8 يونيو 2009 23:41
تتفوق الشركات العائلية الإماراتية على نظيرتها في الولايات المتحدة الأميركية في مجال تحديد واغتنام الفرص الاستثمارية والممارسات الإدارية، بحسب دراسة ميدانية لمركز دبي المالي العالمي.
وبينت نتائج الدراسة أن مستوى رضا الرؤساء التنفيذيين للشركات العائلية الإماراتية عن الممارسات الإدارية ومستوى الأنظمة المعمول بها داخل الشركات يفوق رضا نظرائهم في الولايات المتحدة. وعلى ضوء هذه النتائج، تؤكد الدراسة أهمية صياغة دستور عائلي ينظم العلاقات داخل الشركة العائلية، تحسباً للصراعات التي قد تنشب مستقبلاً، ولتوضيح واجبات وحقوق الأطراف ذات العلاقة داخل الشركة وخارجها . ولفتت الدراسة التي نشرتها وحدة الأبحاث في مركز دبي المالي العالمي تحت عنوان «اختلاف التصورات والتحديات التي تواجه الشركات العائلية في الإمارات: نتائج تطبيقية»، بالتعاون مع «مركز وولكر لريادة الأعمال العالمية» التابع لكلية «ثندربيرد للإدارة العالمية»، إلى أهمية اعتماد الشركات العائلية على إجراءات تعيد رسم استراتيجيتها العامة لإيجاد حالة من التوازن بين النمو والرغبة في التنويع، الأمر الذي مرت به العديد من الشركات في مراحل تطورها الأولى، وبين الحاجة الملحة إلى تطوير نماذج حوكمة ونظم مؤسسية قوية. وتشدد الدراسة التي تقارن تصورات ووجهات نظر الرؤساء التنفيذيين الآباء وأفراد العائلة الآخرين في الشركات العائلية العاملة في الدولة، على أهمية مشاركة كافة المساهمين في هذه الإجراءات لإرساء أسس متينة تضمن الاستدامة المستقبلية. وتستمد الدراسة أهميتها أيضاً من كونها الأولى التي تقارن الشركات العائلية في الإمارات مع مثيلاتها في الولايات المتحدة باستخدام أدوات بحث قياسية مجربة ومن خلال إجراء مقابلات شخصية مباشرة مع المعنيين. وقال معالي الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي إن تمثل الشركات العائلية في الإمارات تشكل النسبة الأعلى من إجمالي الشركات العاملة في منطقة الخليج. ولا تزال معظم الشركات العائلية في دولة الإمارات وبقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فتية في طور النمو والتحول. وأضاف: «تواجه الشركات العائلية العديد من التحديات مثل العولمة، وزيادة عدد أفراد العائلة جيلاً بعد جيل، ونمو الشركة المطرد، وخطط انتقال الملكية، واستمرارية العمل. ومن المعروف أن 95% من الشركات العائلية تقريباً لا تصمد حتى الجيل الثالث بسبب الافتقار إلى التخطيط المناسب لانتقال ملكيتها بين الأجيال». واستطرد الدكتور عمر بن سليمان قائلاً: «تأتي هذه الدراسة العلمية الشاملة في سياق الجهود التي يبذلها مركز دبي المالي العالمي لإيجاد قاعدة معرفية قوية ترتكز على الحقائق لمساعدة الشركات العائلية في المنطقة على مجابهة الضغوط الناجمة عن خطط التغيير والتوريث، فضلاً عن مساعدة مجتمع الأعمال العالمي على فهم احتياجات وطموحات الشركات العائلية العاملة في دولة الإمارات والمنطقة بشكل عام». وأوضح: «سيواصل مركز دبي المالي العالمي تعزيز خبراته وشراكاته لتطوير مثل هذه القاعدة المعرفية وتوفير أدوات استثمارية ومعلوماتية تساعد الشركات الإقليمية والعالمية على الحصول على رؤية أوضح عن مناخ وتحديات الأعمال بالمنطقة، وبالتالي دعم عملية اتخاذ القرار». وأوضحت الدكتورة زينب كركي شلهوب، مديرة قسم الأبحاث في شركة مركز دبي المالي العالمي للاستثمار أن الدراسة أظهرت امتلاك الرؤساء التنفيذيين للشركات العائلية في الإمارات والولايات المتحدة الأميركية قدرة أكبر على فهم الممارسات والثقافات وعمليات التوريث من بقية أفراد العائلة. وقالت: «تبين وجود ارتباط وثيق بين العائلات وثقافة الشركات العائلية لدى العينات الأميركية والإماراتية على حد سواء، حيث جاءت النتائج الإماراتية في كثير منها مطابقةً لنتائج الولايات المتحدة. ولكن الشركات العائلية في الإمارات أظهرت وجود تأثير أكبر للعائلة في مسيرة الشركة، فضلاً عن مواجهتها لتحديات أكبر على صعيد التوارث بين الأجيال، والحاجة إلى التأقلم في بيئة تنافسية متغيرة باستمرار». وأضافت: «تحدد الدراسة عدداً من المجالات التي تستلزم إجراء التحسينات، وتقدم ست توصيات مهمة للرؤساء التنفيذيين وأفراد العائلة في الإمارات، من ضمنها صياغة دستور عائلي، وتطوير معايير وإجراءات واضحة لتوارث الإدارة والملكية، وتبني منهجية شمولية في التخطيط الاستراتيجي». وأوضحت: «تنصح الدراسة أيضاً بتعيين عضوين خارجيين مستقلين على الأقل في مجلس الإدارة، وكذلك بتوظيف مديرين رئيسيين من خارج العائلة لضمان المهنية العالية للشركة وجعل عملية اتخاذ القرار أكثر حيادية. كما شددت على ضرورة عقد لقاءات عائلية منتظمة وتشكيل مجلس عائلي يغلب عليه الطابع الرسمي بغية تثقيف أفراد العائلة وتوفير قناة أفضل للتواصل فيما بينهم ومع الأطراف ذات العلاقة بالشركة، واعتبرت الدراسة تلك الخطوات على درجة عالية من الأهمية لضمان استمرارية العمل في الشركة». وشارك في الدراسة مركز دبي المالي العالمي شركات عائلية عديدة في دولة الإمارات، وشملت رؤساء تنفيذيين وأفراداً آخرين من العائلة ضمن الشركات. وتمت مقارنة إجابات هؤلاء في شركات معينة مع مثيلاتها في شركات عائلية أخرى، كما جرت مقارنة إجابات الشركات العائلية في الإمارات مع قريناتها في الولايات المتحدة للوقوف على مدى شمولية وعالمية تجربة إدارة الشركات العائلية في الثقافات المختلفة
المصدر: دبي