29 فبراير 2012
)- نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب ندوة ثقافية بعنوان “العلاقات الثقافية والأدبية بين الهند والعالم العربي” في مركز قاعة المؤتمرات الرئيسية في أرض المعارض في نيودلهي يوم الأحد الماضي، وذلك بمشاركة عدد من مسؤولي النشر وصناعة الكتاب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
وجمعت الندوة عددا من المتخصصين منهم الشاعر والمترجم الدكتور شهاب، والدكتور صهيب عالم وهو محاضر في قسم اللغة العربية في جامعة دلهي، والدكتور راما كريشنان رئيس الدراسات الشرق الأوسطية في جامعة جواهر لال نهرو، والدكتور ذكر الرحمن مدير المركز الثقافي الهندي العربي في نيودلهي.
وحسب بيان صحفي صادر عن الهيئة امس، أعقب الندوة حفل استقبال حضره حشد كبير من المثقفين والمترجمين وأساتذة وطلاب المركز الثقافي الهندي العربي في جامعة مليه الإسلامية، وجامعة جواهر لا نهرو في نيودلهي وجامعة دلهي وجامعة أندرا غاندي المفتوحة.
أدار الندوة الدكتور ذكر الرحمن الذي تحدث عن أهمية التواصل والعلاقات التاريخية بين الشعب الهندي والشعب العربي بصفة عامة، وأواصر الصداقة بين الشعب الاماراتي والهنود بصفة خاصة، وأكد ضرورة تنسيق وتعميق هذه الروابط والجهود المستمرة للتعريف بالثقافات والعادات والتقاليد للحضارتين العربية والهندية، وأثنى على جهود جائزة الشيخ زايد للكتاب وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لتوطيد هذه الأواصر وتشجيع ودعم الأدباء والمثقفين والأكاديميين من خلال الأنشطة الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
كما واستعرض عبدالله ماجد آل علي مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، أهداف الجائزة ودورها في تشجيع المبدعين والمثقفين وحثهم على العطاء الفكري وتشجيع الكتاب على التقدم بأعمالهم للجائزة، وأوضح أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تقيم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية في مختلف دول العالم بشكل دوري للترويج والتعريف بالجائزة على المستوى العالمي.
ومن جانبه، تحدث الدكتور شهاب غانم عن العلاقات الثقافية المعاصرة بين العرب والهند وقدم نبذة عن تجرتبه الشخصية في ترجمة الشعر الهندي الى العربية منها كتاب قصائد من كيرلا، وكتاب قصائد من الهند والذي ترجم عن اثنتي عشرة لغة هندية، بالإضافة لترجمته قصائد الشاعر ستشيد دانادان الذي رشح مؤخرا لجائزة نوبل للآداب. ويذكر بأن مشروع كلمة للترجمة قام بنشر الكتاب بعنوان “كيف انتحر مايكوفسكي” وكتاب رنين الثريا لكملا ثريا الذي نال جائزة العويس مؤخرا، وفي نهاية مداخلته ألقى الدكتور شهاب غانم قصيدة بعنوان أغنية إلى تاج محل.
ومن الجانب الهندي، تحدث صهيب عالم وهو محاضر في قسم اللغة العربية في جامعة دلهي عن أنّ تفاعل الحضارات والثقافات والآداب والفنون في حياة الأمم أمر طبيعي، وما زال هذا النوع من التفاعل قائم بين الهند والعالم العربي منذ أقدم العصور، وقد حافظت الأمتين على ذلك في مآثرهما الأدبية، وعلق قائلا “يُعدّ التراث ثروة ثقافية وإذا حاولنا استعراض ثقافة شعب ما وأحواله الاجتماعية، يجب علينا في بادئ الأمر أن نلقي نظرة عميقة على الماضي ونحاول الحصول على العناصر الاجتماعية المشتركة بين الشعوب”.
وأشاد صهيب عالم بمشاريع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في صناعة الكتاب والترجمة والإصدارات، وكذلك تكريم المبدعين والمثقفين.
وتحدث الدكتور راما كرشنا عن فلسفة الثقافة ومستويات التطور الثقافي بين الأمم والعلاقات الثقافية وتجربة مدينة كيرلا الساحلية والامتزاج الثقافي والاجتماعي والتجاري بين الشعب الهندي والعربي، وشدّد على أهمية فهم هذه الروابط التاريخية والعمل على تقويتها وتعزيزها.
وخلال الندوة تحدث محمد عبدالله الشحي مدير النشر في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، عن عمق العلاقات الإماراتية الهندية خاصة في الجوانب الثقافية والفكرية، مُشيرا إلى أنّ هذه العلاقات تحتاج إلى أن تترجم لفعل ثقافي، ونحن في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة نسعى إلى تحقيق ذلك من خلال العديد من المبادرات الثقافية، وبشكل خاص تلك التي تتمثل في التأليف والترجمة، وتظهر جلية في منشورات دار الكتب الوطنية (إصدارات) ومشروع كلمة للترجمة ومشروع قلم لدعم الأدب الإماراتي، وتسعى هذه المبادرات الثقافية لتوطيد العلاقات التي أسهمت في التقريب بين الثقافتين العربية والهندية.
وأضاف الشحي بأن مشروع كلمة ترجم عددا ملحوظا من الكتب المتعلقة بالثقافة والتراث الهندي، وبالمقابل ترجم المركز الثقافي الهندي العربي بالتعاون مع مشروع “قلم” الأدب الإماراتي إلى اللغتين الهندية والأوردية.
يُذكر أنّ هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تشارك في الدورة الجديدة من معرض نيودلهي الدولي للكتاب الذي يقام خلال الفترة ما بين الخامس والعشرين من الشهر الجاري وحتى الرابع من مارس المقبل في مدينة نيودلهي بالهند.
المصدر: أبوظبي