الإثنين 18 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استخدام «الحمأة» في استصلاح الأراضي وإنتاج تربة زراعية

3 يونيو 2009 01:43
كشفت بلدية دبي في تقرير صادر عن مكتب المتابعة والتطوير عن توفر إمكانية كبيرة في استصلاح الأراضي وإنتاج تربة زراعية عبر استخدام «الحمأة» الناتجة عن معالجة مياه الصرف الصحي والموجودة في محطات المعالجة. ويمكن للبلدية عبر ذلك، تأمين إيرادات لا تقل عن 300 ألف درهم سنوياً في حال تسويق هذه التربة محلياً بدلاً من الاستمرار في استيراد السماد العضوي لتحسين تربتها الرملية، بالإضافة إلى التخفيف من الآثار السلبية على البيئة في حال تجميع وحرق تلك الحمأة. والحمأة هي عبارة عن المواد المترسبة في محطات معالجة مياه الصرف الصحي وخزانات التحليل. وهي تحتوي في معظم مكوناتها على الفضلات الآدمية، وهذه الفضلات تشكل العناصر الغذائية الأساسية للنباتات حيث إنها تحتوي على العناصر التالية: كالسيوم، كربون، نيتروجين، مواد عضوية، كبريتات، بوتاسيوم. ويقول محمد أبو كف خبير البيئة والصحة العامة في مكتب المتابعة والتطوير في بلدية دبي إن كمية التربة الزراعية المتوقع إنتاجها باستخدام الحمأة تقدّر بـ 1100 متر مكعب يومياً بعد عملية الخلط بنسبة 1 متر مكعب حمأة مع 10 أمتار مكعبة تربة رملية. وفي حال استخدام تلك الكمية من التربة في نفس الموقع فإنها تغطي مساحة 2750 مترا مربعاً من الأرض المراد استصلاحها للزراعة بعمق 0.4 م. ويضيف أن الحمأة عند خلطها بالتربة على معادلة الأملاح (الكلوريدات) وتخفيض تركيزها في التربة تصبح مناسبة لاستصلاح التربة المالحة، كما يمكن استصلاح مساحات واسعة من الأراضي للمشاريع الزراعية الكبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، وفي مشاريع الحدائق العامة. كما يمكن لهذه العملية أن تحقق إيرادات للبلدية تقدر بـ 300 ألف درهم سنوياً في حالة تسويق التربة الزراعية المنتجة من الحمأة بسعر 15 درهماً لكل 20 مترا مكعبا كما هو معمول به حالياً. الحمأة وحرقها ومن الناحية البيئية، يمكن الاستفادة من الحمأة بدلاً من حرقها الذي يحتاج إلى طاقة حرارية كبيرة ومكلفة. كما أن عملية حرق الحمأة تؤدي إلى تركيز العناصر الثقيلة في مخلفات الحرق (الرماد)، وبالتالي تحتاج هذه المخلفات إلى إجراءات خاصة للتخلص منها كنفايات خطرة، بينما لا تظهر هذه المشكلة عند خلط الحمأة بالتربة حيث إن تركيز العناصر الثقيلة يتوزع على كمية التربة المنتجة ولا يزيد من التركيز الطبيعي له في التربة. ويعتبر أبو كف أنه من الخطأ التخلص من تلك المخلفات بلا فائدة، خصوصاً أن دولة الإمارات تستورد السماد العضوي من الخارج بهدف تحسين التربة، وهذا السماد لن يكون أفضل من استخدام الحمأة لإنتاج التربة الزراعية. فمن المعروف بأن التربة الرملية وخاصة القريبة من البحار فقيرة جداً بالعناصر الرئيسية لغذاء النباتات، ومنها النيتريت، والفوسفات والمواد العضوية الأخرى التي تعمل على تحسين خواص التربة وتكوين طبقة الهيومس التي تشكل البيئة الملائمة للنباتات، وتساعد على الاحتفاظ بمياه الري التي تستخدم للزراعة. تزايد الكمية وتقدر كمية الحمأة الناتجة عن محطة معالجة مياه الصرف الصحي بدبي بـ 100 متر مكعب يومياً بحسب إحصائيات عام 2007، وهذه الكمية مرشحة للازدياد بصورة مضطردة نتيجة للتوسع العمراني والازدياد السكاني الذي تشهده الإمارة. وتتشكل الحمأة نتيجة عملية التحلّل المستمرة في موقع محطة المعالجة، وينبعث عنها غازات كريهة الرائحة، منها الأمونيا وكبريتيد الهيدروجين، وغازات أخرى مهيجة وضارة بالصحة والبيئة، مثل أكاسيد النتروجين والفوسفات وثاني أكسيد الكربون. ويشكّل تجميع الحمأة في محيط محطة المعالجة «خطراً بيئياً وصحياً كبيراً» على المنطقة المحيطة بها وخاصة تلك التي تقع في اتجاه الحركة السائدة للهواء، فغاز الميثان بالإضافة إلى أنه مهيج للأغشية المخاطية في العيون والأنف ويسبب ضيق تنفس، فإنه يعمل على تآكل المعادن في المناطق المعرضة، لذلك لا بد من وضع حل فوري وناجع لمعالجة تلك المشكلة، بحسب أبو كف. التربة الزراعية وتعتمد عملية إنتاج التربة الزراعية باستخدام الحمأة على إنشاء خنادق في المناطق الصحراوية أو في المناطق المخصصة للمشاريع الزراعية والحدائق العامة، حيث يتم حفر الخندق الواحد بعمق 1.5 متر، وعرض متر واحد، وبطول 100 متر. ويتم سكب الحمأة في الخندق بارتفاع متر واحد، ومن ثم تغطى بالتراب بالعمق الباقي 50 سم، ويكون البعد بين الخندق والآخر مترين تقريباً، وبذلك تحتاج كمية الحمأة الناتجة عن محطة مياه الصرف الصحي بدبي إلى خندق واحد يومياً بنفس المواصفات المذكورة. وتبقى الحمأة مدفونة في خنادق التخمير مدة 3 إلى 6 أشهر تتم خلالها جميع عمليات التحلل وتتحول الحمأة إلى سماد عضوي. وبعد انقضاء مدة التخمير يتم خلط الحمأة مع التربة المحيطة بها في الموقع، حيث تتحول التربة الرملية إلى تربة زراعية غنية جداً بالعناصر الغذائية اللازمة للنباتات. ولا تشكل الجراثيم الممرضة في الحمأة أية أخطار صحية بعد مضي المدة المطلوبة على عملية التخمير، حيث إنها تفنى قبل انتهاء هذه المدة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض