6 يونيو 2009 01:11
تحت عنوان «عودة نحو المستقبل» في نادي ريال مدريد، كتبت مجلة فرانس فوتبول تقريراً مطولاً عن هذا النادي الإسباني العريق الذي يطلقون عليه اسم «البيت الأبيض»، تقول فيه إن عودة فلورينتينو بيريز إلى الريال هو «مرادف للأمل والمستقبل المشرق»، فالرئيس الجديد - القديم - للنادي يعلقون عليه آمالاً كبرى لاستعادة أمجاد هذا الفريق الإسباني العظيم، وتشكيل فريق كروي يليق بتاريخ هذا النادي وسمعته بعد ثلاثة مواسم كبيسة، ساءت فيها أحوال الفريق رغم حصوله على لقبين للدوري الإسباني (الليجا).
وفوز بيريز برئاسة النادي بالتزكية نظراً لعدم خوض أي مرشح للانتخابات أمامه، قوبل بالاستحسان من جانب الجماهير العاشقة يملكها الرجل وعشقه الجنوني لاصطياد النجوم السوبر من أي مكان. وتقول المجلة الفرنسية أن بيريز الذي صنع أمجاد الريال في بداية الألفية الثالثة عندما استقدم النجوم الكبار البرتغالي لويس فيجو والفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والإنجليزي ديفيد بيكهام، يسعى مجدداً إلى اصطياد نجوم جدد لا يقلون شهرة ونجومية عن هؤلاء النجوم الكبار، كما سيضع نصب عينيه هدفاً آخر أهم وهو «تطهير الفريق من عناصره البليدة والتي افتقدت الدافع والحافز على تحقيق البطولات والألقاب. وتؤكد المجلة أن بيريز رصد 250 مليون يورو لبناء «ريال مدريد» جديد، من خلال التعاقد مع أفضل لاعبي كرة القدم على سطح الكرة الأرضية، بهدف العودة إلى مكانه الطبيعي في ساحة الكرة الأوروبية، ولا سيما أن آخر فوز للريال بدوري الأبطال الأوروبي يرجع إلى عام 2002. ونقلت المجلة عن بيريز قوله فيما يتعلق بالصفقات الجديدة: ما لم تحدث كارثة في اللحظة الأخيرة فإن البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو سيرتديان القميص الأبيض للريال في الموسم القادم، مشيرة إلى أن بيريز أفضى بهذا الكلام إلى المقربين منه، وأنه أوضح لهم أن تلك هي خطته لبناء فريق عظيم. وقالت المجلة إن الكثير من العناصر والأدلة تؤكد أن الأمور ستسير وفقاً لما يريده رجل الأعمال بيريز، ودللت المجلة على ذلك بحكاية رحيل كاكا إلى مانشستر سيتي في شهر يناير الماضي وفشل الصفقة في اللحظات الأخيرة، رغم أن كاكا كان قد ودع بالفعل زملاءه في فريق ميلان، ولكنه بقي في ميلان بفعل فاعل. وأوضحت المجلة أن هذا التراجع في موقف كاكا كان ثمرة عمل سري قام به بيريز ومستشاروه، واستشهدت المجلة بما ذكره مؤخراً راديو «كادينا سير» الذي أكد أن ميلان على استعداد لترك كاكا مقابل 65 مليون يورو، حتى وإن كان عقده مع ميلان يمتد حتى عام 2013. ورغبة بيريز في قبول التحديات الكبرى - والكلام للمجلة - ظهرت بشكل أكبر فيما يتعلق بالصفقة الأخرى الأهم والخاصة بالبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان قد ألمح هو شخصياً خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2008، إلى أن مستقبله القريب يشوبه الشك في البقاء في مانشستر يونايتد، بل إن والدته صرحت وقتها قائلة: لا أريد أن أموت قبل أن أرى ابني وهو يلعب في ريال مدريد، فهل ينفذ النجم البرتغالي وصية والدته؟!. ولا يخفي بيريز أيضاً اهتمامه باللاعب تشابي ألونسو نجم خط وسط فريق ليفربول الانجليزي والذي كان على وشك الانتقال هذا الموسم إلى الأرسنال أو اليوفينتوس، ولكن أصبح الاحتمال الأكبر الآن أن ينتقل إلى الريال ولا سيما أن بيريز كان يسعى إلى ضمه من قبل في صيف 2003 وان كان خوسيه أنطونيو المدير الفني للريال وقتها قد رفض هذا الاختيار. والنجم الثالث الذي ينوي بيريز ضمه إلى صفوف البيت الأبيض هو الفرنسي ريبيري لاعب بايرن ميونيخ الألماني، وإذا كان مسؤولو البارسا ومانشستر يونايتد قد أبدوا رغبتهم في ضم هذا النجم الفرنسي، فإن هذا اللاعب اتخذ قراراً حاسماً بقوله: أريد اللعب في ريال مدريد. وتقول المجلة أن زوجة ريبيري توجهت مؤخراً إلى مدينة ريال مدريد بحثاً عن منزل هناك، ولم تعد المسألة سوى مجرد مفاوضات مالية بين الريال والبايرن. المعروف أن الألمان يطلبون 70 مليون يورو، بينما لن يدفع بيريز أكثر من 40 مليون يورو، ويعتمد بيريز على ضغط فرنك بيريري على ناديه لخفض المبلغ، وعلى مهارة وكيل اللاعب في التفاوض مع البايرن، وأيضاً الدور الذي يمكن أن يلعبه زين الدين زيدان المستشار الرياضي المنتظر لرئيس النادي الملكي الإسباني. وتحدثت المجلة في تقريرها عن اللاعبين المنتظر رحيلهم من الريال ومنهم الإيطالي فابيو كانافارو الذي ينتهي عقده في نهاية يونيو الجاري، والسبب الرئيسي لعدم المد لكانافارو هو كبر سنه (يكمل 36 سنة في سبتمبر المقبل) وبالفعل رحل كانافارو عائداً إلى وطنه وناديه السابق يوفينتوس تورينو. ومن بين الراحلين أيضاً الهولندي روو فان نيستلروي الذي أصيب في ركبته إصابة خطيرة في شهر نوفمبر الماضي، وسيجري عملية جراحية جديدة هذا الصيف، ولهذا يخشى مسؤول الريال عدم قدرة نيستلروي على العودة إلى مستواه العالي وكونه كان هدافاً كبيراً. وهناك أيضاً الهولندي رافائيل فان دير فارت الذي لم ينجح مطلقاً في الانسجام والتأقلم مع الفريق، ومواطنه شنايدر الذي ظهر بمستوى مخيب للآمال على امتداد شهور، وان كان من المنتظر أن يستخدم في صورة مقايضة مقابل شراء اللاعب الفرنسي ريبيري. حتى مستقبل الهولندي أرين روبن، فهو على كف عفريت أيضاً لأن إصاباته متكررة والبعض يتحدث عن اهتمام نادي مانشستر سيتي بالاستفادة من خدماته. وبالإضافة إلى هذه الأسماء السابقة، هناك أيضاًَ عمليات رحيل شبه مؤكدة للاعبين جوتي وسالجادو (إلى قطر)، فضلاً عن خسارة نفوذ وتأثير النجم راؤول الموعود بدكة الاحتياطي إذا لم يرحل. واختتمت المجلة الفرنسية تقريرها بقولها: الشيء المؤكد أن الريال في ظل رئاسة فلورينتينو بيريز سيكون له «وجه آخر» تماماً خلال الأشهر القادمة، فلننتظر لنرى البيت الأبيض في ثوبه الجديد.
المصدر: القاهرة