مفاصل اصطناعية تساعد المعاقين على رفع الأجسام الثقيلة

ابتدع طلاب قسم الدراسات العليا في جامعة طوكيو للزراعة والتكنولوجيا مفاصل روبوتية اصطناعية يمكنها أن تضاعف قدرة مستخدمها على رفع الأثقال. وقالت مصادر المعهد إن هذه المفاصل التي تتصل بلباس خاص يرتديه المستخدم، تم ابتكارها لمساعدة المزارعين على رفع الصناديق الثقيلة من دون الحاجة لاستخدام الأجهزة أو الرافعات المتخصصة. وقال بيان صادر عن الجامعة إن نتائج البحوث الاختبارية للابتكار الجديد أثبتت أن المفاصل الاصطناعية يمكنها أن تخفّض المجهود البدني اللازم لحمل ونقل الأشياء بمقدار 62 % في المتوسط. ومن المنتظر أن ينتشر استخدام مثل هذه الأدوات المساعدة في اليابان التي تسخّر أكثر التكنولوجيات تقدماً لمواجهة مشكلة النقص المتواصل في الأيدي العاملة نتيجة تراجع معدلات الإنجاب في المجتمع الياباني. وكانت الابتكارات والأجهزة التي قدمتها عشرات الشركات ومراكز البحوث العلمية في المعرض الدولي لتكنولوجيا الإعاقة وإعادة التأهيل الذي نظم في طوكيو بداية العام الجاري قد حظيت بدورها باهتمام عالمي كبير، بعد أن عرضت فيه الكثير من أنواع الألبسة والمفاصل الاصطناعية المخصصة لتدعيم وتعزيز القوة البدنية. وسرعان ما اتضح للخبراء أن هذه الابتكارات يمكن أن تستخدم أيضاً على نطاق واسع لمساعدة المعاقين، وتعزيز آمالهم في عيش حياة طبيعية. ومن مظاهر هذا الاهتمام أن الدنمارك كانت قد عمدت إلى توقيع اتفاقية مع المخترع الياباني المتخصص بتطوير المفاصل الاصطناعية يوشيوكي سانكاي من جامعة تسوكوبا تنص على تعاون الطرفين في مجال تطوير المفاصل الروبوتية من أجل وضعها لخدمة المعاقين في العالم أجمع. والبروفيسور سانكاي هو الذي يرجع إليه أيضاً فضل ابتكار البذلة الروبوتية “هال” HAL التي جاء اسمها اختصاراً للعبارة Hybrid Assistive Limb التي طارت لها شهرة واسعة عندما عرضت لأول مرة في اليابان بداية العام الجاري. ونصّ الاتفاق أيضاً على أن تستورد الدنمارك بضع مئات من نسخ “بذلة هال” لوضعها في خدمة المعاقين ومساعدتهم على الحركة بطريقة سهلة ومريحة تختلف عن استخدام العربات والكراسي الكهربائية. وعندما يرسل دماغ الإنسان العادي الإشارات إلى عضلات الأطراف حتى تبدأ الحركة، يبدأ النظام الهيكلي العظمي العمل على مساعدة العضلات للقيام بالحركة المطلوبة. وفي “بذلة هال” المخصصة للمعاقين، يمكن التقاط هذه الإشارات الكهربائية عن طريق سطح الجلد وترجمتها إلى أوامر يمكن للكمبيوتر المتصل بأذرع الدعم الروبوتية فهمها ودفعها إلى أداء العمل المطلوب. ويمكن لهذه المفاصل أن تتحسس حركة العضلات بطريقة مماثلة حتى تتولى عملية رفع الأجسام عوضاً عنها.