خولة علي (دبي)
قدم الفنان الجرافيكي محمد جاسم إبداعه الفني من خلال تصميم شعار يرمز للأطباء، موجهاً من خلاله رسالة شكر وامتنان لكل الطواقم الطبية، التي تقف على خط الدفاع الأول، ضد هذا الفيروس العالمي، حيث تتوالى جهود الفنانين في إطار الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار «كورونا»، عبر مختلف أنماط الفنون، التي باتت تحمل في طياتها مفاهيم التحدي والتفاؤل، وتعلي شأن كل من يعمل على منع تفشي الإصابة، سواء بكلمة أو مبادرة.
الفنان محمد جاسم، صاحب المواهب المتعددة في الغناء، وكتابة الشعر، والرسم، وغير ذلك الكثير.. قال إنه يستخدم دائماً قدراته لكي يوصل الرسالة التي يراها مناسبة للمجتمع، وقد وجد في التصميم الجرافيكي إمكانية إرسال الرسالة في إطار «رسمة أو رمز» وتصميم العمل بشكل مناسب، يسهل له سرعة انتشاره ووصوله لأكبر عدد ممكن، من خلال نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد اختار رسالة شكر وتقدير لجهود الطاقم الطبي، وجميع الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال الطبي، من أطباء، ممرضين، مسعفين، سائقي سيارات الإسعاف، وموظفي الاستقبال في المستشفيات، لأنهم الموجودون في الخط الأمامي لمواجهة هذا الفيروس، ولم يشغلهم الحديث عن أنهم الأكثر عرضة للضرر بسبب قربهم من المرضى، وفضلوا تقديم الواجب، ونالوا عن جدارة لقب «الجيش الأبيض»، لذا وجب علينا أن نقول لهم «شكراً من القلب»، ونأمل أن تكون مثل هذه المبادرة البسيطة أسلوب حياة للمجتمع، فيشكر ويقدر جهود أشخاص يعملون خلف الكواليس، ولا يراهم إلا من عايشهم عن قرب.
ودعا إلى المزيد من المبادرات، خاصة الفنية منها، في هذه الأوقات العصيبة التي تشهدها الإنسانية جمعاء، وأن يشعلوا أثير ومنبر التواصل الاجتماعي، لإيصال رسائل لها وقعها وتأثيرها الإيجابي، فعندما تنشر كلمة أو جملة، أو حتى مقالة مفيدة تصب في مصلحة المجتمع، أو تقدم رسالة تقدير لمن قدم عملاً أو قام بتضحية، تعم المشاعر الإنسانية التي نطالب بها منذ زمن بعيد، فالتوحد في مواجهة كورونا، أظهر العديد من السلوكيات التي طال انتظارها، وعلينا استثمار الفرصة، كي تستمر، ولا تكون مؤقتة، أو مرتبطة بوقت الحدث، وسرعان ما يعود الناس إلى ما كانوا عليه بعد نجاح جهود السيطرة على هذا الفيروس.
والإبداع والابتكار في التصميم بالنسبة للفنان محمد جاسم، يبقى حاضراً وعالقاً في الأذهان، حتى يجد طريقه ليظهر من خلال تصميم أنيق يحمل على الصدور، وهو ما فكر فيه، وهو يتابع جهود المكافحة من قبل الأطباء، جنود الأوطان في هذا المحنة؛ ولذا فإن مساندتهم أمر مهم وواجب على الجميع، سواء بكلمة أو مبادرة.