جميل حسن:
مغامرة سينمائية جديدة يدخل بها المخرج محمد النجار سباق الموسم السينمائي الصيفي مراهنا على جماهيرية المطرب حكيم بطل مغامرته· النجار الذي قدم للسينما المصرية من قبل المطربين محمد فؤاد ومصطفى قمر بذل مجهودا لاقناع حكيم بضرورة الاتجاه الى السينما، وبعد فترة اقتنع حكيم بالفكرة وعكف على قراءة سيناريو فيلم 'علي سبايسي' الذي كتبه بلال فضل· الفيلم غنائي استعراضي استغل فيه النجار امكانيات حكيم وأهمها خفة ظله اثناء الغناء، واختار مجموعة من نجوم الكوميديا ليشاركوه والممثلة سمية الخشاب البطولة وهم سعاد نصر ووحيد سيف وصلاح عبدالله وانتصار وخالد محمود وعبدالله مشرف ونبيل الهجرسي ومحمود القلعاوي وايناس الناظر وجمال اسماعيل·
وكان المطرب سامح يسري ضيف شرف الفيلم وبعد ثمانية اسابيع قضاها فريق العمل في التصوير تجمعوا حول المخرج محمد النجار لحضور العرض الخاص الذي غاب عنه نجوم السينما والغناء في مصر· 'علي ابوالعلا' طالب بكلية الطب اخذه حبه للغناء من التركيز في دراسته وحلم والده بأن يكون طبيبا يعالج اهل قريته ويقضي اثنتي عشرة سنة في الدراسة دون ان يحصل على البكالوريوس وطوال هذه السنوات كان يتردد على الكباريهات ليغني بين الفقرات، وعاش يحلم بالفرصة الحقيقية التي تصل بفنه الى الجمهور، وفي الحارة الشعبية التي يسكنها يعرف الجميع حبه للغناء ومنهم 'عنبة' التي تمتلك محلا للبقالة وتهوى التلحين وتحتفظ بآلة العود في ثلاجة المحل وهناك ايضا 'مندي' خال 'علي سبايسي' الذي يسكن معه نفس الشقة وهو رجل سكير يحب النساء وعلاقاته العاطفية كثيرة، ويقنع 'علي' والده بأنه انتهى من الدراسة في كلية الطب وانه اسس عيادة خاصة يعالج فيها المرضى بالمجان، فإذا فاجأة والده بزيارة يهم علي بإعادة ترتيب شقته بحيث تتحول الى عيادة في اقل من دقيقة، ويستعين بهواة الغناء من اهل الحارة ليكونوا مرضاه امام والده ويتنقل بين الكباريهات ليغني بين الفقرات أو يحل بديلا لمطرب تأخر عن موعده، ويسعى لتقديم اغنيات خاصة به إلا ان مدير المسرح كان له بالمرصاد، حيث يصعد على المسرح ويأخذ منه الميكرفون بالقوة ليقدم راقصة أو مطربا مشهورا واستمرت معاناة 'علي' في البحث عن فرصة الى ان جاءه في الكباريه الذي يغني فيه المنتج المعروف 'كارم حمدي' وجاء بصحبة المطرب الشهير 'جاسر' لقضاء ليلتهم في الكباريه وانتهز 'علي' الفرصة وصعد على المسرح واستأذن الحضور في ان يغني واحدة من اغنيات المطرب 'جاسر' ورحب بالمنتج المعروف 'كارم حمدي'، واعجب الجميع بصوته مما دعا خاله 'مندي' وحبيبته الى تعطيل المطرب سامح يسري الذي حل 'علي' بديلا له لحين وصوله، ونجح الاثنان في ذلك واعجب المنتج كارم حمدي بصوت 'علي' وطلب منه ان يتصل به،
على الجانب الاخر نرى المطرب جاسر وقد انصرف من الكباريه متهما 'علي' بتشويه لحن اغنيته، كما انه فوجيء باختفاء منتجه بل ان المنتج وبخ جاسر واكد له ان صوت 'علي' افضل من صوته وفي اليوم التالي حاول 'علي' الاتصال بالمنتج إلا انه لم يرد عليه فجمع اهل الحارة وذهب اليه في الشركة ليختاره نجما للحفل الذي رفض المطرب جاسر الغناء فيه لكنه اشترط عليه ان يغني في الظلام حتى يوهم الجمهور ان جاسر هو الذي يغني· فرصة حقيقية لم يجد 'علي' الذي اطلق عليه المنتج كارم حمدي اسم 'علي سبايسي' فرصة حقيقية للتواصل مع الجمهور في غنائه متخفيا لان نجاحه سوف ينسب للمطرب جاسر، فاتفق مع اهل الحارة على ان يفاجيء المنتج بتقديم نفسه للجمهور على انه مطرب جديد، ونفذ خطته وتجاوب معه الجمهور، حتى ان جاسر علم بنجاح الحفل فحضر الى المسرح وطلب من الجمهور ان يستمع اليه لان الحفل اعد له وانصرف 'علي سبايسي' من المسرح لكنه فوجيء بهتاف الجمهور له ومطالبته بالاستمرار في الغناء فعاد الى المسرح ليكتب شهادة ميلاده الفنية، ويتحول الى نجم غنائي معروف· تلك هي الحكاية التقليدية التي يقدم من خلالها كتاب السينما المطربين، لكن المؤلف بلال فضل اراد ان يهرب من التقليدية فوضع امام 'علي سبايسي' مشكلة كبرى تحول بينه وبين الغناء وتعيده الى دراسته في كلية الطب حيث جاء 'الشيخ ابوالعلا' من الصعيد ليوبخ ابنه 'علي' ويصفعه على وجهه مؤكدا له انه شاهده في التليفزيون وطلب منه ان ينصرف عن الغناء نهائيا واتهم خاله 'مندي' بالتواطؤ ويهجر 'علي' الغناء ليتفرغ المنتج كارم حمدي للمطربة 'دنيا' لكن دنيا التي ارادت تقديم الغناء الهادف تفشل في اول البوم فيذهب اليها 'علي' ويطلب منها ان تساير موجة الغناء الموجودة في الساحة وتحقق دنيا نجاحا كبيرا ثم تطلب من 'علي' العودة للغناء الا انه يرفض، ويحصل على شهادة بكالوريوس الطب ويلتف حوله اهل الحارة فيطلب من والده ان يسمح له بالغناء يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع على ان يقضي باقي ايام الاسبوع في عيادته الخاصة بالقرية ويوافق الاب· تلك هي احداث فيلم 'علي سباسي' والتي انفرد فيها الممثل صلاح عبدالله الذي جسد شخصية 'مندي' بتقديم كوميديا اضحكت الجمهور، كما قدمت الممثلة انتصار دورا مساحته اكبر من كل ما قدمت من قبل، واظهر الفيلم قدرة سعاد نصر وعبدالله مشرف في منافسة كوميديا الشباب· اما حكيم فلم تزل رهبة الكاميرا مسيطرة عليه في اغلب مشاهد الفيلم حتى ان خفة دمه في اثناء غنائه على المسرح فاقت خفة ظل افيهاته في الفيلم·
خوف وقلق
وتحدثنا مع حكيم قبل وبعد العرض الخاص فأكد انه يشعر بالخوف والقلق ولن يطمئن إلا بعد معرفة رأي الجمهور، واضاف: شعرت بمساندة فريق عمل الفيلم لي لانهم لمسوا خوفي من التجربة، واتمنى ان احظى بقبول الجماهير التي منحتني حبها من قبل· وقال: شخصية 'علي سبايسي' تشبه شخصيتي ومشواره قريب من مشواري، فقد اخذني حب الغناء من دراستي في الازهر وهذا اغضب والدي الذي نصحني بالتفرغ للدراسة ووعدني بموافقته على استمراري في الغناء بعد ان انتهي من دراستي، وقد رسبت اكثر من مرة بسبب انشغالي بالغناء ومتابعة ما يجري في الساحة الغنائية· ويؤكد حكيم انه لم ينافس نجوم الكوميديا لانه ليس كوميديانا وان فيلمه ينتمي الى نوعية الدراما الغنائية والاستعراضية، واختار الممثلة سمية الخشاب للوقوف امامه لانها مطربة في الاساس والدور مناسب لها كما قدمت اغنية جميلة في الفيلم والاحداث تختلف عن اي تجربة قدمها احد من المطربين في السينما لان 'علي سبايسي' يعالج المرضى بالغناء والرقص حتى انه ينصح سيدة عجوز بسماع اغنيات احمد عدوية والرقص على موسيقاها· ميزانية وقال حكيم إن ميزانية الفيلم بلغت سبعة ملايين جنيه وان الشركة المنتجة لم تبخل على الفيلم وهناك اغنية 'هي الحالة ايه' التي قدمها حكيم في الفيلم تم تصويرها بسبع كاميرات سينما وهذا لم يحدث من قبل، وينتظر حكيم رد فعل الجمهور على 'علي سبايسي' ليقرر ما اذا كان سيقدم على تجربة سينمائية جديدة ام سيكتفي بما قدمه· ونفى ان يكون اتجاهه للسينما تعطيلا لمشروعه الغنائي وهو المطرب الذي يسعى للعالمية· وقالت الفنانة سمية الخشاب: قدمت فيلما من قبل مع المطرب مصطفى قمر هو 'بحبك وانا كمان' لكن تجربتي مع حكيم مختلفة، ورغم انني بدأت مشواري الفني بالغناء فقد انصرفت عنه الى التمثيل وكان سهلا عليّ في فيلم 'علي سبايسي' ان اجسد شخصية المطربة 'دنيا' التي تبحث عن فرصة، ورغم الموجة الغنائية الخفيفة السائدة والتي افرزت مطربات شبه عاريات فإن 'دنيا' تتمسك بتقديم الغناء الاصيل فتفشل في استقطاب الجمهور وهذا النموذج موجود في الساحة الغنائية· واضافت: كلنا وقفنا بجوار حكيم لانه كان مضطربا في بداية التصوير واتوقع له مستقبلا كبيرا لانه قدم اعمالا غنائية جميلة وبداخله ممثل موهوب· وقال الممثل خالد محمود: بيني وبين حكيم صداقة قوية زادت اثناء تصوير الفيلم، ولابد ان اشيد بمستواه امام الكاميرا فلم يشعرني بأنه يمثل لاول مرة·
جاسر
وعن شخصية 'جاسر' التي جسدها قال: جاسر مطرب مشهور تخلى عن المنتج الذي سانده وصنع نجوميته ويشعر بالغرور ويحول دون المطرب 'علي سبايسي' والغناء امام الجمهور، وشخصية جاسر والسقوط الذي مني به نتيجة غروره درس لبعض المطربين الذين ابتلوا بمرض الغرور· وقالت الممثلة انتصار: جسدت شخصية 'ايران' في الفيلم وهي من الشخصيات التي احببتها فور قراءتي للسيناريو، واتمنى ان ارسم البسمة من خلال دوري على وجوه الناس، ولم اهتم بمساحة الدور فمن الممكن ان اقدم مشهدا واحدا في فيلم ويعلق بأذهان الناس ودوري في فيلم 'سهر الليالي' والذي لم يتعد بضعة مشاهد·· فزت عنه بأربع جوائز من اربعة مهرجانات· وقال المخرج محمد النجار: حكيم ممثل جيد لانه قدم اغاني فيديو كليب كانت اقرب الى التمثيل لكنه كان قلقا واستطعت مساندته منذ اليوم الاول في التصوير حتى ان اول مشهد صوره لم يعجبني لكني لم اقل له ذلك وطلبت منه اعادة تصوير المشهد من اجل 'برومو' الفيلم وصورنا هذا المشهد ست مرات حتى حصلت على الأداء الجيد· واضاف: تجربتي مع حكيم مختلفة عن تجــــاربي مع محمد فؤاد ومصـــــــــطفى قمر اما استمراري في العمل مع مطربين فيرجع الى انني اعرفهم منذ سنوات طويلة واســــتطيع التكيف مع امزجتهم الخــــاصة والصداقة المستمرة بيننا تنعكس على العمل وبيننا احترام متبادل وانا ادلل نجـــومي حتى احصل منهم على افضل اداء·