السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الكتاب في عيون الفنانات: كنز ثمين

الكتاب في عيون الفنانات: كنز ثمين
29 مارس 2019 02:04

أحمد النجار (دبي)

الكتاب الجيد يمثل كنزاً ثميناً في ظل كثرة العناوين، التي تعج بها المكتبات التقليدية ودور النشر والمنصات الإلكترونية، لكونه يسهم في صياغة الوعي المجتمعي وتنمية الذات بالأفكار والمعارف والقيم، وفقاً لرؤية فنانات إماراتيات.
الفنانات تحدثن لـ«الاتحاد» عن القيمة الجوهرية للكتاب في حياتهن، وانعكاساته على مسارهن الفني والإنساني، واعتبرن بأن هنالك كتباً شكلت منعطفاً مهماً في تجاربهن المهنية والحياتية، وكانت لها دور فارق في تشكيل محطاتهن وتحقيق طموحاتهن وتطلعاتهن، وذكرن بعض أسماء تلك الكتب إلى جانب بعض المقولات والعبارات المأثورة، التي يتخذنها شعاراً وفلسفة حياة في علاقاتهن ومعاملاتهن ويومياتهن.

العلم أكبر من المحيط
الكتاب رفيق حياة لا يفارق الفنانة أشجان في أوقات فراغها، حيث تميل إلى الروايات التاريخية والكتب المتخصصة في الفنون المسرحية ودواوين الشعر وكتب السينما، فقد قرأت غزليات حافظ شيرازي ومؤلفات جلال الدين الرومي وكثيراً من الكتب، مؤكدة أهمية الكتاب في إثراء ذهن الإنسان.
وتضيف أشجان: كلما قرأنا كتاباً جديداً فإن زاوية جديدة في ذهننا تتفتح وتصبح أكثر استيعاباً وإدراكاً واتساعاً، لأننا قبل القراءة نكون في الظلام ولكن عندما نقرأ يشع النور في زاوية صغيرة في الوعي والوجدان.
وتقول أشجان: عندما أقرأ كتاباً جديداً أرى بداية الطريق وألمح نقطة الصفر، لأن عالم العلم أكبر من المحيط، وأتعجب من الذين يقولون نحن نعرف كل شيء، والحكمة الحقيقية الوحيدة هي معرفة أنك لا تعرف شيئاً كما يقول الفيلسوف سقراط.

تجويد الأداء
ويشكل الكتاب بالنسبة إلى الفنانة هدى حمدان رافداً مهماً، حيث تستهويها عوالم الفلسفة الإنسانية والتنمية البشرية والروايات. وقالت: عندما دخلت إلى مجال التمثيل زادت أهمية الكتاب، خاصة الروايات التي صرت أقرأها بمنظار آخر، حيث تجعلني أسرح في عالم كبير، وكان له دور ملهم في مساعدتي على تقمص بعض الشخصيات وتجويد الأداء في التمثيل، وهي غنية في مفرداتها، التي تساهم في صقل ثقافة الإنسان، والتحليق بخياله وإثراء ذائقته ولغته وتمكينهن الإمساك بزمام التعبير في الخطاب والأفكار والمشاعر.
وقالت هدى: إن الكتاب له مفعول السحر في تغيير القيم والعادات وتشكيل الوعي البشري وتهذيب الذائقة وإغناء العاطفة الإنسانية، مشيرة إلى أن أكثر كتاب غير حياتها 180 درجة على حد وصفها، هو «كتاب السر»، لمؤلفته الكاتبة الأسترالية روندا بايرن، ونُشر الكتاب في عام 2006 وتم تصنيفه كأفضل كتاب للمساعدة الذاتية، حيث تم بيع أكثر 20 مليون نسخة، وتمت ترجمته إلى 40 لغة، وكان فيلماً سينمائياً في العام نفسه.

تقنيات التفكير الإيجابي
وأشارت هدى إلى أنها قرأت كتاب «السر» أكثر من مرة، وشاهدت الفيلم نفسه، ويستعرض الكتاب تقنيات التفكير الإيجابي وفن جذب الأشياء والطموحات عبر ترددات كونية تعود محملة بنتائج ساحرة، وأضافت: كل شيء حصلت عليه من نجومية ونجاح يعود الفضل لكتاب «السر» بوصفه يستند على قاعدة إيمانية، وهو ليس تنظيراً أو فلسفة وقد جربته في منعطفات حياتية كثيرة، وصار جزءاً من يومياتي وتفكيري ونمط عيشي، ويركز الكتاب على الإيمان بالشيء وعيشه كأنه حقيقة وتخيل امتلاكه، ولا بد أنك سوف تملكه وتصل إليه بعد فترة، مشيرة إلى أن كتب علوم التنمية البشرية ليست أموراً سطحية فهي تعمل على البرمجة العصبية، وتقود إلى التفكير الإيجابي، الذي يساهم في جذب الأشياء الجميلة، أما المقولة التي أثرت في وجدان هدى، فهي مقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: انتبه لأفكارك، فإنها تصير كلمات، وانتبه لكلماتك، فإنها تصير أفعالاً، وانتبه لأفعالك، فإنها تصير عاداتك الملازمة لك، وانتبه لعاداتك، فإنها تكوّن شخصيتك، وانتبه لشخصيتك، فإنها تحدّد مصيرك.

فن اللامبالاة
وتصف الفنانة رانيا آل علي الكتاب بأنه صديقها الصدوق، فالثقافة بالنسبة لها تمثل بحراً لا قاع له فلا حدود لخياراتها في القراءة، لكونها متعطشة وفضولية ويسكنها شغف لا حد له لاكتشاف بواطن الكتب والإيغال في أعماق سطورها، معتبرة بأن الكتاب الذي أسهم في إحداث فارق جوهري في وعيها ووجدانها، وانعكس إيجاباً على مسارها المهني والذهني والإنساني، هو كتاب الدكتور مصطفى محمود «حوار مع صديقي الملحد»، وكتاب جون مانسون «فن اللامبالاة»، وهناك الكثير والكثير.
وذكرت أهم جملة مأثورة حركت مداركها: «حذارِ من المفكرين الذين لا تعمل عقولهم إلا انطلاقاً من الاقتباس»، وهي للكاتب الروماني إميل سيوران.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©