عدد اليوم
خولة علي (دبي)
اعتاد الأهالي قديماً على صناعة الدمى، بخامات بسيطة من البيئة المحلية، رغبة في إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال، وشغل أوقاتهم، من خلال عقد خيوط الصوف وحياكتها باستخدام أداة سحرية واحدة، وبيد أتقنت العمل بها.
وعلى الرغم من أن هذه الحرفة انحسرت في ظل دخول صناعات متطورة شملت الدمى، إلا أن البعض حرص على المحافظة عليها، ومنهم خبيرة الكروشيه والمدربة عفراء قريبان التي تعلمت صناعة الدمى، مدركة قيمة المشغولات اليدوية وجمالها.
تقول: «هذه المشغولات تحتاج إلى دقة وجهد وشغف، فما بالكم إذا كان المنتج موجها للأطفال؟ فإنه بكل تأكيد سيحمل الكثير من الحب والألفة والرقة».
وتعتمد قريبان على فن الكروشيه لصنع الدمى، إلى ذلك، تقول إنه «فن قائم على حياكة خيوط الصوف باستخدام سنارة واحدة تتفاوت قياساتها وفقاً لسمك الخيط المستخدم في العمل»، مضيفة «في البداية تعلمت كيفية الإمساك بالسنارة لتطبيق الغرز البسيطة، ولكن مع الممارسة احترفت العمل، وصممت الكثير من المنتجات على اختلاف أنواعها، وغرزها، ولكنني وجدت في صناعة أو حياكة دمى الأطفال سحراً خفياً، وسعادة لا يمكن وصفها، ولا سيما حين ألمس فرحة الأطفال وبهجتهم عندما يرون اللعبة أو يقتنونها».
وحول تطوير مهاراتها، قالت: «فعلت ذلك من خلال البحث في «اليوتيوب» ومشاهدة مقاطع تدريبية، واقتناء الكتب المتخصصة في فن الكروشيه، وأيضاً الممارسة المستمرة، مع تقديم الدروس فيه، ما أكسبني مزيداً من الخبرة»، مشيرة إلى أنها تبسط العمل للراغبات في تعلم هذه الحرفة من الكبار والصغار الذين وجدت فيهم رغبة أكبر في تعلم هذه الحرفة. وزادت «رائع أن تجد اهتماما لدى الجيل الجديد في تعلم الحرف اليدوية في وقت تبدو غالبيته متيمة بالألعاب الإلكترونية».
وتوضح «حرصت على نشر هذه الثقافة بين البنات الصغيرات، حيث لمست مدى شغفهن وهن يقمن بخطوات حياكة لعبهن ويتلهفن للانتهاء منها، ورؤية النتيجة»، لافتة إلى أن العمل في صناعة دمية يستغرق يومين وفقاً للحجم.
وعن كيفية نشرها لهذا النوع من الحرف، تقول «شاركت في أنشطة ومعارض ودورات إلكترونية لتعليم هذا الفن، فضلاً عن مشاركتي في صنع علم من «الكروشيه» ضمن فعالية أقامها مطار دبي الدولي سجلوا به رقماً قياسياً في موسوعة «جنيس» كأكبر علم مصنوع من الكروشيه».
