15 يناير 2009 00:41
حسناً فعلوا حينما أنقذوا كرات الطائرة والسلة واليد، مما حدث ويحدث لها في دورات الخليج، تلك التي منذ لحظة ميلادها الأولى تتنفس كرة قدم، ومهما حاول أطباء الرياضة الخليجية تعويدها على هواء آخر، فلن يروموا لذلك سبيلا، فلا أحد يكسب وهو يواجه شعبية كرة القدم، حتى أسوأ لاعب في المنتخب القومي يكتسب مالا وشهرة بما لا يقاس بشاعر مخضرم وموظف خدم بلاده عشرات السنين·
وإذا كان الروائي الكولومبي الشهير قد قدّم للعالم ما أسماه بالواقعية السحرية على عالمه الروائي فإن عوالمه تنطبق على كرة القدم، ففيها الواقعية السحرية، حيث كل شيء قابل للتصديق، خدع ومهارة وحيل وأكاذيب وجهد ونفخ بالهواء وحظ، كل تلك من مكونات عالم كرة القدم، حتى إنها تفوقت على واقعية ماركيز السحرية واخترعت لنفسها سحرية خاصة، ترفع المدرب على الأعناق في لحظة هيجان فرحي، وبعد أسابيع تلقيه إلى الأرض كأنه ليس هو الذي تغنت الجماهير باسمه ورفعت صوره وتابع الإعلام كل شاردة وواردة في يومياته، حين يضحك، وحين يتناول الطبق أمام بوفيه الطعام، وكل كلمة هي القول الفصل، وكل رأي له لا يعلى عليه·
وتجرأ أحدهم وقال إن كرة القدم الخليجية لا تكفيها السحرية التي هي عليها، لابد لها من زفة تصاحبها، وأسموها بالألعاب المصاحبة، بمعنى: كرة القدم تمشي بخيلاء بالغ المهارة، وعلى الثلاث التابعين مصاحبتها من باب ''الوناسة'' وأنه لا يجوز تركها لوحدها تسير بين الناس، أو أنه من باب الحسد على الألعاب الثلاث الأخرى منافستها في هذا الحدث الكروي الكبير، هذا الذي تحتشد من أجله وسائل الإعلام، المرئية والمقروءة والمسموعة والممنوعة والمرفوعة والمصفوعة، وكل من ليس لديه عمل سيأتي للزفة، وسيرى أن كرة القدم لا تجلس وحدها في المقاعد الأولى بل لديها من يصاحبها، ثلاث كرات أخرى، واحدة تتقافز فوق الشبك فلا تحتسب أهدافها، إلا إن ارتفعت، وهي من الرقي بأنه لا تلمسها قدم، أما الكرة الأخرى فتتمسك بمبدأ الرقي ''اليدوي'' لكن لها ملعب صغير ومرمى أصغر، وتعملقت الأخرى وقالت إن من يريد اللعب بها ومعها فعليه أن يكون طويل القامة ''عريض المنكبين''·
كل تلك الصفات لم تنفع الألعاب المصاحبة من أن تكون شهيدة الغزو الكروي المعتمد على الأحذية والأقدام بشكل أساسي·
حتى نتائجها يعرفها الأغلبية في اليوم التالي، فاز منتخب الدولة المضيفة بالمركز الثاني في كرة الطائرة بفارق الأشواط عن البطل القطري، لم تخرج الجماهير في مسيرات كالتي فعلتها حينما خرج المنتخب الكروي بنقطة من بين الموج الأزرق في مباراة الافتتاح·
حسنا فعلوا، قادة الرياضة الخليجية حينما أعفوها من الحضور في اليمن والعراق، وحتى عام 2015 يمكنها تأكيد حصولها على الشهادة مع إعلان وفاتها نهائياً، كي لا تشارك كمصاحبة، فهي ممتلكة لقدرة أن تكون في عرسها الخاص بها، حتى وإن غابت الطبول والأناشيد الوطنية كالتي تحدث في زفة كرة القدم·
كم منا عرف نتائج أو ما حدث في مباريات ''الكرات الثلاث'' المصاحبة؟! وكم منا ترقب بدء صافرة الحكم في مباريات كرة القدم، إن لم يكن استبدل رأسه باستدارة كرة قدم، وحل الفراغ الهوائي مكان العقل البشري·· وفعل كل ما يناسب تلك الصورة
المصدر: عُمان