السبت 12 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أولاد يُفضلون لعب الإناث وبنات تحب ألعاب الذكور!

أولاد يُفضلون لعب الإناث وبنات تحب ألعاب الذكور!
26 فبراير 2012
لا شك في أن غالبية الآباء يستاؤون أو يشعرون بالانزعاج عندما يُلاحظون أن أحد أبنائهم أو بعضهم تصدر عنهم تصرفات مناقضة لوظيفتهم الاجتماعية كذكور خشنين، أو إناث وديعات ناعمات. فقد يجد الأبوان البنت تفضل اللعب بمجسمات الشاحنات البلاستيكية، أو تنجذب لإمساك سيف أو مسدس بلاستيكي لمحاكاة دور المقاتل أو لاعب المسايفة. وقد تجد بالمقابل طفلاً يميل إلى اللعب بدمى باربي أو “ضُورَا” أو غيرها من الدمى والشخصيات الأنثوية الكرتونية، وتزيينها وتغيير فساتينها وتنانيرها، وإنعالها أحذيةً بكعوب عالية. فهل هذا يعني أن الولد قد يكون مخنثاً أو أن البنت قد تكون مسترجلةً؟ هذا هو السؤال الذي حاول باحثون اجتماعيون وعلماء سلوكيات الإجابة عنه. يقول باحثون اجتماعيون، إن ما يصدر عن البنات والذكور في مرحلة الطفولة نادراً جداً ما يؤشر إلى احتمال حدوث “انحراف” في أدوار الشخص ووظائفه الاجتماعية لاحقاً كرجل أو امرأة. لكنهم يُشيرون في الوقت نفسه إلى أن سلوكيات كهذه يمكن أن تنبئ بمخاطر وقوع الطفل ضحية تجارب نفسية أو بدنية ضارة في مرحلة طفولته كالتحرش الجنسي، أو الاعتداء أو غيرها من التجارب المريرة التي قد تمتد آثارها على شخصيته في مراحل عمرية تالية من حياته قد يظل بعضها جروحاً صعبة الاندمال، أو من النوع الذي يؤلمه ويسبب له نوبات توتر أو قلق كلما تذكرها. سُلوكات عابرة نشرت مجلة “طب الأطفال” في عددها الأخير مقالاً استندت فيه إلى دراستين سابقتين عن سلوكيات الأطفال المخالفة لنوعهم يُفيد أن تصرفات الأطفال المتعارضة مع الصور النمطية والقوالب الاجتماعية المتوقع منهم التقيد بها تُعد أمراً شائعاً. وقد وجدت إحدى هاتين الدراستين أن 13% من اليافعين و26% من اليافعات يقرون أنهم يقومون بتصرفات ليست محصورة على الذكور دون الإناث أو العكس، بل مشتركة فيما بين الجنسين. كما أقر ما بين 2% إلى 5% من الأولاد، وما بين 15% إلى 16% من البنات أنهم يتمنون أحياناً لو كان بإمكانهم القيام بما يفعله الجنس الآخر. ويعلق الباحثون على هذه الإحصاءات بالقول إنها ليست معياراً دقيقاً يمكن أن يؤثر على شخصية الولد أو البنت عند الكبر. وأظهرت الدراسة التي نشرتها مجلة “طب الأطفال” أن حوالي 60% من الأطفال الذين يلعبون بألعاب إناث وذكور على حد سواء أو يتخذون هوايات غير مألوفة لدى بني جنسهم يتمتعون بشخصيات سوية وطبيعية في مرحلتهم العمرية 19- 27 سنةً. وهو ما يعني أن حبهم لعب ألعاب الجنس الآخر في فترة الطفولة يمكن تصنيفه على الأرجح ضمن السلوكيات الظرفية العابرة التي قد تصدر عن الطفل بدافع الفضول أو التقليد، أو اكتشاف نسبة الاستمتاع بلعبة مختلفة، أو حتى بدافع الغيرة عند الحديث عن الإخوة المتقاربين في السن ذكوراً وإناثاً. ويضيف هؤلاء الباحثون “حتى لو تحدثنا عن الأقلية التي تواصل إتيان سلوكيات الجنس الآخر بعد تجاوز مرحلة الطفولة، فإنه ينتهي بها المطاف إلى تفضيل تقمص أدوارهم الطبيعية المتماشية مع ما يقوم به بنو جنسهم، بينما يتمنى بعضهم الآخر القيام بسلوكيات الجنس الآخر ووظائفه الاجتماعية حتى عند البلوغ”. وتفيد دراسة ثانية أن الأطفال الذين يتقمصون أدوار الجنس الآخر منذ الطفولة يكونون معرضين للإصابة باضطرابات نفسية أكثر بنسبة 44% من الأطفال الآخرين، وأنهم يكونون عُرضةً لمخاطر إيذاء أنفسهم بنسبة 9% أكثر من الأطفال الآخرين، في حين يُحاول بعضهم الانتحار، كما أفادت إحصاءات حديثة لبعض المجتمعات الغربية. ويقول الباحثون “دراستنا هذه لا يمكنها أن تؤكد وجود علاقة سببية بين القابلية للتعرض للتحرش الجنسي أو الاعتداء، وبين ميل الطفل إلى إتيان سلوكيات غير متوافقة مع بني جنسه. وبصيغة أخرى، يمكن القول إن عدم توافق سلوكيات الطفل مع بني جنسه قد تكون أحد عوامل الخطورة المحتملة، لكنها ليست بحد ذاتها مؤشراً لقابلية التعرض للاعتداء أو التحرش”. ويختم هؤلاء الباحثون بالقول “ما زلنا بحاجة إلى إجراء بحوث موسعة إضافية حتى نفهم أكثر علاقة عدم التوافق السلوكي للطفل بتزايد مخاطر استهدافه بتحرش أو اعتداء، وحتى نتوصل أيضاً إلى الحلول التي يمكن للآباء القيام بها، وطرق تدخلهم بهدف تحصين الابن أو البنت من مخاطر التعرض للإيذاء في مجتمعات القرن الحادي والعشرين التي يشهد معظمها الكثير من الاختلالات، أو حتى التقليل منها”. أهمية العلاج المبكر يقول علماء سلوكيات إنه ينبغي على كل أبوين أن يتدخلا بشكل سليم في حال لاحظا أن الطفل يُعبر مراراً وتكراراً عن عدم ارتياحه من كونه ذكراً أو أنثى، وينصحون بأن يكون هذا التدخل على شكل تقديم العلاج الطبي المبكر من خلال عرض الطفل على طبيب أطفال متخصص ليعرفا ما إذا كان الأمر يحتاج إلى إدارة الهرمونات وتبطيء وتيرتها، أو تأجيل البلوغ، حسب كل حالة على حدة، أو غيرها من الطرق التي يمكن التعويل عليها لتحسين الحالة النفسية للطفل. وفي هذا السياق، قام باحثون بدراسة حالات 97 مريضاً يعانون اضطراب الهوية الجنسية وكان جميعهم يبحثون عن علاج في إحدى العيادات التي فتحت أبوابها حديثاً في بوسطن، فوجدوا أن معدل أعمارهم في أول زيارة قاموا بها للعيادة كان 14?8 سنةً. والأهم من هذا هو كشفهم أنه بعد مدة غير يسيرة، عاد الكثير من هؤلاء اليافعين إلى العيادة نفسها سعياً لمتابعة العلاج في الوقت الذي كانت فيه علامات البلوغ باديةً على أجسادهم من خشونة للصوت أو نعومته، وظهور تفاحة آدم وتغير شكل الصدر وغيرها. وهذا يعني أن الهرمونات، التي يعتبرها الأطباء من الوسائل العلاجية الناجعة في تعديل بوصلة التغيرات الملازمة للبلوغ من أجل إتاحة وقت أطول للفتى أو الفتاة لوقايته من اضطراب الهوية الجنسية، بقيت محدودة التأثير. وينصح الباحثون الآباء الذين يلاحظون أن الابن أو البنت واصل لفترات طويلة من طفولته القيام بسلوكيات غير متوافقة بتاتاً مع سلوكيات بني جنسه أن يُراجعوا طبيباً متخصصاً في وقت مبكر من أجل مضاعفة فرص نجاح العلاج وتقويم سلوكه. فالأطفال الذين يُلازمهم الشعور باضطراب هويتهم الجنسية لوقت أطول، أو يستشعرون أنه يزداد وطأةً واشتداداً مع اقترابهم من البلوغ يُفضل أن يُعالجوا بالهرمونات التي تبطئ مرحلة البلوغ وتعمل على تأجيلها قدر الإمكان إلى أن يتعافوا. ويقول الباحثون “إن أعراض إصابة الأولاد باضطراب الهوية الجنسية يمكن أن تشمل تفضيل ملابس البنات، واللعب بدماهم الخاصة فقط، واختيار ممارسة هواياتهم حصرياً عند تخييرهم، والرغبة في تطويل الشعر. أما علامات اضطراب الهوية الجنسية لدى البنات، فقد تضم تفضيل ملابس الأولاد، ورفض استخدام إكسسوارات الزينة في الرأس أو الأزياء، وعدم الشعور بالراحة لظهور الثديين عند البلوغ، والشعور بالإحباط الشديد والاكتئاب وعدم التقبل عند خروج الطمث. ويُعد اضطراب الهوية الجنسية من الاضطرابات التي لا يتطلب علاجها وقتاً طويلاً ولا مقاربات علاجية متقدمة، لكن شرط علاجها في وقت مبكر. أما عند إصابة الشخص باضطراب الهوية بعد البلوغ، فإن البدائل العلاجية التي يمكنه الاستعانة بها تغدو أصعب وتكون في الغالب أكثر تعقيداً وتركيباً. اضطراب البالغين يحصر بعض أطباء النفس وعلماء الاجتماع المتخصصين في علم السلوكيات الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة الشخص البالغ باضطراب الهوية الجنسية فيما يلي: ? لامبالاة الأبوين تُجاه السلوكيات “المخنثة” للابن أو التصرفات “المسترجلة” للبنت، فعدم استنكار الأبوين لهذه الأفعال وعدم إبلاغ الطفل بأنها تخص جنساً دون آخر قد يُترجَم لديه على شكل رضى ومباركة، فيترسخ لديه الميول لانتمائه للجنس الآخر، ويتطبع مع الأمر ويتعامل معه كأنه مجرد اختيار شخصي، وهنا مكمن الخطورة. ? عدم وجود المثل الجيد والقدوة النموذجية داخل الأسرة لمظاهر الرجولة أو الأنوثة، وللمواقف الطبيعية للابن وللمشاعر المرتبطة بالبنت. ? الارتباط الشديد بأحد الوالدين دون الآخر، فتماهي شخصية الولد مع شخصية الأم، وعدم حرص هذه الأخيرة على دفعه لتكون لديه شخصية رجولية مستقلة ومختلفة قد يتحول لديه إلى اضطراب. والأمر عينه ينطبق على البنت التي تتوحد مع شخصية أبيها وتُقلده بشكل أعمى ودون تمييز وانتقائية، وهذا يستفحل أكثر في حال غياب توجيه أبيها. ? التعرض لاعتداء جسدي أو جنسي في سن مبكرة وعدم الشفاء منه بسبب عدم علم الأبوين به أو عدم دعمها الطفل حتى التعافي، فمعاناة الطفل من تجربة مريرة يُولد لديه رغبةً لاشعوريةً في زوال الأذى الذي تعرض له حتى لو كان ذلك عبر تقمص دور الجنس الآخر. ? ظهور ملامح صارخة الأنوثة لدى الأطفال الذكور، أو ملامح صارخة الرجولة لدى الإناث (كخشونة الصوت مثلاً)، إذ يُمكنها أن تجلُب عليهم تعاليق ساخرة أو عبارات تحرش. ولذلك يُنصَح الآباء بتحصين أبنائهم ضد التنمر وتعليمهم طرق صده بشتى أنواعه. وإلا فإن الطفل يُصبح عُرضةً للانجراف إلى أي انحراف. هشام أحناش عن “لوس أنجلوس تايمز” تعريف يُعرف أطباء النفس وعلماء الاجتماع والسلوكيات اضطراب الهوية الجنسية لدى الأطفال بشعور الطفل بالقلق، وعدم الارتياح، وعدم تقبل انتمائه إلى بني جنسه من الذكور أو الإناث. وقد يظهر هذا الاضطراب منذ الولادة، لكنه يظل قابلاً للعلاج. وهو مختلف عن اضطراب الهوية الجنسية الذي يصيب الشخص في فترة المراهقة أو عند البلوغ أو بعده. ومن علامات هذا الاضطراب النفور من جنس الشخص الفعلي، والرغبة في الانتماء للجنس الآخر، والانشغال الشديد بملابسه أو نشاطاته، ويُعتقَد أنه ينتشر لدى البنين أكثر منه لدى البنات. ويميل الأطفال المصابون بهذا النوع من الاضطراب إلى إنكاره، أو الاعتراف بأنه مصدر إزعاج لهم تلبيةً لتوقعات الآباء وخوفاً من التعرض للسخرية أو الرفض. وإذا لم يُعالَج هذا الاضطراب في سن مبكرة، فإنه قد يتحول إلى “انحراف جنسي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض