يوسف العربي (دبي)
قال خبراء ومتخصصون بقطاع التكنولوجيا، إن صفقة «أوبر - كريم» تستقطب المزيد من السيولة للشركات الناشئة بالمنطقة، مؤكدين أن الإمارات تمتلك سجلاً حافلاً لا يدانيها فيه أحد بمنطقة الشرق الأوسط في احتضان الأفكار والمشاريع الناشئة التي استفادت من بيئة الأعمال المثالية، والبينة التحتية فائقة التطور، والرؤى الحكومية المحفزة على الإبداع والابتكار. وقالوا: «لم تكتفِ الإمارات على مدار العقدين الماضيين بتحسين بيئة الأعمال الملائمة لنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، بل كانت أول من أمسك بزمام المبادرة، واستحدثت قبل عقدين من الزمان مفهوم الحاضنات التكنولوجية والإبداعية التي ساهمت بدورها في رعاية رواد الأعمال والمبدعين، وساعدتهم على تجاوز العديد من العقبات».
وأضافوا: «من رحم المجمعات والحضانات التكنولوجية والإبداعية في الدولة، وفي مقدمتها مدينة دبي للإنترنت، وtwofour54، ومدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للإنتاج الإعلامي، و(واحة دبي للسيلكون) نمت آلاف من الشركات الصغيرة والمتوسطة، واستفادت من بيئة الأعمال بهذه المجمعات التي تتخذ من تحفيز الإبداع والابتكار منهاج عمل وأسلوباً للإدارة».وأكدوا أن مؤسسات حكومية أخرى عمدت إلى الاقتراب من رواد الأعمال للتعرف على طبيعة التحديات التي تواجههم ومساعدتهم المباشرة من خلال توفير الدعم الفني والتمويل المالي، وفي مقدمة هذه الجهات الحكومية صندوق تطوير قطاع الاتصالات التابع للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
شهادة نجاح
من جانبه، قال فيليب بحوشي، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة ماجنيت، المتخصصة في رصد عمليات الاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط، إن استحواذ شركة «أوبر» الأميركية على شركة «كريم» التي تتخذ من دبي مقراً لها في صفقة تصل قيمتها إلى 11.4 مليار درهم، جسدت نجاح تجربة الإمارات في احتضان الشركات الناشئة.
وشدد بحوشي، على أهمية الصفقة، حيث تتبع عملية الاستحواذ نتائج إيجابية عدة، منها تعزيز السمعة العالمية للمنظومة التي أدت لنجاح التجربة التي لم تكن سهلة، مثلها مثل مسيرة أي شركة ناشئة.
وقال إن عملية الاستحواذ توفر سيولة جديدة لمنظومة الشركات الناشئة بالمنطقة، ويهديها قصة نجاح جديدة هي بأشد الحاجة إليها، حيث يستقطب نجاح تجربة «كريم» الشركات العائلية، ورؤوس الأموال المغامرة، وشركات التمويل، والمؤسسات المالية، والمستثمرين الممولين لينظروا إلى الشركات الناشئة بكونها نوعاً من الأصول الواعدة.
وأضح أن صفقة استحواذ «أوبر» على «كريم» تعد الموجة الأحدث الأكبر للاستحواذات في المنطقة والتي بدأت باستحواذ «ياهو» على «مكتوب» سنة 2009 واستحواذ «تومسون رويترز» على «زاوية» سنة 2012، واستحواذ «أمازون» على «سوق» مقابل 580 مليون دولار سنة 2017.
وأضاف: تاريخياً تضاف صفقة «أوبر - كريم» المليارية إلى عشرات الصفقات الأخرى على شركات بدأت وتأسست ضمن مجمعات الأعمال وحاضنات التكنولوجيا في دولة الإمارات.
وأضاف: «هناك موظفون عملوا مع الشركة منذ البداية والذين يمكنهم أن يحققوا أرباحاً من الأسهم التي حصلوا عليها، كما ستكون لديهم عائدات الخروج لرؤوس أموالهم المغامرة والتي ستبرر التقييمات العالية للمستثمرين. وأكد أن الصفقة تمثل برهاناً للنجاح الحكومي احتضان الشركات الناشئة، ما يؤدي إلى جذب المزيد المستثمرين المستقبليين إلى المنطقة، والشركات الناشئة الكبرى للاستفادة من السوق وفرص العمل في المنطقة.
الإبداع والابتكار
من جانبه، قال نضال أبولطيف، رئيس شركة «أفايا» في أسواق أوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وآسيا المحيط الهادي، إن الإمارات توفر البيئة الحاضنة المثلى للأعمال لافتاً إلى أن تقدم الرؤية الحكومة في الدولة ووتيرة التطور السريع داخل الأروقة الحكومية يلهم الشركات ويدفعها إلى سباق مفتوح على الإبداع والابتكار.
وأضاف أن الإمارات تحتضن أكبر عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة بالقطاع والتي تستفيد من التحول الرقمي السريع والبنية التكنولوجية المتطورة والرؤى الحكومية، وهي أمور باتت تشكل ضرورة لنمو واحتضان الشركات الناشئة بالقطاع. وأشار إلى أن شركته العالمية اختارت الإمارات لتأسيس ثاني أكبر مركز عالمي لتجربة العملاء في العالم «ون سنترال» في مركز دبي التجاري العالمي، اعترافاً بأنها مركز رئيس للابتكار في المنطقة، ليكون بمثابة نموذج على أحدث التطورات في ميادين الاتصالات القائمة على الذكاء الاصطناعي والمعرّفات البيومترية الحيوية وسلسلة الكتل، وعلى حلول التعاون.
من جانبها، قالت بانا شومالي، إحدى رائدات الأعمال والرئيس التنفيذي لموقع «موف سوق»، إن الإمارات توفر البيئة المثالية للأعمال، مضيفة أنها أسست الموقع الإلكتروني عام 2013 ليكون حلقة الوصل بين مزودي الخدمات وقاطني المنازل في الدولة لتوفير جميع متطلبات المنزل والتي تشمل خدمات التنظيف والدهانات والإصلاح والخادمات بدوام جزئي والحراسة ورعاية الحديقة وغيرها. وأشارت إلى أن الموقع يضم حالياً المئات من مزود خدمة.
ولفتت شومالي، إلى أنه تم اختيار الإمارات لتأسيس المشروع وإطلاق الموقع الإلكتروني نظراً لتطور البنية التحتية وتوافر الظروف والمحفزات الكافية لنمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مضيفة أنه من المقرر التوسع إقليمياً من خلال إطلاق الموقع في أحد الأسواق العربية الأخرى مطلع العام المقبل.
بيئة جاذبة
ومن داخل مجتمع «twofour54» الذي يستضيف نحو 400 شركة تتزاحم الأفكار الإبداعية، ومنها شركة «لمسة» التي أطلقت التطبيق التعليمي الترفيهي الذي يحمل اسم الشركة نفسه، ويعد التطبيق منصة رقمية تجمع بين مزودي المحتوى والأطفال العرب ضمن الفئة العمرية من عامين إلى ثمانية أعوام بهدف تعزيز المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم التعلم من خلال الترفيه.
وتقدم الشركة المحتوى التفاعلي للأطفال، لتحفيز الخيال والإبداع، وحب القراءة والتعلم بما يسهم في في بناء جيل قائم على المعرفة من الأطفال الصغار المرتبطين بالمعرفة بأشكالها المختلفة.