25 فبراير 2011 22:53
أكدت مصادر في قطاع النفط أمس، أن معظم صادرات النفط الليبية توقفت بسبب تراجع الإنتاج وقلة عدد العاملين في الموانئ والمخاوف الأمنية. في حين أكد مهندس بترول عضو في “القيادة المؤقتة” لمدينة بنغازي أن المحتجين يسيطرون على كل حقول النفط الواقعة شرقي بلدة رأس لانوف الليبية تقريباً، وأن الحقول ومرافئ النفط تعمل بنحو 25% من طاقتها الإنتاجية. وأثنت المخاوف الأمنية بعض شركات الشحن عن الإبحار إلى ليبيا التي تشهد انتفاضة ضد حكم الزعيم معمر القذافي القائم منذ 41 عاماً. وقالت المصادر إن بعض السفن رفضت الرسو في موانئ ليبية أو لم تكمل طريقها وعادت، وأن سوء الأحوال الجوية في البحر المتوسط تسبب في إيقاف العمل. وقال متعامل في شركة نفط تشتري الخام الليبي “إنه مزيج من التعطيلات وسوء الأحوال الجوية”.
وقفزت أسعار النفط بسبب الاضطرابات في ليبيا واحتمالات توقف صادراتها النفطية. وارتفع مزيج برنت إلى نحو 120 دولاراً للبرميل أمس الأول وهو أعلى مستوى منذ 2008. وقال مصدر في شركة نفط كبرى “قبطان الناقلة التي استأجرناها رفض الذهاب إلى ليبيا. قال إنه قلق بشأن الأمن في الميناء”. وذكر مشتر آخر للنفط الليبي “لا يمكنك الوصول إلى هذه الموانئ. لا يوجد أي اتصال”. وتابع “سمعنا تقارير عن عودة بعض السفن”. وتصدر ليبيا النفط من موانئ ومحطات من بينها رأس لانوف والزويتينة ومرسى الحريقة والبريقة والبوري والسدر والزاوية ومليته. وقالت مصادر بالصناعة أمس، إن مرفأ السدر ما زال يعمل، وذكرت بعض المصادر أن مرفأي الزاوية ومليته يعملان، لكنهما مغلقين بسبب سوء الأحوال الجوية. وتنتج ليبيا 1,6 مليون برميل يومياً من النفط عالي الجودة، أي نحو اثنين بالمئة من الإنتاج العالمي، وتوقف ما بين 30 و75% من الإنتاج بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد.
من جانب آخر، أكد عبد السلام نجيب، وهو مهندس بترول في شركة الخليج العربي للنفط الليبية، وأحد أعضاء “ائتلاف 17 فبراير”، الذي يقول إنه يدير شؤون بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبية بشكل مؤقت، أن كل حقول النفط الليبية الواقعة شرقي رأس لانوف تقريباً، تحت سيطرة الشعب، وأن الحكومة ليست لها سيطرة في هذه المنطقة. وأضاف أن العاملين في الحقول والعاملين في نقل النفط إلى المرافئ، ما زالوا يواصلون عملهم، لكن العمل توقف بنسبة 75% تقريباً. وقال نجيب إنه يعمل في حقول نفطية وإن من أبلغه بذلك شخص يعمل في شركة نفط كبيرة في البريقة. ومرسى البريقة هو مرفأ نفطي في شرق ليبيا جنوبي بنغازي. وتقع العديد من مناطق إنتاج وتصدير النفط الرئيسية في شرق ليبيا البلد العضو في أوبك، وباتت أجزاء كبيرة منها الآن تحت سيطرة محتجين يسعون للإطاحة بحكم القذافي.
وبدوره، أكد جمال بن نور، وهو قاض وعضو في ائتلاف 17 فبراير الذي يدير بنغازي حالياً، أن صفقات النفط القانونية والتي تحقق المصالح الأساسية للشعب الليبي ستحترم. وذكر مسؤول آخر من حقل آمال النفطي الليبي أن الإنتاج من الحقل وهو واحد من أكبر 4 حقول نفطية في البلاد، يسير بشكل طبيعي ولم يتعطل بسبب الانتفاضة. وقال المسؤول بقطاع تشغيل الحقل لـ”رويترز” “لم يحدث أي تعطيل للإنتاج من حقل آمال”. وآمال هو ثالث أكبر حقل في شرق ليبيا. وتقع 3 من أكبر 4 حقول نفط ليبية في شرق البلاد، ويوجد واحد في الغرب. إلى ذلك، أبلغ سيف الإسلام القذافي، شبكة “سي.ان.ان” التركية التلفزيونية أمس، بأن الحكومة لن تلجأ قط إلى تدمير الثورة النفطية الليبية أثناء قتالها للقضاء على التمرد. وأضاف أن أسرة القذافي لا تعتزم مغادرة ليبيا وأن الحكومة تسيطر على غرب وجنوب ووسط البلاد. وقال سيف الإسلام في مقابلة ترجمت من الإنجليزية إلى التركية على موقع سي.ان.ان التركية “لن ندمر قط مصادر النفط. إنها ملك الشعب”. وفي سياق متصل، أعلن المدير العام لـ”ساراس” ثالث أكبر شركة تكرير إيطالية أمس، أن الشركة تتطلع إلى روسيا وإيران ودول أخرى في منطقة بحر قزوين لتعويض شحنات النفط الليبية التي توقفت وسط تصاعد الاضطرابات. وساراس مشتر تقليدي كبير للنفط الليبي، إذ جاء نحو 40% من إمداداتها عام 2009 من شمال أفريقيا، خاصة ليبيا.
المصدر: عواصم