هالة الخياط (أبوظبي)
أعلنت هيئة البيئة في أبوظبي استمرار موسم التعشيش لسلاحف منقار الصقر الذي بدأ على شواطئ إمارة أبوظبي مارس الماضي، حيث تعود لوضع البيض، ويستمر ذلك حتى شهر يونيو المقبل.
وتنفذ هيئة البيئة سنوياً مسحاً خلال شهر أبريل وبداية مايو بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية، حيث تساهم المسوحات في الكشف عن معلومات جديدة لم تكن معروفة من قبل حول موائل تعشيش السلاحف، ويتم وضع أجهزة تتبع على بعض منها.
وتحتضن إمارة أبوظبي حوالي 6732 من السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر، التي تتخذ من مياه الإمارة مصدراً للتغذية، بينما تقوم سلاحف منقار الصقر بالتعشيش بشكل متكرر على بعض الجزر.
وانخفض معدل نفوق السلاحف بشكل ملحوظ بعد أن بلغ ذروته منذ 10 أعوام، بينما ظلت معدلات تعشيش سلاحف منقار الصقر ثابتة المستوى خلال العقد الماضي.
وتستمر هيئة البيئة في مراقبة تعداد السلاحف لتوفير ملاذٍ آمن لهم في المحميات البحرية، وزيادة توعية أصحاب القوارب والصيادين بالحاجة لتجنب حوادث التصادم مع السلاحف.
وبينت «الهيئة» أن من أهم مصادر التهديد للسلاحف التعلق في شباك الصيد المهجورة، الارتطام بالقوارب، وفقدان الموائل نتيجة للأنشطة الإنشائية والتطويرية للشواطئ.
وأفادت أنه من ضمن الأنواع السبعة للسلاحف البحرية حول العالم، هناك نوعان يوجدان بشكل كبير في مياه إمارة أبوظبي، هما سلحفاة منقار الصقر والسلحفاة الخضراء. وهذان النوعان يستخدمان مياه إمارة أبوظبي على نحو مكثف لأغراض التغذية، وتعشش سلاحف منقار الصقر على الشواطئ الرملية التي تبرز فوقها النباتات، على العديد من الجزر.
وأشارت إلى أن السلاحف البحرية في مختلف أنحاء العالم تساعد في تحقيق التوازن بين الأنظمة البيئية، حيث تعتبر مؤشراً على صحة النظام البيئي البحري. ولكن على المستوى الإقليمي، تشهد موائلها الطبيعية ومواقع تعشيشها تدهوراً مستمراً، بسبب زيادة الأنشطة البشرية ومشاريع التنمية الصناعية. وتلعب السلاحف البحرية دوراً مهماً في صحة النظام البيئي البحري، حيث تعتبر جودة مياه البحر، مؤشراً على صحة الموائل مثل أعشاب البحر والشعاب المرجانية، حيث إن أي اضطراب لهذه النظم الإيكولوجية تؤثر على السلاحف، والحفاظ على السلاحف البحرية وموائلها يساعد في الحفاظ على الحياة البحرية الأخرى تحت مظلة واحدة، بما في ذلك الحيوانات القاعية مثل أسماك القرش والأسماك وأبقار البحر؛ لأنها تشترك في الموئل نفسه.
ويشار إلى أنه تتم مشاهدة أعداد كبيرة من سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء في المياه التي تقع بين جزيرة أبو الأبيض وجزيرة بوطينة (جزء من محمية مروح للمحيط الحيوي)، وفي المياه المتاخمة لجزر الياسات ومهيمات. وتتميز هذه المناطق للسلاحف البحرية بوجود طبقات كثيفة من الأعشاب البحرية والطحالب البحرية وانتشار مواطن الشعاب المرجانية.
ونجحت «الهيئة» منذ 1998 بتعقب مسارات هجرة السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر بوساطة الأقمار الصناعية، وتقوم «الهيئة» منذ عام 1999 بإجراء مسوحات دورية مكثفة على الشواطئ الملائمة لتعشيش السلاحف وتحديد مناطق التعشيش.