دبي (الاتحاد)
لوحات فنية جدارية تبث الفرح والحياة، بتوقيع فنانين من الإمارات والعالم، اجتمعوا في مسابقة «تصميم السور» التي أطلقها حي دبي للتصميم، بوصفه منصة الإبداعات والفنون التصميمية التي تصدر تنويعات الجمال والإلهام إلى العالم، واستطاع المشاركون خلال هذه المنافسة ترجمة أفكارهم ورؤاهم التي تحمل رسائل الحب والسلام التي تعكس قيم الإمارات بصفة عامة وروح دبي بصفة خاصة، وكانت إدارة حي دبي للتصميم قد أطلقت في يناير 2019 دعوة مفتوحة للفنانين لتصميم أعمال فنية لتزيين السور المحيط بالمنطقة، على أن تكون التصاميم مستوحاة من القيم الأساسية لحي دبي للتصميم التي تتمحور حول الاتحاد، الإبداع والإلهام.
وتهدف مسابقة «السور» وفق خديجة البستكي، المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم إلى تعزيز التفاعل بين جميع أفراد هذا المجتمع الإبداعي خارج حدود منطقة التصميم ديزاين كارتر، وسيتم عرض أعمال الفنانين الفائزين حالياً على سور حي دبي للتصميم، مشيرة أن «السور» سيمثل شاهداً على إبداعاتهم البصرية التي تتيح لكل زوار الحي سواء من مجتمع المصممين الموجودين داخل الحي أو من الزوار والمهتمين وطلاب الجامعات لتذوق تلك الفنون البصرية وتقييمها بالأسلوب والفكرة والرسالة، والاستفادة من جوهرها الجمالي الذي يضفي على المكان إشراقة فنية بنفحات ثقافية تنتج البهجة لكل الحواس.
رسائل
وركز المشاركون من الفنانين والمواهب الإبداعية المقيمة في الإمارات، في أعمالهم الفنية على ترجمة القيم الأساسية الثلاث، وفق رؤاهم وأساليبهم التعبيرية، وهي «الاتحاد»، الذي يمثل تلاقي الأفكار وتلاقي الأشخاص من ثقافات مختلفة في مكان واحد، و«الإبداع»، القاسم الجوهري المشترك الذي ينتج الجمال ويولد الدهشة والإلهام ليصنع القيمة والتأثير، و«الإلهام» الذي يتبنى محتوى فنياً هادفاً يصدر رسالة حب وتسامح وأمل، ويحقق معادلة التحدي لبلوغ مراتب حياتية مرموقة.
وقالت إشراق بوزيدي، مهندسة التصميم والمصورة وخبيرة الفنون البصرية المغربية: «إن عملها الفني استغرق لإنجازه نحو شهر، حرصت من خلاله على التعبير عن البساطة في الحياة بأسلوب عفوي، من خلال ثنائية الأبيض والأسود، بصفتهما التضاد الذي يمثل وجه الحياة بكل تناقضاتها بالفرح والحزن بالخير والشر، بالسلام والحرب، ودمجت إشراق روح التقاليد الثقافية بروح الحياة المعاصرة، عبر رسم يدوي حرّ تم تحويلها إلى صيغة الديجيتال»، معتبرة بأن التحدي الحقيقي كان في مناغمة قيم المسابقة، لتأدية فكرة جديدة وفلسفة فنية خاصة.
معاناة
وقدم الفنان بنجامين باتراك، وهو مهندس معماري من المملكة المتحدة، لوحة جدارية مشرقة بالألوان والفرح المتعدد النكهات جذبت الأنظار، ركز فيها على طرح فكرة الأمل بأسلوب هارموني ولمسات طفولية، ورعت مصممة الجرافيك البريطانية الصربية آجا زدرافكوفيتش بتقديم لوحات بصرية مستوحاة من روح الحياة التي عاشتها في دبي خلال فترة إقامتها فيها، وكل لوحة من لوحاتها تسرد قصة وحكاية تعبر عن رسائل وقيم مختلفة، وتؤكد عبرها أن الإبداع هو المعادل الموضوعي للحياة، وتعتبر أن الإلهام هو قيمة ثمينة لا يتقنها سواء من ذاق طعم الشعور بالمعاناة والوجع الإنساني اللذيذ الذي يضيء في الوعي والوجدان الكثير من إشراقات الفن النبيل. أما نسيم ريزابور، مصمم جرافيك، فقد قدمت لوحة فنية زاوجت فيه بين الشعور والرؤية والتعبير مع مكنونات النفس البشرية، واستطاعت تفجير ألوانها لتقدم الجمال كفلسفة إنسانية.
أربعة فائزين
واختارت لجنة التحكيم المؤلفة من عدد من مسؤولي الإدارة العليا في الحي أربعة فائزين مقيمين في الإمارات، وهم الرسامة والمصورة ومصممة الجرافيك البريطانية الصربية آجا زدرافكوفيتش، وإشراق بوزيدي، مهندسة التصميم والمصورة وخبيرة الفنون البصرية المغربية، وبنجامين باتراك، وهو مهندس معماري من المملكة المتحدة، ومصمم الجرافيك والرسام نسيم ريزابور. وسيحصل كل فائز على جائزة نقدية، إلى جانب فرصة عرض أعماله الفنية على منطقتين أو أكثر من السور.