12 ابريل 2010 01:18
أكد الأمير هاكون ماجنوس ولي عهد مملكة النرويج، أن القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، نجحت في بناء دولة عصرية بكل المقاييس، مشيداً بالنهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها الدولة.
وقال ولي عهد النرويج خلال حوار في مكتبه بالقصر الملكي في أوسلو مع وكالة أنباء الإمارات “وام” ووفد إعلامي من الدولة، إن قيادة صاحب السمو رئيس الدولة الرشيدة تقف وراء النهضة والإنجازات الكبيرة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والسياحية والعمرانية.
وأوضح الأمير هاكون الذي يبدأ زيارته للدولة يوم غد على رأس وفد يضم عدداً من الوزراء و80 من رجال الأعمال والمستثمرين، أن سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تشهدها دولة الإمارات تؤهلها للعب دور اقتصادي بناء ومؤثر في منطقة الخليج والعالم، مضيفاً أن الإمارات أصبحت من الدول المحورية في الاقتصاد الجديد.
وأشاد بالنهضة التي تشهدها الدولة في مجال التعليم العالي، وقال إن دولة الإمارات سبقت العديد من دول العالم في هذا المجال، مشيراً إلى أنه سوف يتحدث أمام طالبات جامعة زايد بأبوظبي خلال زيارته إلى الدولة حول التعاون العلمي والتعليمي بين البلدين وحوار الحضارات والتسامح بين الأديان.
علاقات قوية
وقال أعتقد أن دولة الإمارات والنرويج تربطهما علاقة قوية ومتطورة جداً ونحن في النرويج ننظر باحترام كبير إلى القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، كما أننا نأمل في بناء علاقات أفضل، خصوصاً بعد هذه الزيارة التي يرافقني فيها وفد سياسي واقتصادي كبير، بما في ذلك وزير التجارة والصناعة ووزير البترول والطاقة ونائب وزير الخارجية. وأضاف الأمير هاكون ماغنوس، أن هناك العديد من القطاعات التي تغطيها المحادثات في دولة الإمارات وبطبيعة الحال موضوع النفط هو الأهم فنحن دولة نفطية ونرغب في إقامة نوع من التكامل مع دولة الإمارات.
وستتناول الندوات التي سوف تقام بأبوظبي ودبي خلال زيارتي، مواضيع الشحن البحري الأخضر “ أي الشحن الصديق للبيئة “ وذلك للحلول الفعالة من حيث التكلفة للنقل البحري إضافة إلى أنه في صناعة النقل البحري يتم إجراء العديد من البحوث لجعله أكثر ملاءمة للبيئة، والآخر هو حلول للمستقبل في وسائل الإعلام والمواصلات. وقال ولي عهد النرويج، نأمل أن تكون هناك نتائج ملموسة وزيادة في حجم التعاون، كما أن شركة النفط النرويجية “ شتات أويل” موجودة بالفعل في أبوظبي، لدينا العديد من المجالات الأخرى وأنا متأكد من أننا يمكن أن نبني مزيداً من العلاقات بين الجانبين.
وأكد سموه أن الأعمال الاقتصادية هي المحور الرئيسي لهذه الزيارة والأعمال التجارية الخاصة وقطاع الأعمال على حد سواء، وهناك فرصة جيدة للنظر في الجوانب الأخرى وأنا أعلم أن هناك الكثير من التطوير عندما يتعلق الأمر بالنظام التعليمي.
النهضة التعليمية
وأبدى إعجابه بالنهضة التعليمية التي حققتها دولة الإمارات، مشيراً إلى أن نسبة تعليم النساء في الجامعات الإماراتية بلغت 70 في المائة وهي من أعلى معدلات تعليم النساء في العالم.
كما أشاد ولي عهد النرويج بنجاح أبوظبي في بناء مدينة “مصدر” التي تعتبر نموذجاً للمدن الخضراء في العالم، وقال إن بلاده ترغب في توسيع نطاق التعاون مع شركة مصدر خاصة في مجال توليد الطاقة النظيفة من الشمس والرياح. وقال إن المبادرات التي حققتها “مصدر” حتى الآن تعتبر نموذجاً عالمياً لحماية البيئة الطبيعية. وأعرب عن أمله أن تسفر زيارته الرسمية إلى الدولة يومي 13 و 14 من شهر أبريل الجاري عن نتائج إيجابية تعزز علاقات التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات ومملكة النرويج.
وتوقع أن تزداد الروابط الاقتصادية المتينة بين البلدين قوة، لأن كلا البلدين يتجهان نحو إقامة شراكة اقتصادية طويلة الأمد تحقق الأهداف المشتركة.
وأشار إلى أن الإمارات والنرويج تتقاسمان أيضاً المصالح نفسها، خاصة في مجال النفط والغاز والطاقة المتجددة والبيئة والاتصالات والبناء والتعليم، وقال إنه يوجد في الوقت الحالي عدد كبير من الشركات النرويجية التي تعمل في دولة الإمارات لتطوير علاقات الجانبين في مجالات الطاقة والنفط والغاز.
عملية السلام
وحول عملية السلام في الشرق الأوسط قال الأمير ماكون إن النرويج تعتبر شريكاً في عملية السلام منذ أمد طويل وتربطها صلات، وصفها بالممتازة مع الأطراف المعنية .
وأعرب عن استعداد بلاده استضافة أية مفاوضات فلسطينية إسرائيلية بموافقة الأطراف المعنية لتحريك عملية السلام، مؤكداً أن النرويج صديقة للجميع وهي قادرة على استضافة المفاوضات على غرار أوسلو في عام 1993 إلا أنه ليس من السهل حل مشكلة الشرق الأوسط في وقت قصير.
وأكد أهمية التسامح بين الثقافات والحضارات لكي يسود السلام في كل مكان وقال إن النرويج تحترم الأقليات المسلمة وتوفر لها كل حقوقها، داعياً إلى تضافر الجهود لمواصلة معالجة مشكلات التطرف والفقر في العالم للحفاظ علي السلام الاجتماعي.
الفقر في العالم
وقال ولي عهد النرويج الأمير هاكون إن خطة الأمم المتحدة الطموحة في الألفية الحالية لخفض نسبة الفقر في العالم إلى النصف ليست طموحة بما فيه الكفاية وتسير ببطء.
وبصفته سفيراً للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة وسفيراً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي “يو إن دي بي” منذ عام 2003، قال إنه لا يزال هناك 600 مليون شخص في العالم يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم.
وأشار إلى أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كانت قد اتفقت حول خطة مشتركة لكيفية مكافحة الفقر في العالم على أن يتم تحقيق ذلك عام 2015.
لقاء قيادة الدولة
قال الأمير هاكون ماجنوس ولي عهد مملكة النرويج إنني أتطلع إلى لقاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وعدد من كبار المسؤولين. وأضاف في اعتقادي أن هذا جزء مهم جداً من الزيارة للالتقاء بالقيادة الحكيمة لدولة الإمارات والتي تقف وراء كل الإنجازات الكبيرة التي حققتها هذه الدولة وذلك من أجل تطوير علاقاتنا وللتعرف إلى بعضنا بعضاً على نحو أفضل”. وقال سموه “لقد كنا أيضاً في غاية السعادة لزيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى أوسلو في العام الماضي وكنا سعداء لحضور سمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفل عشاء أقيم في أوسلو بمناسبة اليوم الوطني يوم 17 مايو”.
المصدر: أوسلو