الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بين التشخيص والعلاج بـ«بلازما» المتعافين من «كورونا».. هل تقلب «الأجسام المضادة» موازين المعركة ؟

بين التشخيص والعلاج بـ«بلازما» المتعافين من «كورونا».. هل تقلب «الأجسام المضادة» موازين المعركة ؟
4 ابريل 2020 02:00

شادي صلاح الدين (لندن)

في غياب علاج مؤكد ونقص اختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وتفشي الوباء في أنحاء العالم، لجأ كثير من الدول إلى البروتوكلات العلاجية والتشخيصية التي اعتمدتها الصين للانتصار في حربها على الفيروس، لاسيما العلاج بالأجسام المضادة الموجودة في بلازما الدم لدى المتعافين من الفيروس.
وفي الصين استغرق الأمر 12 يوماً لشفاء 5 أشخاص كانوا في حالة حرجة بسبب كوفيد-19، وتحويل نتائجهم من إيجابية إلى سلبية بعد اتباع بروتوكول علاجي يعتمد على نقل بلازما الدم من المتعافين إلى المرضى الجدد، وتم استخدامه بعد ذلك في إنقاذ أرواح الكثيرين.
وثبتت فعالية البلازما لدى المتعافين، وهي جزء من الدم السائل تتركز فيه الأجسام المضادة بعد مرض ما، في دراسات على نطاق ضيق ضد أمراض معدية أخرى مثل إيبولا وسارس.
وأعطت الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير موافقتها لإجراء تجارب على علاجات محتملة كهذه ضد فيروس كورنا المستجد.
وتتضمن التجارب إجراء فحص لمعرفة ما إذا كان في دم الشخص المتعافي من كورونا ما يكفي من الأجسام المضادة للمساهمة في دراسات تهدف إلى تجربة علاج ضد هذا المرض الذي أودى بحياة أكثر من 53 ألف شخص عبر العالم.
غير أن التجارب الراهنة لن تؤدي إلى حلول سحرية حسبما يؤكد بروس ساشياس المسؤول الطبي عن مركز التبرع بالدم في نيويورك المكلف بجمع عينات البلازما في أكبر مدينة أميركية. ويوضح «علينا أن ندرك أننا نجهل كل شيء عن الموضوع».
ويؤكد الأخصائيان إلداد هود وستيفن سبيتالنيك اللذان يشرفان على التجارب في مستشفى إيرفينغ التابع لجامعة كولومبيا على عدم اليقين بذلك.
وأضاف الطبيب سبيتالنيك: «نظن أنه بعد سبعة أيام إلى 14 يوماً من بداية الإصابة يطور المصابون ردة فعل مناعية ويفرزون كميات كبيرة من الأجسام المضادة في الدم، لكن لا نعرف بالتحديد متى تبلغ عملية الإنتاج هذه ذروتها».
وتشير بعض البيانات إلى أن الذروة تحصل بعد 28 يوماً من الإصابة ويأمل في أن توفر أبحاثهما صورة أوضح. ويؤكد الطبيب هود أن كل تبرع بالبلازما «قد ينقذ حياة ثلاثة إلى أربعة أشخاص».
وأعلنت إدارة الأغذية والدواء الأميركية أيضاً موافقتها على استخدام اختبار دم يقيس مستوى الأجسام المضادة في الجسم للمساعدة بغرض تشخيص الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وليس العلاج.
ويطلق جسد الإنسان الأجسام المضادة لمحاربة أي هجوم فيروسي، ويستخدم العلماء ظهورها لمعرفة ما إذا كان شخص ما مصاباً بفيروس، لكن الأجسام تستغرق وقتاً لتتكون داخل الجسم، لذلك حذرت الوكالة الفيدرالية في السابق من استخدامها لتحديد الحالات المرضية الجديدة بالفيروس القاتل.
من جانبها، تدرس الحكومة البريطانية منح الأشخاص الذين تعافوا من فيروس «كوفيد-19» «شهادات مناعة»، وهذا يعني أنه إذا كانت نتائج الاختبار إيجابية بالنسبة للأجسام المضادة للفيروس، فسيُسمح لهم بالعودة إلى الحياة الطبيعية، وذلك في وقت مبكر عن باقي المواطنين.
وقال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك: «إن الإجراء سينفذ إذا أصبحت اختبارات الأجسام المضادة متاحة على نطاق واسع في المملكة المتحدة».
وحذر هانكوك من أنه لم تتم الموافقة بعد على اختبارات الأجسام المضادة من قبل الصحة العامة في إنجلترا، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل تقديمها في المملكة المتحدة.
وتعتقد الحكومة البريطانية أن اختبار الأجسام المضادة في بلازما الدم يمكن أن يقلب طاولة القتال ضد الفيروس. وطلب الوزراء تطبيق الأمر بشكل واسع، ولكنهم لم يجتازوا بعد الاختبار التنظيمي.
وتسعى الحكومة الألمانية، فور توفر اختبارات موثوقة للأجسام المضادة، أخذ عينات عشوائية من المواطنين للكشف عن الأجسام المضادة المحتملة للفيروس لديهم.
وقال رئيس ديوان المستشارية في برلين هيلجه براون: «إن الهدف هو الحصول على نظرة عامة بشأن نسبة الأفراد الذين يحملون أجساماً مضادة للفيروس في ألمانيا».
وفي المقابل، أشار براون إلى أن هناك بالفعل اختباراً للكشف عن الأجسام المضادة في الدم، لكنه «ليس دقيقاً على النحو الذي نحتاج إليه»، موضحا أن الاختبار المتاح حاليا قد ينطوي على خطأ فادح، حيث قد يوحي بأن شخصا لديه مناعة من المرض، إلا أنه يتضح بعد ذلك أن هذا غير صحيح على الإطلاق.
وذكر براون أنه بمجرد معالجة هذا الخطأ سيُجرى طواعية اختبار «سلسلة كبيرة من الأفراد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©