«عمومية الإمارات الطبية» تستعصي على العلاج.. والحضور 47 عضواً فقط

لم يعد عزوف العاملين في الحقل الطبي مقصوراً على الانضمام إلى جمعيتهم التي تضم 5 آلاف عضو فقط من بين ما يقدر بنحو 20 ألف شخص يعملون في القطاع الطبي على مستوى الدولة. فقد امتدت القطيعة إلى حضور اجتماعات الجمعية العمومية سواء العادية أو غير العادية، لانتخاب مجلس إدارة جديد ومناقشة التعديلات التي أجرها المجلس الحالي على النظام الأساسي للجمعية، وهما من الموضوعات المهمة لأي أشخاص يعملون في مهنة أو نشاط واحد. وتجسد هذا العزوف في حضور 47 عضواً فقط من بين 195 عضواً، مسددين للاشتراك وعضويتهم مفعلة، للاجتماع المنعقد مساء أول أمس في مكتبة مستشفى راشد في دبي. وقال الدكتور علي النميري رئيس جمعية الإمارات الطبية: “إن غياب الأعضاء أدى إلى تأجيل الاجتماع لمدة 3 أسابيع، لقد شعرت بالحزن لغياب أعضاء الجمعية خاصة أنه جاء على غير المتوقع هذه المرة بعد أن قدمنا 40 خدمة للأعضاء خلال العامين الماضيين”. وأشار النميري إلى أن اجتماع الجمعية العمومية العادية سيعقد بمن حضر دون طلب نصاب محدد، كما حدث في اجتماع مساء الخميس الذي استلزم حضور 98 عضواً من بين 195 عضواً مسدداً للاشتراك من بين 700 عضو مواطن لهم حق الترشح والترشيح في الانتخاب في حالة تسديد الاشتراك. أما بالنسبة للاجتماع المقبل للجمعية العمومية غير العادية، فيستلزم حضور أكثر من 50% من الأعضاء المسددين للاشتراك، وإذا لم يكتمل النصاب يتم تأجيل الاجتماع للمرة الثانية، ليعقد بعد ذلك أيضاً بمن حضر، بحسب النميري. ويوجد في جمعية الإمارات الطبية 4 أنواع من العضوية سواء العاملة الخاصة بالمواطنين أو المنتسبة الخاصة بالمقيمين، وهي طبيب بشري وأطباء الأسنان والصيدلة وفنيو الطب الحاصلون على بكالوريوس. وأرجع النميري، عدم حضور الأعضاء إلى غياب ثقافة العمل التطوعي والخدمة العامة، “فالعمل التطوعي لا يعطى حقه في ثقافة الكثير من المهن والوظائف، وتجسد ذلك في سلوكيات منها عدم الاهتمام بحضور الجمعيات العمومية مثلاً أو عدم المشاركة من الأساس في هذا النوع من العمل”. وقام معظم الأطباء بالانصراف بسرعة لافتة قبل عقد الاجتماع أو الإعلان عن تأجيل الجمعية العمومية لوقت لاحق، ولم يعمل العديد منهم بالوقت الجديد المزمع عقد الاجتماع فيه. وفسر بعض الأطباء المغادرين مبكراً، بأنه متأكد من عدم اكتمال النصاب ومن الأفضل له العودة لرؤية أهله والجلوس معهم بعد أسبوع عمل شاق. وكان اجتماع الجمعية العمومية غير العادية، معنياً بمناقشة تعديلات على النظام الأساسي لمعالجة عزوف العاملين في الحقل الطبي بالدولة عن عضوية الجمعية. وقال النميري: “سننشئ متحفاً للصحة في مقر الجمعية ليوضح مسيرة الصحة في الإمارات، وقد عرض المشروع على مجلس إدارة الجمعية ووافق في اجتماعه الأخير، ولذلك شرعنا في تجميع كل ما يمت إلى تاريخ الطب في الدولة”. وذكر أن الجمعية تعتزم مخاطبة العاملين في القطاع الصحي والمؤسسات الصحية والصيدليات وشركات الأدوية لجمع قدر كبير من المعدات والأجهزة والأدوات والكتب وكل ما يمت بصلة لمهنة الطب في الدولة. وقال رئيس جمعية الإمارات الطبية: “سنشرع قريباً في تأسيس مجلس استشاري للجمعية، يضم عدداً من الأطباء الذين ساهموا بشكل إيجابي في خدمة الطب والأطباء في الإمارات، وستتم مناقشة توصيف واختصاصات المجلس الجديد في الجمعية العمومية المقبلة في شهر أبريل المقبل”.