد عدد المتسوقين عبر المتجر الإلكتروني للمجموعة، بما يعادل 5 أضعاف، وهو أمر لم يكن بإمكان الشركة توقعه على الإطلاق.
وأضاف، أن السلع متوافرة، والمتاجر مفتوحة أمام الزبائن، إلا أن الشريحة الكبرى من العملاء باتوا يفضلون التسوق الإلكتروني، تجنباً للاختلاط للحد من انتشار فيروس «كوفيد- 19».
وأشار إلى أن مجموعة اللولو أعدت خطة عاجلة لاستيعاب الزيادة في الطلب، شملت الاستعانة بشركات التاكسي، وشركات توصيل الطلبات، وشركات الشحن المتخصصة في إرسال الطرود، متوقعاً أن تسهم هذه الخطة، التي دخلت حيز التنفيذ التجريبي في أبوظبي ودبي منذ يومين، في استيعاب الزيادة، وتقليص الفترة اللازمة للتوصيل.
وأكد أنه يتم التشديد على الشركات المتعاونة في التوصيل، الالتزام بأعلى المعايير العالمية والمحلية لضمان توصيل فعال وآمن.
وأضاف كومار، أن المجموعة تقوم بموازاة ذلك، بإجراء توسعات عاجلة في مختلف الأقسام المسؤولة عن الفرز والتغليف، حيث شملت هذه التوسعات زيادة عدد آلات المناولة والمركبات والدراجات النارية والسائقين.
جدولة الطلبيات
ومن جانبها، قالت متاجر «كارفور»: نظراً لحجم الطلبات غير المسبوق خلال هذه الأوقات، ليس باستطاعتنا أن نلبي جميع الطلبات في موعد التسليم الذي التزمنا به.
وأكدت المجموعة، أنها اعتمدت حلاً مؤقتاً، من خلال تخفيض عدد طلبات التوصيل المتاحة للمشتريات الجديدة، لضمان تلبية جميع الطلبات السابقة، مشيرةً إلى أن هذا الإجراء قد يضطر العملاء الذين قاموا بالتسوق الإلكتروني عبر الموقع، واختاروا مواعيد للتوصيل، أن يقوموا بإعادة جدولة طلباتهم عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق.
وكانت مجموعة ماجد الفطيم، أعلنت أنها تنفذ برنامجاً لإعادة توزيع بعض الموظفين بين وحدات أعمالها، يشمل إعادة تأهيل 1015 موظفاً، يعملون في المنشآت الترفيهية ودور السينما التابعة للشركة في المنطقة، بهدف ضمهم إلى كارفور بصفة مؤقتة، للمساعدة في تلبية الطلبات عبر الإنترنت، وتعبئة المواد الغذائية، وتجديد المخزون إلى جانب عدد من المهام الأخرى.
وأشارت إلى زيادة المبيعات اليومية عبر الإنترنت، شهر مارس الماضي، بنسبة 50% مقارنة بالفترة نفسها من شهر فبراير 2020.
وأكدت المجموعة، أن التزامها بتقديم الدعم الكامل والمتواصل لموظفيها وعملائها، خلال هذه الظروف الاستثنائية، يشكل أولوية قصوى ومسؤولية، تأخذها الشركة على عاتقها، حيث تعمل على تضافر الجهود، ورفع جاهزية فرق العمل لتلبية احتياجات العملاء.
مساعدة العملاء
ومن جانبه، أكد رونالدو مشحور، نائب رئيس أمازون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن الشركة رصدت خلال الأسابيع القليلة الماضية توجه المزيد من العملاء إلى التسوق عبر الإنترنت لتلبية الاحتياجات اليومية مثل البقالة والمطهرات وأدوات العمل والمستلزمات المنزلية.
وأضاف مشحور أن الشركة تعمل بجد لمواصلة مساعدة العملاء مع إعطاء الأولوية لسلامة فريق العمل والشركاء من خلال الحفاظ على مسافة اجتماعية آمنة بين زملاء العمل مع زيادة وتيرة عمليات التنظيف وكثافتها في جميع المواقع.
وقالت شركة أمازون: إن الزيادة في نسبة التسوق عبر الإنترنت، تؤثر على كيفية خدمة العملاء على المدى القصير، لافتةً إلى زيادة الفترة اللازمة لتسليم بعض المنتجات.
وأضافت الشركة، أنها تعمل مع شركائها البائعين على مدار الساعة، لضمان توفير جميع المنتجات، وتعزيز قدراتها لتوصيل جميع الطلبيات.
وأكدت، أنها لن تسمح لأي طرف على منصتها باستغلال هذه الجائحة لرفع أسعار السلع الأساسية، حيث قامت بحظر وإزالة عشرات الآلاف من المنتجات، بما ينسجم مع بنود سياستها الراسخة. وشددت على أنها تراقب متجرها باستمرار، لإزالة جميع العروض التي تنتهك هذه السياسية، التي تمنع استغلال هذه الأوقات.