سعيد الصوافي ( أبوظبي)
أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» أن الأمن الغذائي العالمي لن يتأثر بجائحة كورونا المستجد «كوفيد 19» إذا ما تم اتخاذ تدابير سريعة من قبل واضعي السياسات في جميع أنحاء العالم، ومنع تحويل هذه الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية، يمكن تجنبها في الوقت المناسب.
وذكرت في موقعها الرسمي، أمس، أن هذا الوباء سينحسر في نهاية المطاف ولا داعي للذعر العالمي، فهناك ما يكفي من الغذاء للجميع.
وأعربت المنظمة عن قلقها، بشكل خاص، بشأن تأثيرات الوباء على الدول الأكثر ضعفاً والتي تعاني بالفعل من الجوع، أو غيره من الأزمات، مثل انتشار الجراد الصحراوي في القرن الأفريقي.
وأشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» إلى أنه وفي الوقت الحالي، يعاني نحو 820 مليون شخص في أنحاء العالم من الجوع المزمن، أي أنهم لا يتناولون ما يكفي من السعرات الحرارية في حياتهم العادية.
ومن بين هؤلاء يعاني 113 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد -وهو الجوع الحاد للغاية الذي يمثل تهديداً مباشراً على حياتهم وسبل عيشهم ويجعلهم معتمدين على المساعدة الخارجية لكي يتمكنوا من العيش، ولا يستطيع هؤلاء الأشخاص تحمل أي عوائق جديدة لسبل عيشهم أو لحصولهم على الطعام، يمكن أن يتسبب بها «كوفيد-19». وإذا انتشرت حالات الإصابة بـ«كوفيد-19»، المنتشر حالياً في أكثر من 100 بلد، في البلاد التي تحتاج إلى مساعدات خارجية، أو تلك التي تعاني الجوع بالأساس، فإن العديد من أنظمة الصحة العامة قد تواجه ضغوطاً على قدراتها.
وحول تأثير «كوفيد- 19»، على إنتاج الغذاء وسلاسل الإمداد الزراعية والأسواق، أوضحت المنظمة أن نظام الغذاء العالمي سيصبح موضع اختبار، وحتى الآن فإن الاضطرابات في حدها الأدنى، حيث إن الإمدادات الغذائية كافية، كما أن الأسواق مستقرة لغاية الآن، إضافة إلى أن مخزونات الحبوب العالمية في مستويات مريحة، والتوقعات بالنسبة للقمح والمحاصيل الرئيسية الأخرى لعام 2020 إيجابية.
وأكدت المنظمة أن التدابير الاستباقية تعتبر أمراً بالغ الأهمية وتكلفتها أقل في وقت ستكون فيه الموارد الاقتصادية مطلوبة بشدة.
وأوصت للتخفيف من آثار الوباء على الأغذية والزراعة بضرورة تلبية الاحتياجات الغذائية الفورية للفئات الأكثر ضعفاً، وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية الخاصة بهم، والحفاظ على تدفق سلاسل الإمدادات الغذائية، وتقليل التدابير التي من شأنها تقييد التجارة وحركة السلع، واكتساب الكفاءات عن طريق الحد من هدر الأغذية وفقدها، وحل الاختناقات اللوجستية، والسعي إلى تقليل التكاليف المتعلقة بالتجارة.