الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمن رومانسي مستقطع

زمن رومانسي مستقطع
7 ابريل 2010 22:12
يحمل الفيلم السينمائي الجديد “ولد وبنت” أكثر من مفاجأة فهو يمثل عودة لزمن الرومانسية ويبشر بميلاد مواهب سينمائية في أكثر من مجال ويعد التجربة الأولى لأبطاله ومؤلفته ومخرجه. الفيلم قصة وسيناريو علا عز الدين حمودة وإخراج كريم العدل وبطولة احمد داود واللبنانية مريم حسن وآية محمود حميدة وسامي العدل وسوسن بدر. يعيدنا “ولد وبنت” إلى زمن البراءة والاحلام والمشاعر المتناقضة من خلال قصة حب تشبه ملايين القصص التي لا تكتب لها النهاية السعيدة ويعيشها البشر في كل مكان لكن الممتع هو ذلك الصدق الذي يتدفق من الشريط السينمائي لمجموعة من الفنانين الموهوبين نجحوا في صياغة تفاصيل ثرية وجذابة طوال الأحداث. منذ عمر الطفولة والصبا جمع الحب بين “سامح” (احمد داود) و”شهد” (مريم حسن) وكانت معهم دائما الصديقة المخلصة “ليلى” (آية محمود حميدة). نشأ “سامح” في منزل تفرض فيه الأم الفنانة سلوى محمد علي طبيبة أمراض النساء سطوتها لسفر الزوج واغترابه بينما تعيش “شهد” في منزل يتحكم فيه الأب سامي العدل ويرفض مناقشته في أي قرار فهو الأديب المشهور “حاتم رضوان” وتتحمل الأم سوسن بدر في صبر أسلوبه في الحياة حيث يستقبل أصدقاءه من النساء والرجال في ركن خاص في حديقة المنزل ولا يسمح لزوجته بمشاركته تلك الجلسات وهو يعامل ابنته وكأنها أميرة ويغمرها بحبه وتبقى “ليلى” شخصية تبدو هامشية بلا تفاصيل لكنها دائما داخل الكادر تخرج مع “سامح وشهد” وتشاركهما تفاصيل قصة حبهما ودائما تكون منحازة لسامح وتتدخل لإصلاح الأمور بينهما. وتتبدل حياة “شهد” عندما يتوفى والدها بصورة مفاجأة وتنقطع حتى عن صديقتها وحبيبها وتقرر السفر للدراسة بالخارج وترفض إلحاح والدتها بالعودة لمصر حتى في الإجازات وتمضي الحياة لنجد “سامح” يتمرد على رغبة والدته في الالتحاق بإحدى الكليات العملية الطب او الصيدلة وتفاجأ بأنه كان بالقسم الأدبي وقرر الالتحاق بكلية السياحة والفنادق وتلتحق “ليلى” بنفس الكلية لتستمر صداقتهما ولكن “سامح” مازال قلبه معلقا “بشهد” ويذهب إلى والدتها بين حين وآخر للاطمئنان عليها ويعرف انها ارتبطت بقصة حب مع محام الأسرة “كمال” (اشرف زكي) وترفض الارتباط به خوفا على مشاعر ابنتها “شهد” لتعلقها الشديد بذكرى والدها. وبعد تردد تطلب من “شهد” الحضور لمناقشتها في فكرة زواجها من الرجل الذي أحبته وتصاب “شهد” بصدمة وترفض ان تقيم والدتها وزوجها في منزل أبيها وتقرر البقاء في مصر لفترة ويلتقي “سامح وشهد” وتتجدد مشاعر الحب بينهما وتظل “ليلى” بينهما تتابع خلافاتهما وعندما تقرر “شهد” ان تحترف العمل كموديلز لتحقق استقلالها المادي وتوفر جزءا من نفقات دراستها يغضب “سامح” ويرفض هذا العمل الذي يجعلها عرضة لعيون الآخرين وتتدخل “ليلى” وتطلب من “شهد” تحديد موقفها اما ان تختار “سامح” او تتخلى عنه تماما وترفض “شهد” الارتباط “بسامح” حتى لا تصبح صورة من أمها فهي لا تريد ان يفرض احدا سطوته عليها. ومرة اخرى يفترق الحبيبان ويظهر الكاتب الصحفي الشاب “بهاء” (هاني عادل) احد اصدقاء والدها الذي يدعوها لإعادة طبع بعض مجموعاته القصصية وتتوطد العلاقة بينهما وتقرر الزواج منه بينما “سامح” سافر للعمل بأحد المنتجعات السياحية وفي وقت قصير يشغل مركز مرموق ويتفانى في تحقيق عائد مادي جيد من خلال عمل إضافي هو تدريبات الغوص للسائحين حتى يحقق حلمه في إقامة مطعم خاص به، وتسافر “ليلى” إلى “سامح” وتطلب العمل معه ويتعجب “سامح” من حضورها ويسألها عن “شهد” وتصارحه “ليلى” بأنها تحبه وانه لم يكن يراها رغم وجودها بجواره طوال الوقت وتدرك ان مشاعره تجاهها لا تتعدى مشاعر الاخوة ولكنها تطلب منه فرصة ليحبها ولكنه يتعامل مع ذلك الاعتراف برقي وإنسانية ويشفق عليها من ان تضع نفسها في تلك المكانة. ويتلقى “سامح” برقية من “شهد” تبلغه بموعد زفافها في نفس اليوم ويسافر وهو لا يصدق ويتصور انها خدعة حتى يعود اليها ويفاجأ بالفرح ويظل يبكي ويتألم ويعود لعمله ويواصل حياته وبعد سنوات يعود في إجازة لحضور عيد ميلاد ابنة شقيقته واثناء تجوله في احد محال لعب الاطفال يلتقي مصادفة “بشهد” ومعها ابنتها ولا يتحدثان ويمضي كل منهما في طريقه ولكن يعود “سامح” الى منزل “شهد” ليجدها في انتظاره فقد انفصلت عن زوجها ويعود الحبيبان لنقطة بداية جديدة ربما لا يكون لها نهاية. استطاعت السيناريست علا عز الدين حمودة ان تقدم أوراق اعتمادها كمؤلفة من خلال قصة شديدة البساطة والثراء بالتفاصيل وان كانت بعض الشخصيات بدت في حاجة لمزيد من الضوء مثل “ليلى” الصديقة والمحبة الصادقة وكذلك غابت المبررات في كثير من المشاهد مثل ان تتحول مشاعر “شهد” من شدة الحب والتعلق بأبيها إلى الاعتراف لأمها بأنها كانت تكرهه وتكره معاملته السيئة لها ولذلك كانت ترفض وصاية “سامح” او تدخله في حياتها. ونجح مدير التصوير الشاب عبدالسلام موسى في استخدام الظلال والإضاءة لتقديم صورة سينمائية معبرة وممتعة. ولعب مهندس الديكور عاصم علي دورا مؤثرا في إضافة لمسات من الجمال والصدق للشريط السينمائي. وتناغمت الموسيفى التصويرية لهاني عادل مع الأحداث المتباينة. ونجحت المونتيرة سلافة نور الدين في تحقيق الإيقاع المتوازن الملائم لنبض المشاهد. ويحسب للمخرج الشاب كريم العدل اختياره لكل عناصر الفيلم من مدير تصوير ومونتيره ومهندس ديكور وأبطال جميعهم يخوض تجربته الاولى ونجح المخرج في قيادة الفريق بحرفية عالية. وكان أداء احمد داود ومريم حسن وآية محمود حميدة مفاجأة جعلتهم يستحقون مكانتهم كأبطال جدد تنتظرهم تجارب عديدة يعززون بها نجاحهم في سنة اولى سينما والفيلم يعد مغامرة جديدة من المنتج د. محمد العدل الذي سبق وقدم العديد من الاسماء التي أصبحت نجوما مثل محمد هنيدي واحمد السقا ونور وآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©