السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا السابق لـ "الاتحاد": جهود إماراتية متميزة لنشر التسامح

ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا السابق لـ "الاتحاد": جهود إماراتية متميزة لنشر التسامح
31 مارس 2019 02:24

إبراهيم سليم (أبوظبي )

ثمن السيناتور ماتيو رينزي -رئيس الوزراء السابق لإيطاليا، جهود دولة الإمارات المتميزة في تعزيز جهود السلام، والعمل على نشر ثقافة التسامح، والاهتمام بالإنسان، وعلو النظرة المستقبلية، وقبول الآخر، مشدداً على ضرورة الارتقاء بالتعليم لمواجهة والتصدّي للنزعة الشعبوية التي بدأت تعلو وتيرتها، وشدد على أهمية دعم المبادرات التعليمية، وإنشاء جيل جديد من الشباب الذي يفهم المشاكل التي نواجهها، ويمكن تزويده بالأدوات اللازمة لإيجاد حلول لها، مشيداً بدور الإمارات في رفع مستوى التعليم وإنشاء جامعات واستقطاب جامعات دولية عريقة.

قال ماتيو رينزي إنه لا يمكن تحديد الشعبوية وتختلف من مكان لمكان، وهي رسالة ضد النظام القائم والمستقبل.. ونحتاج إلى أشخاص قادرين على إيجاد حلول من خلال التعليم، وهو الشيء الوحيد الذي بإمكانه التصدي للشعبوية، حيث إن وجود جديد من دون تعليم كافٍ يؤدي إلى تزايد الشعبوية.

الابتكار
وقال في حوار مع «الاتحاد»: بالنسبة لي، فإن الخطر الأخير الذي يواجه أوروبا وإيطاليا، هو الشعبوية التي تتنكر للمستقبل وتجعله يبدو مخيفاً مظلماً، يجب أن نعود إلى حب الفضول والانفتاح على الابتكار والتغيير، فمستقبلنا ومستقبل العلاقات الدولية يعتمد على هذه العناصر، وإننا نعيش في عالم يمكن القول فيه، إن العلاقات العالمية لم تكن أفضل حالاً مما هي عليه الآن؛ فنحن أكثر قدرة على التواصل من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، من خلال استخدام الإنترنت والعولمة.
وأضاف: «كمجتمع واحد (على الرغم من ارتفاع مستويات التباين الطبقي التي يجب حلها)، فنحن أكثر ثراءً وأفضل حالًا من أي وقت مضى، حيث يمكننا الطواف في مختلف أنحاء العالم خلال بضع ساعات، ويمكننا الاتصال من خلال هواتفنا المحمولة بأي مكان في العالم، ويمكننا العمل في أي مكان وفي أي وقت. لقد نما الاقتصاد العالمي، ورفعت البلدان مستوى معيشة أبناء الطبقات المتوسطة ووسعت نطاقها. وفي بعض الأماكن، تم القضاء على الفقر المدقع تقريباً. وعلى الرغم من كل ذلك، فإن المتشائمين لا يعدمون الحيلة لاختراق مجتمعاتنا والعبث بسياساتنا».

الإيمان بالمستقبل
وأشار إلى أن المستقبل لا يشكل تهديداً، وسيتواصل تحسن العلاقات الدولية من خلال إنشاء الولايات المتحدة الأوروبية، لقد ولد الاتحاد الأوروبي بالشكل الذي نعرفه اليوم من رحم مجموعة صغيرة من الدول المؤسسة. لقد بدأ باتفاق على الفولاذ والفحم، وبخلاف ذلك ما كان ليخرج إلى النور. ويجب أن نتحلى نحن الأوروبيين بالشجاعة للعمل معاً، ووضع اللبنات الأساسية لعلاقة جديدة بين بلداننا؛ إننا بحاجة إلى العودة إلى الإيمان بالمستقبل.
وأضاف رينزي: «أما اليوم، فالمستقبل يخيفنا، يبدو وكأنه خطر يتهددنا، حتى بات التشاؤم موضة العصر، وإن أبديت تفاؤلك، اتهموك بالجنون، وكانت ردة فعلهم الأولى -منطقياً ونفسياً- هي مهاجمة العولمة. لقد أصبحنا مصابين بالحنين إلى الماضي، لم نعد ننظر إلى الحاضر ولكن نجتر ذكرى الأيام الخوالي، فقد صرنا نؤمن بأن حياتنا كانت أفضل في الماضي في حين أنها لم تكن كذلك في الواقع. نحتاج إلى عودة أوروبا إلى الإيمان بالمستقبل. لقد حان الوقت لكي نفهم كيف سيكون شكل العلاقات الدولية في السبعين عاماً المقبلة، وأرى أن مستقبلنا سيتحدد بناءً على نتائج معركة كبرى حول القيم والثقافة».

الإبداع
وقال: «بالنسبة لي، فإن الخطر الأكبر الذي يواجه أوروبا -وإيطاليا- فيما يتعلق بالشعبوية يرتبط في الأساس بالإبداع، أو بالأصح عدم الإبداع. فالشعوبية تتنكر للمستقبل، تجعله يبدو مخيفاً، مظلماً وخطيراً. إذا كنت تعيش في عالم متغير مثل عالمنا، وبالسرعة التي نعيش بها، فإن السبيل الوحيد للحماية هو مواصلة التطلع للمستقبل». ولفت إلى أنه عند توليه رئاسة الحكومة واجه التحدي بمقومات الإبداع، تم زيادة رواتب العمال بمقدار 100 دولار (أو ما يعادل 80 يورو). غيرنا القواعد لإعطاء المزيد من الحقوق للمرأة في العمل والسياسة. حققنا نمواً اقتصادياً، وساعدنا مئات الآلاف من المواطنين في الحصول على فرص عمل. ولكن اليوم ثمة خطر جسيم بإغلاق الأفق المحلي ومن ثمّ الأوروبي، بداعي الخوف من المستقبل، وفي حال ما إذا تخلت أوروبا عن الريادة والفضول والتجريب، فسنتحول إلى مجرد آلات تنفذ الإجراءات التكنوقراطية.

الثقافة عنصر الهوية
قال ماتيو رينزي، إنه في القرن الخامس عشر استُدعي الفنان المشهور «لورنزو غيبرتي»، لصنع الأبواب البرونزية الجميلة في معمودية فلورنسا والتي أطلق عليها مايكل أنجلو «أبواب الجنة». إذا أمعنت النظر في تفاصيل طلب سلطات المدينة في ذلك الحين بخصوص هذا العمل الفني الرائع، لوجدت حقيقة مذهلة: لقد قررت فلورنسا استثمار ما يعادل قيمة الإنفاق العسكري لمدة عام كامل (بغرض الدفاع عن المدينة- الدولة) لتحقيق هذا العمل الفني المدهش. يبدو الأمر كما لو أن المدينة هي أول من نادى بالمبدأ القائل بأن مقابل كل مبلغ مستثمر في الأمن، يجب استثمار المبلغ نفسه في الثقافة. كما لو أن الإنفاق في الثقافة والأمن يضمن الدفاع عن هوية المدينة والشعب. لذا، يجب أن تصبح الثقافة عنصر الهوية في جميع علاقاتنا الدولية. فقط من خلال الاستثمار في الثقافة يمكننا التغلب على الصعوبات التي نواجهها اليوم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©