يوسف العربي (دبي)
تحولت الإمارات إلى مركز انطلاق للشركات الناشئة وبوابة لوصولها إلى العالمية بفضل البيئة الاستثمارية الجاذبة، والبنية التحتية فائقة التطور، والتشريعات الفاعلة، بحسب رؤساء ومديري شركات تكنولوجية عالمية.
وقال هؤلاء، إن استحواذ شركة «أوبر» الأميركية على شركة «كريم» التي تتخذ من دبي مقراً لها في صفقة من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 11.4 مليار درهم، ستكون حال استكمالها الحلقة الأحدث ضمن قصص نجاح الشركات الناشئة التي استفادت من البيئة الاستثمارية المحفزة على الإبداع والابتكار، متوقعين أن تشهد الفترة المقبلة استحواذات أخرى في ظل تنامي دور حاضنات الأعمال في الدولة.
وتضاف هذه الصفقة المليارية إلى عشرات الصفقات الأخرى على شركات بدأت وتأسست ضمن حاضنات الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها استحواذ شركة «أمازون» على موقع التجارة الإلكترونية «سوق دوت كوم» قبل عامين في صفقة تقدر قيمتها بنحو ملياري درهم، حيث تأسست الأخيرة في مدينة دبي للإنترنت 2005، وحصول شركة «أنغامي» على تمويل بقيمة 156 مليون درهم وشركة «الطبي» الناشئة على تمويل بقيمة 18.4 مليون درهم.
وأكدت تقارير بحثية تصدّر الإمارات العربية المتحدة منطقة الشرق الأوسط في مجال الاستحواذات، حيث أفادت شركة «ميرجر ماركت» المتخصصة في مجال توفير بيانات ومعلومات صفقات الاندماج والاستحواذ، بأن الدولة تستأثر منفردة بنحو 38.9% من إجمالي صفقات الاندماج والاستحواذ التي جرت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام الماضي.
من جانبها، أكدت شركة «ماجنيت»، منصة البيانات التي تتبع المنظومة البيئية للشركات الناشئة في المنطقة، في تقريرها السنوي الأخير عن «تمويل المشاريع الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، أن المنطقة شهدت ما مجموعه 366 استثماراً في الشركات الناشئة المتمركزة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بقيمة إجمالية تعادل 893 مليون دولار، تستحوذ الإمارات على 30% منها.
حاضنات الأعمال
وأكد عمار المالك، المدير التنفيذي لمدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للتعهيد لـ «الاتحاد»، أهمية الأخبار المتداولة حول استحواذ «أوبر» الأميركية على شركة «كريم» التي بدأت من مدينة دبي للإنترنت، ما يمثل شهادة عالمية بجودة بيئة الأعمال.
وأضاف المالك: «ليست المرة الأولى، فمنذ انطلاق مدينة دبي للإنترنت عام 2000 وحتى مارس 2018، نجحت مجموعة من الشركات العاملة في مدينة دبي للإنترنت في استقطاب تمويلات تقدر بنحو 7.8 مليار درهم (2.1 مليار دولار)، متوقعاً تضاعفها إذا تمت صفقة استحواذ أوبر- كريم».
وقال: «نعمل في مدينة دبي للإنترنت على تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، واستقطاب شركات تدعم تنفيذ البرامج التنموية، والمساهمة بتطوير الأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة، تعزز الاقتصاد الوطني، وريادته وتنافسيته في المؤشرات الدولية كلها، وبناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير، بحيث تصبح الدولة مركزاً عالمياً لتطوير الآليات والتقنيات والتشريعات، وتطوير قطاعات جديدة، وتوفير فرص مختلفة لاقتصادنا الوطني». وقال إن رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تتحول إلى نجاحات باهرة تكرس ريادة دبي وتفوقها في مجالات شتى، ونجاحها في مساعي تنويع الاقتصاد، حتى غدت وجهة لكبرى الشركات العالمية وأيضاً للشركات الناشئة الراغبة بالنمو والازدهار.
وأكد فيليب بحوشي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ماجنيت، إن العام 2019 شهد بداية قوية في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، حيث تم رصد استمرار تدفق الصفقات التي يتم الإعلان خلال الربع الأول من العام والتي تكسب المنطقة زخماً استثماريا كبيراً، لافتاً إلى إعلان «إعمار العقارية» استحواذها على منصة التسوق «نمشي» بالكامل، وقرب الإعلان عن استحواذ شركة «أوبر» على كريم في صفقة وصفها بالفارقة بالنسبة للمنطقة، حيث ستكون عند اكتمالها أول صفقة استحواذ على شركة ناشئة تجاوزت قيمتها مليار دولار أميركي.
وأكد ظهور علامات على وجود المزيد من الصفقات اللاحقة والاستثمارات الأجنبية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2019 مع إطلاق العديد من المبادرات الحكومية التي تستهدف تشجيع الابتكار وظهور صناديق جديدة لمنح المزيد من التمويل.
من ناحيته، قال شكري عيد، المدير التنفيذي لدول المنطقة الشرقية لدى سيسكو الشرق الأوسط، إن الإمارات من أكثر الدول العربية استقطاباً للاستثمارات في مجال التكنولوجيا نتيجة توافر البيئة الاستثمارية الجاذبة والمحفزة على الإبداع والابتكار والبنية التحتية المتطورة.
وأشار عيد، إلى أن بيئة الأعمال في الإمارات تكاملية، حيث تستند إلى رؤية وطنية شاملة، تتبناها كل مؤسسات الدولة، مضيفاً أن ريادة الدولة في مجال التكنولوجيا وبدء تطوير شبكة الجيل الخامس للهاتف المتحرك سيزيد وتيرة نمو الشركات الناشئة بالقطاع.