الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مملكة النحل غذاء وعلاج واستثمار إقتصادي

مملكة النحل غذاء وعلاج واستثمار إقتصادي
12 ابريل 2010 20:47
في منطقة جبلية تابعة لإمارة الفجيرة وبين الصخور يقضي علي بن سالم الضنحاني معظم وقته عندما ينتهي من عمله، وهو يعيش على تلك الحال منذ 30 عاما. وقد أثمرت تلك السنوات عن تراكم الخبرة في مجال تربية النحل ومتابعة أطوار نموه وتناسله وتكوينه للمملكات وأثر ذلك على البيئة المحيطة، ولا يترك أية فرصة للاطلاع على الجديد في مجال ملاحقة النحل وطرق الوصول إلى أماكن تجمعها والطرق التي تتبعها للوصول إلى الماء. “بنت النور” يصف علي حياة النحل فيقول: إن أجمل ماكتب عنها أنها “أخت الخصب” و”بنت النور” ولها دور مميز في مايخص البيئة، ومن ذلك زيادة إنتاج البذور والثمار وتحسين دور الحشرات في التأبير، حيث يلعب دوراً مهماً في عمليات التلقيح، وهو يعمل على جمع حبوب الطلع بشكل فعال. ويقول الضنحاني إن أحد المهندسين الزراعيين وهو الدكتور نعمان أبو فخر قال إن عمليات تنقل النحل تساعد على تحسين المواصفات وجودة الإنتاج لأن النحل يقوم بتوزيع البذور بشكل فعال وتنتج عن تلك العملية ثمار جيدة. ومن خلال التواصل مع الخبراء أصبح لدى علي أنواع من النحل ومنها المحلي وتلك الأنواع القادمة من خلال الاستيراد من خارج الدولة عبر المنافذ الحيوية، والتي تفحص من قبل الحجر الصحي، كما أصبح بالإمكان التعرف على الأمراض التي يمكن أن تصاب بها النحلة، خاصة أن الامارات تتعاون في هذا الشأن مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية. النحل الجامع وفيما يخص حياة الحشرة الصديقة للبيئة يقول إن الملكة تضع يوميا حوالي ألفي بيضة وربما تزيد أو تنقص وتبقى عدة سنوات داخل الخلية لا تخرج منها بعد التلقيح الأول، وهي تتغذى طيلة حياتها على الغذاء الملكي، ومن منتجاتها العسل والشمع والعكبر والغذاء الملكي وحبوب اللقاح وسم النحل، وهي منتجات ثبت صلاحيتها أيضا كمواد علاجية، وبيوت النحل تنتج طبيعيا في ثلاث حالات عند التطريد وعند التغيير وعند الإحلال وهو فقد الملكة. وبالنسبة للنحل توجد في الطبيعة أربعة أنواع هي النحل الجامع للعسل وهو الذي تم استئناسه عالميا، أما الأنواع الثلاثة الأخرى فهي مازالت تعيش كما كانت وأيضا هناك النحل الذي يتخذ من الجبال سكنى له، والنحل منه الذكور الذي تنحصر مهمته في تلقيح الملكة وبمجرد انتهاء عملية التلقيح يموت نتيجة اقتلاع آلة السفاد عند انفصاله عن الملكة، وهو لا يملك آلة لسع وبمجرد أن يقوم ذكر بعملية تلقيح الملكة تطرد جميع الذكور لتموت جوعا. “صناديق النحل” ويعتبر عسل النحل أحد النواتج المهمة لنحل العسل والتي عرفت منذ قديم الزمان كمادة غذائية سهلة الهضم، وقد أثارت انتباه العلماء، وعلاوة على ذلك فإن تربية النحل تحقق نجاح اقتصاديا كبيرا لدى الدول التي استثمرت تربية النحل. وقد تخصص البعض في إنتاج وبيع النحل “صناديق النحل”، حيث يحقق هذا النوع من التجارة ربحا كبيرا لكثير من مربي النحل، إلى جانب الطلب الكبير على إنتاج وبيع ملكات النحل حيث يوجد متخصصون على دراية كافية بالطرق العلمية لعمليات التربية والظروف البيئية التي تتيح الفرص الأكبر لعمليات التلقيح، ولكن علي الضنحاني يجمع النحل في أماكن جبلية تحتضنه وتوفر له الظروف المساعدة على الإنتاج، وأيضا لأن هذه الأجواء تعمل على أن يكون النحل حاميا للنباتات الشعبية التي ربما تأثرت نتيجة النهضة العمرانية فأصبحت تواجه خطر الانقراض. العسل الصحي يؤكد الضنحاني أن المدنية قد أثرت على العسل فأصبح هناك من يضيف السكريات لغذاء النحل، وبذلك فإن العسل يتعرض سواء في المدينة أو الجبال لظروف طبيعية وأخرى صناعية تؤثر عليه ومنها تأثر العسل بالمواد الكيماوية والمبيدات الحشرية والسموم التي ترش على المحاصيل الزراعية بكميات كبيرة، مع ازدياد الغازات المنبعثة من المصانع والسيارات ومخلفات المجاري التي يرمى بها في الأودية. هناك أيضا مخاطر تغذية النحل بأنواع الأشجار التي جلبت من خارج الدولة وتستعمل كمصدات للرياح في المزارع والحدائق العامة والمصانع. ويرى علي أن ما تحصل عليه النحلة من هذه الأشجار يؤثر على إنتاج العسل الصحي حيث يصبح دون قيمة غذائية، وفي الغالب هذه الأشجار لا تصلح أوراقها للحيوانات ولا حطبها كوقود ولا توجد لها أية فوائد عدا استهلاكها لكميات هائلة من الماء، والأكثر من ذلك فإن جذورها تصل إلى ما تحت الأشجار الأخرى المثمرة فتصبح هذه الأشجار ضعيفة وقليلة الإنتاج لذلك ينصح الضنحاني بإزالة تلك الأشجار وزرع أشجار السدر والسمر نظرا لفوائدهما الكثيرة.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©