أزهار البياتي (الشارقة)
مظهر الطفل، ونظافته، وتنسيق ملابسه، من الأمور المهمة التي يجب أخذها بالاعتبار، كونها تعكس اهتمام الأم، وما تتمتع به من ذوق ورقي، فحسن الهندام واختيار الملابس الجميلة والمرتبة للطفل، تمنح الآخرين انطباعاً عن شخصية الأم وحرصها وأسلوبها كولية أمر مهتمة بشؤون أسرتها، علماً أن الانتقاء المناسب لملابس الأطفال، لا بد أن يلبي مختلف احتياجاتهم ومتطلباتهم لناحيتي المرونة والعملية، كما يجب أن يحقق لهم رغباتهم في اللعب وحرية الحركة. وقد يصبح الولد أو البنت في مرحلة عمرية ما من سن الطفولة، أكثر تطلباً واستقلالاً، فيطالب بحريته في انتقاء ملابسه، ويرفض ما تنتقيه له أمه، ما يسبب شيئاً من الإحباط لبعض الأمهات، اللواتي يجدن صعوبة كبيرة في تقبل استقلالية الأبناء وكيفية إدارتهم، وإرشادهم نحو الخيارات الصحيحة التي تلائم مظهرهم ونشاطاتهم.
وفي سبيل تجنب مثل هذه المواجهات، يجب أن يتم التعامل مع عناد الأطفال بصبر، وعبر خلق أجواء مرحة، واقتراح أفكار مبسّطة ووسطية، توجّه الطفل وتعلّمه في الوقت نفسه الأسلوب المناسب للاختيار لنواحي الموديلات، والنوعيات، ومدى تناسق الألوان مع بعضها، سواء من خلال منحه العديد من الخيارات التي تساعده على الانتقاء، أو عبر تعزيز ذائقته ومهاراته الفنيّة في هذا المجال، على أن تكون البساطة والعملية هما المرجع المعتمد كإطار عام.
ويشدد خبراء في الموضة على أن تتسم ملابس الطفل بالأريحية والنعومة وعدم التعقيد، وأن تكون من النماذج التي يسهل لبسها وتنسيقها مع أي قطعة، وتنسجم طبيعتها مع متغيرات المواسم والفصول، ويقدمون تالياً أهم الخطوات التي تعزز شخصية الطفل وترتقي بذوقه: الخطوة الأولى: اشرحي لطفلك أهمية الألوان والفرق بينها، عرفيه على الدرجات الفاتحة والغامقة من كل لون، وما هي الألوان الباردة، وما هي الألوان الحارة، وما الفرق بين الألوان الشتوية والألوان الصيفية، وما هو القماش السادة، المطبوع، المقلم، المنقط...إلخ، ثم علميه القواعد الأساسية للأناقة، وكيف أن الألوان المتشابهة أو القريبة من بعضها تنسجم بشكل أفضل، إضافة إلى كيفية الجمع بين لونين متضادين، أو عدة ظلال متدرجة من لون واحد مثل الفاتح والغامق. الخطوة الثانية: افتحي أمام الطفل خيارات متعددة، ثم اختبري قدرته على الانتقاء، مع توجهيه بلطف ومرح، وامنحيه حرية التنسيق بين عدة ألوان وقطع من الملابس، بحيث يختبر ذوقه وقدراته الشخصية، كأن تطلبي من ابنك اختيار قميص مطبوع مع بنطلون سادة يجمعهما لون مشترك، أو من ابنتك تنسيق سترة سادة مع تنورة مقلمة أو منقّطة، ثم أثني على اختيارهما، أو صححي خطأهما باقتراح آخر. الخطوة الثالثة: اشرحي لطفلك الفروق بين مساطر الألوان الأساسية، وبين الألوان الباستيلية الفاتحة، والأخرى المبهجة والزاهية، وقواعد كل منها حسب المواسم والفصول، بمعنى أن تفسري كيف أن ألواناً معينة مثل الأسود، والأبيض، والرمادي، والبني، والأزرق من الألوان الغنية القابلة للتناغم والانسجام مع مختلف التدرجات، وهذه القاعدة تنطبق أيضاً على خامة الدينم «الجينز»، الذي يمكن تنسيقها تقريباً مع أي شيء. الخطوة الرابعة: قومي بأخذ صور لطفلك، وبعدة إطلالات وألوان وموديلات مختلفة اختارها بنفسه وبحرية كاملة، ثم اسمحي له أو لها أن يرى ويكتشف بنفسه أين أصاب وأين أخطأ، وبذلك تعودين أبناءك على كيفية الحكم وتكوين الرأي المستقل، إضافة إلى أنك بذلك تمنحيهم أول درس من دروس الاستقلالية والثقة بالنفس. الخطوة الخامسة: علقي في خزانة طفلك ما يسمى بعجلة الألوان، وهي طريقة بسيطة يكتشف من خلالها الألوان المنسجمة وتلك المتضادة والمتنافرة، فتسهلين بذلك المهمة عليه، وتذكرينه بالقواعد الأساسية للاختيار الجيد، وأسلوب التنسيق بين مختلف التدرجات اللونية. الخطوة السادسة: رتبي خزانة ابنتك أو ابنك وملابسهم بمساعدتهم، وقوموا معاً بترتيب القطع الملائمة التي يمكن لبسها، كأن يتم ترتيب البلوزات والقمصان مع البنطلونات والتنانير وحسب الألوان والنقشات، لتساعديهم أكثر على الاختيار المناسب، ومن أجل تعلميهم طرق ارتداء ملابسهم بأنفسهم، وبمنتهى الثقة والأناقة.