26 ابريل 2008 22:40
تشكّل مرحلة المراهقة منعطفاً في حياة الأبناء، وتنعكس عليهم اجتماعياً وسلوكياً ومعنوياً ونفسياً وفكرياً، بمثل ما تنعكس عليهم صحياً·· حيث تتصف هذه المرحلة بظهور أمراض أو حالات صحية متصلة بسن المراهقة، كحب الشباب وآلام الأسنان وغيرها·
ولأن اللثة بوابة الفم ومفتاح الدخول إلى الحنجرة والجهاز الهضمي، فهي تتسبب في حال التهابها في العديد من الأمراض التي تؤثر على أجهزة الجسم نظراً لانتشار الجراثيم عبرها، مما ينتج أمراضا إنتانية والتهابية بدءاً من باطن الشفتين واللسان والحليمات الذوقية مروراً بالحنجرة والمريء وصولاً إلى الأمعاء والمسالك البولية·
أسباب شيوعها
عن التهابات اللثة لدى فئة المراهقين، وأسباب شيوعها، حدثنا طبيب الأسنان الدكتور جورج فيليب، قائلاً: ''تنتشر التهابات اللثة لدى المراهقين أكثر عن سواهم، نتيجة لثلاثة أسباب رئيسة، الأول يتصل بظهور الأسنان في سن النشأة والطفولة بطريقة خاطئة لم يكترث الأهل بمعالجتها وتقويمها، مما يشكّل ضغطاً على بنية اللثة مع بزوغ كل سن جديدة، وتتفاقم في سن المراهقة كبداية مرحلة الدخول إلى ظهور سن العقل· ويرتبط السبب الثاني بإهمال نظافة الأسنان عبر معجون وفرشاة الأسنان، وإهمال تنظيفها بمحاليل آمنة مطهرة (تجدر الإشارة إلى أن المبالغة في تنظيف الأسنان تتسبب في تخريش اللثة وإلتهابها)
أما السبب الثالث فيتعلق بتغيير نوعية الطعام، حيث يكون حرص الأهل على غذاء ابنهم في أوجه -فقط- حين يكون طفلاً دون الثالثة عشرة، ويتسم بخصائص صحية ومغذية كالكالسيوم والحديد والبروتينات والفيتامينات التي تتوفر في البيض والأجبان والحليب واللبن·· بينما يميل المراهق إلى المأكولات المعلبة والجاهزة والوجبات السريعة لأنها -بحسب رأيه- تتناسب مع سنه ومرحلته الجديدة''·
أنواع التهاباتها
فيما يخص ماهية مرض التهاب اللثة وأنواعه لدى المراهقين، يضيف د· جورج:
''يبدأ التهاب اللثة بتكون غشاء لزج حول محيط الأسنان، يشكّل تراكمه وتكاثفه في ترسب مواد كلسية يساهم لعاب الفم في زيادة نسبتها، فيؤدي إلى القلح وتخريش اللثة، التي تتيح في حال التهابها وجود ملايين الجراثيم المسببة لتهيج اللثة والسن معاً·
وبحسب الالتهاب يتكون القيح الذي يتلف اللثة والأنسجة العظمية المحيطة بالأسنان، فيبدأ انخلاعها أو نخرها، فضلاً عن أمراض ينقلها الالتهاب عبر اللعاب إلى جوف المراهق ومسالكه البولية''·
ويضيف: ''يكون التهاب اللثة لدى المراهقين بداية غير مؤلم، يبدأ مع ظهور الناب ما بين 12-13 سنة، كذلك الرحى الثانية مابين 13-14 سنة، وقبل ظهور الرحى الثالثة ''ضرس العقل'' بدءاً من 17 سنة· ويبدأ بنوع ''بسيط'' تصبح معه اللثة حمراء لامعة قد تنزف بسهولة عند التفريش· بينما يتطور إلى نوع ''متوسط'' بسبب إهمال الالتهاب البسيط، فتستمر الجراثيم في نشاطها وتتلف العظم والأنسجة المحيطة بالسن· ومع النوع ''المتقدم'' تصبح اللثة حمراء منتفخة تنزف كثيراً ويرافقها صديد ورائحة فم كريهة وخلخلة في الأسنان تؤدي إلى تلف العظم المحيط بها''·
وسائل علاجها
فيما يخص العلاج المتبع في تلك الأنواع الالتهابية، يقول: ''إن تنظيف الأسنان في العيادة المختصة لإزالة البلاك والقلح واللويحة الجرثومية من محيط خط اللثة، هو العلاج الأول (خاصة إذا عرفنا أنها تسبب نسبة 33% من آلام الأسنان)·
إضافة إلى التطهير الفموي عبر سائل يوضع في محيط خطوط اللثة، إلى جانب تنعيم سطح الجذور ليساعد على شفائها· بينما تحتاج بعض الالتهابات المستفحلة أو في حالة وجود جيوب عميقة إلى إجراء عملية جراحة بسيطة تستلزم تخديرا موضعيا''·
ويضيف في الإطار نفسه: ''إن للمراهق وذويه الدور الأساسي في تلافي أمراض اللثة وكذلك علاجها، عبر تنظيف الأسنان -دون مبالغة- بشكل يومي مع تطهير اللثة، وانتقاء نوعية الغذاء الصحي كالخضراوات والفاكهة بخاصة ''الخس الجزر والتفاح'' مقابل الإقلال من تناول الوجبات السريعة والأطعمة والحلويات اللزجة التي تساهم في تشكيل الترسبات القلحية· فضلاً عن ضرورة استشارة طبيب الأسنان بشكل دوري لأن الكشف المبكر لأية إصابة في السن أو اللثة يعجل في العلاج·· ولعل أهم ما يُنصح به ضرورة مراجعة الطبيب مع بزوغ كل سن جديدة لأطفالنا قبيل سن المراهقة، ببساطة لأن الأسنان تبزغ من اللثة''·
المصدر: أبوظبي