أكدت هنا السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتطبيق الحجر الصحي وحظر التجوال للحد من انتشار فيروس كورنا المستجد، أدت إلى تعافي البيئة والطبيعة من الملوثات.
وأوضحت أن إجراءات الحظر والتوقف عن ارتياد المناطق البرية ساهمت في خلو المناطق البرية من النفايات التي كان مرتادوها، خاصة في هذا الوقت من السنة، يتركون خلفهم أطناناً من النفايات رغم كل ما توفره لهم الهيئة من أماكن مخصصة لرميها، فضلاً عن العقوبات التي تفرضها على كل من يخالف.
وقالت السويدي: «عادت المناطق البرية لطبيعتها بعيدة عن عبث البشر، حيث كانت تمتلئ يومياً بأطنان النفايات، وأبرزها مخلّفات وبقايا الأطعمة والفضلات ومخلّفات الشواء التي كانت تكبد الهيئة جهداً كبيراً في جمعها من أجل حماية البيئة، خاصة الحيوانات التي تشكل تلك المخلفات خطراً كبيراً على حياتها، وأنه لم تسجل لجان تفتيش الهيئة أي مخالفة بيئية في المناطق البرية خلال الأسبوعين الماضيين فقد خلت تلك المناطق من المخالفات».
وأضافت: «كما لم تسجل الهيئة أي مخالفة بيئية على سواحل وشواطئ إمارة الشارقة خلال الأسبوعين الماضيين، حيث ظلت تلك الشواطئ نظيفة خالية من التلوث، وكان كثير من مرتادي تلك الشواطئ يتساهلون في رمي النفايات بكميات كفيلة بإحداث ضرر كبير للبيئة»، وقالت: «بدت الشواطئ نظيفة الأسبوعين الماضيين، خاصة في فترة نهاية الأسبوع التي تشهد إقبالاً كبيراً ينعكس طردياً مع تفاقم كمية النفيات على الشواطئ رغم كل ما تتخذه الهيئة من إجراءات تجاه المخالفين».
وقالت السويدي: «لا شك أن توقف وسائل النقل أدى إلى تقليل الانبعاثات الضارة، وانعكس على البيئة، وهذا ما أعلنته مدينة ووهان الصينية، أولى المدن التي تعرضت للوباء، وطبقت سياسة العزل في أن حظر التجوال قلل من نسبة تلوث الجو بنسبة 20%».
تقييد حركة النقل
وأكد الدكتور سيف محمد الغيص، مدير إدارة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة، أن تراجع معدلات التلوث العالمية خلال الفترة الحالية والتي رصدتها الأقمار الصناعية المتخصصة في البيئة، تأتي انعكاساً لانخفاض غاز الكربون والغازات الدفيئة الأخرى المنبعثة من القطاع الصناعي في الدول الكبرى، مثل الصين وأوروبا والولايات المتحدة، حيث أدى إغلاق الكثير من هذه المصانع ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول المعنية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، إلى جانب تقييد حركة النقل الجوي والبري والبحري في الكثير من دول العالم، إلى انعكاس هذه الخطوة أيضاً على تحسن البيئة البحرية والبرية وانخفاض نسب تلوث الهواء داخل المدن.
وأوضح أن الجهود الدولية فشلت في احتواء التلوث البيئي العالمي على مدار السنوات الماضية، بسبب رفض الكثير من الدول وضع قيود على إنتاجها الصناعي واستخدامات الطاقة، خاصة طاقة الفحم وغيرها والتي تعتبر أكبر مصادر التلوث في العالم، مشيراً إلى أن التنافس العالمي على الإنتاج كان وراء عدم الالتزام ببعض الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمناخ مثل اتفاقية باريس للمناخ الأخيرة والتي انسحبت منها بعض الدول التي لم تستطع كبح جماح مصانعها ورغبتها في التوسع والإنتاج، حيث تلزم هذه الاتفاقية الموقعين عليها بخفض الانبعاثات البيئية إلى مستوى أقل من درجتين مئويتين.