الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كراف» يفتح باب مناقشة قرار زيادة ساعات الدوام وتأثيراته الاجتماعية

«كراف» يفتح باب مناقشة قرار زيادة ساعات الدوام وتأثيراته الاجتماعية
28 فبراير 2011 19:07
“كراف.... كراااااف” عبارة تتردّد على المسامع للتعبير عن مسمى العمل منذ صدر القرار بزيادة ساعات العمل من دون “أية دراسة فعلية على نتائج هذا التغيير في نمط الأسرة الإماراتية”؛ فكتبت الزميلة فتحية البلوشي في عمودها “نصف الكوب” عن هذه الإشكالية متناولة جميع الأطراف المتضررين ومنهم الشركات نفسها، الأسرة والأولاد وساعات انتظار انتهاء الدوام في الشركات من دون إنتاجية. “كراف” لساعات طويلة، هو عنوان مقال الزميلة فتحية البلوشي، الذي جذب قراء “الاتحاد” من إناث وذكور للتعليق وللتعبير عمّا يختلج في أعماقهم وعمّا يعانون منه يومياً بعيداً عن الحياة الاجتماعية الطبيعية والاهتمام بالأسرة وشؤونها وشجونها والأهم والأخطر تربية الأولاد. فحوى المقال كتبت الزميلة البلوشي “ساعات غياب تصل في النهاية إلى قرابة نصف اليوم بأكمله (محتسبة الوقت للوصول إلى العمل وللعودة منه)، يختفي فيها الأب عن الأطفال، وتغيب الأم عن وجودها مع الأسرة، ولو كان الصغار في سن المدرسة فيعني هذا أنهم يجلسون لوحدهم في المنزل حوالي ست ساعات في انتظار عودة الوالدين أو أحدهما إلى البيت”. وتساءلت عن الروابط الأسرية ووضعها في هذا الحال وعن كيفية تربية الأطفال، وصياغة القيم الإنسانية في نفوسهم، مركّزة على دور الأم دون أن تنسى دور الأب في أسرته. حتى أنها صوّرت الوضع ومن دون أية مبالغة كالآتي “ساعات العمل الطويلة ليست مجرد إنهاك لأجساد الموظفين، ولم تعد سبباً مباشراً للأمراض القلبية والسمنة فقط، لكنها أيضاً مؤثر قوي وحاسم على العلاقة الإنسانية بين أفراد الأسرة، وبسبب غياب الوالدين لفترات طويلة تعرقل ساعات عملهم هذه صياغة الأفكار الإيجابية في عقول الصغار، وتمنع تلاحمهم النفسي فهم عادة لا يجتمعون إلا على وجبة واحدة (إن فعلوا) ولا تملك الأم وقتاً لتراجع لهم دروسهم إلا “على الطاير”، ولا تعرف قصصهم المدرسية ولا هوايتهم المحببة، وعليها أن تنتظر إلى الإجازة لتكتشف كم كبروا الصغار وهي على كرسي الوظيفة تطبع التقارير!” وطالبت بإجراء دراسة شفافة واضحة عن تأثير ساعات العمل الطويلة على الأسرة الإماراتية، واتخاذ قرارات تخدم الأسرة بناء عليها، فالهدف الأسمى الذي ينادي به قادة الوطن هو إيجاد مجتمع متآلف والإبقاء على أسرة إماراتية متلاحمة متواصلة، والقرار العام بإعادة النظر في ساعات العمل سيمثّل خطوة رائدة في إعادة التماسك للأسرة الإماراتية”. علاقات أسرية العرض والبحث والخلاصة في هذا العمود تلقت العدد الأكبر من الدخول على الصفحة في شبكة الإنترنت، كما برزت آراء كثيرة داعمة للفكرة ومؤكدة لها من خلال معاناة شخصية يعيشها الموظفون من رجال ونساء في المجتمع تجعلهم بعيدين عن أسرتهم يلهثون وراء العمل والطموح المهني الذي لا تجد الزميلة البلوشي أن حلّه هو تقديم الاستقالات الفردية من قبل الأمهات بقدر ما هو تنظيم لساعات العمل وفق متطلبات العمل والأسرة معاً. ومن أبرز هذه التعليقات، كتب عبد الله الحمادي معلّقاً على المقال “... كلامك صحيح مائة في المائة”، مشيراً إلى أن مستوى المعيشة الإماراتي يرتفع ولكن “أين العلاقات الأسرية!” واعتبر أن هذه العلاقات انتهت وكذلك التربية الصحيحة للأبناء انتهت. ورأى أن بناء جيل صالح يتوجب النظر في الدوامات، متسائلاً إن كان من يداومون ثماني ساعات ينتجون أم لا؟ وأضاف “صدقوني، إن الإنتاجية الصحيحة هي لمدة 5 ساعات فقط”. وكتبت أم عبد الله تحت عنوان “جرح لا يلتئم” الآتي: “جزاك الله خيراً أختي. نعم، إنه الجرح الذي نتمنى أن يندمل بالنظر إلى المسألة بجدية واهتمام، إنها تؤرق الكثير من المواطنين والمواطنات، فالدوام الطويل يعتبر استنزافا لطاقة الموظف وتفككا للأسرة وجريمة بحق الأطفال”. وتمنّت أم عبد الله على المسؤولين أن يجدوا حلاً جذرياً لمعاناة الموظفين من الدوام الطويل”. أمّا أم خالد التي عبّرت عن فرحها بطرح موضوع الدوامات، فقالت لكاتبة المقال “لقد وضعت يدك على جرح مرير، وأريد أن أضيف نقطة واحدة وهي أن الوضع بالنسبة للمرأة أشدّ ضرراً على الترابط الأسري، فالزوج والأبناء وحتى الزوجة العاملة تعاني أيضاً الأمرّين في محاولاتها لإرضاء جميع الأطراف، وفي أحسن الأحوال تكون هي الطرف الخاسر، وتخرج بأمراض نفسية تؤدي بدورها إلى أمراض عضوية وهلمّ جرّا”. تأثيرات سلبية رأت “موظفة مكروفة” كما دوّنت اسمها أن الدوام الطويل له تأثيره السلبي على الصحة الأسرية جراء تناول الوجبات السريعة، لافتة إلى أن الدوام الفعلي في الدوائر الحكومية ينتهي بنهاية “عمل الخزنة وخصوصاً في الأعمال المرتبطة بالمالية”. وقالت “ارحمونا”. أم حمد أشارت إلى نقطة بارزة وهي أنه في معظم أيام العمل “وللعلم... نجلس من الساعة الواحدة بعد الظهر وحتى الساعة الثالثة، من دون أي عمل في انتظار صفّارة الانصراف”. وعرضت أم جاسم لعزوف مواطنات عن الإنجاب بسبب طول ساعات غيابهن عن أطفالهنّ، وتمنّت “ألا ينظر إلى الموضوع على أن المواطنين لا يعملون. وإنما هناك عادات وتقاليد مؤثرة في شباب الغد وسلامة المجتمع (لمراعاتها)”. أمل تحدّثت عن أن سبب “الكراف” هم الأبناء، فمن أجلهم يعمل الأهل، ولكن “المطلوب بذل مجهود أكبر تجاه المسؤولية الأكبر وهي الأبناء أنفسهم”، راجية مراعاة ساعات العمل للأم العاملة لأن تربية الأبناء وإعداد الأجيال “واجب وطني”. وطرح عبيد مسألة مهمة جداً، تتعلّق بالقوانين الداخلية للشركات الخاصة، وقال “أنا أعمل في شركة لمدة 10 ساعات في اليوم مع استراحة لمدة نصف ساعة لا أستفيد منها في معظم الأيام بسبب كثرة العمل. وإضافة إلى ذلك قلّة الإجازات كون الشركة خاصة”. ورأى أن ثمة حاجة للنظر في قانون العمل في الدولة لجهة القوانين الداخلية للشركات الخاصة خصوصاً إذا كانت الإدارة تتجه نحو عمل المواطنين والمواطنات في الشركات الخاصة. ولفت أحمد الريس إلى معاناته، كونه يعمل في دائرة القضاء، للكثير من دعاوى الطلاق التي يكون أساسها عمل المرأة وتغيّبها عن المنزل لساعات طويلة، وبحسب رأيه ومشاهداته فإن الخيار يكون بين العمل أو الطلاق، وأن المرأة تجد الطلاق حلاً في العديد من الحالات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©