غزة، رام الله (الاتحاد)
أفرجت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، أمس، عن وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية فادي الهدمي بعد احتجازه لساعات عدة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن التحقيق مع الهدمي «تركز على المساعدات التي تقدمها الحكومة الفلسطينية للمواطنين في مدينة القدس الشرقية لمواجهة فيروس «كورونا».
ونقلت الوكالة عن الهدمي قوله إنه تعرض للضرب المبرح أثناء التحقيق معه في معتقل المسكوبية، وتم إبلاغه بمنعه من التجول في شرق القدس لمدة أسبوعين.
من جهتها، اتهمت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي إسرائيل بتعطيل المساعي الفلسطينية لمكافحة فيروس كورونا المستجد في شرق القدس.
واستنكرت عشراوي في بيان «التصاعد المستمر في الانتهاكات الإسرائيلية، بحق المواطنين والمسؤولين في القدس ومحيطها، بما في ذلك احتجاز الهدمي والتنكيل به».
واعتبرت أن «هذه الممارسات الخطيرة والهدامة تأتي في إطار افشال جهود الحكومة الفلسطينية لمكافحة فيروس كورونا وانتهاك التزاماتها كقوة احتلال بموجب القانون الدولي».
وهذه هي المرة الرابعة التي يتم فيها اعتقال الوزير الهدمي. ونشرت عائلته مقاطع فيديو وصوراً لاقتحام الشرطة الإسرائيلية بيته ومعها مجموعة من الكلاب. وقال مقربون من عائلته «إن الشرطة قامت بتكسير الأبواب الخارجية والداخلية، واستعانت بالكلاب لدخول البيت، وعاثت فيه فساداً».
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه إن إسرائيل «تستهدف من يعمل من أجل القدس وأهلها، حتى في هذه اللحظات الخطيرة التي نعمل فيها من أجل حفظ أرواح أبناء الشعب الفلسطيني من فيروس كورونا». وأشار اشتيه إلى أن هذه هي المرة الرابعة التي تعتقل فيها الشرطة الإسرائيلية الهدمي، فضلاً عن التحقيق معه لمرات عدة خلال أقل من عام من توليه منصبه.
في غضون ذلك، أصيب شاب بجروح والعشرات بالاختناق، أمس، خلال قمع جيش الاحتلال مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 16 عاماً.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بأعداد كبيرة من الجنود، ما أدى لاندلاع مواجهات، أدت إلى إصابة شاب باليد جراء شظايا قنبلة صوت، ونقل على إثرها إلى مستشفى درويش نزال لتلقي العلاج، إضافة إلى وقوع عشرات الإصابات بالاختناق عولجت ميدانياً. وأشار شتيوي إلى أن جنود الاحتلال اقتحموا عدداً من منازل المواطنين بعد تحطيم بواباتها الرئيسة، واتخذوها نقاطاً عسكرية للقناصة، إضافة إلى وجود طائرات تصوير مسيرة عن بُعد في أجواء القرية.
إلى ذلك، أطلع المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة الوزير رياض منصور، كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (جمهورية الدومينيكان)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، على انتهاكات حقوق الإنسان، والجرائم التي تواصل إسرائيل «السلطة القائمة بالاحتلال»، ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني.
وقال منصور في ثلاث رسائل متطابقة، أرسلها إلى الجهات المذكورة، إنه رغم التحديات غير المسبوقة التي تواجه العالم بسبب فيروس «كورونا» المستجد، بما في ذلك دولة فلسطين، إلا أن إسرائيل لم تتوقف عن سياساتها وممارساتها غير الشرعية. وأشار إلى أن دولة فلسطين أعلنت حتى اللحظة عن وجود 171 إصابة بفيروس «كورونا»، 12 منها في قطاع غزة، وحالة وفاة واحدة، مشيراً إلى أن الحكومة الفلسطينية فرضت حالة الطوارئ، والإغلاق الشامل للحد من انتشاره، على الرغم من محدودية الموارد، والصعوبات والقيود المفروضة جراء الاحتلال الإسرائيلي.