حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
فشلت الدعوات التركية الروسية لوقف إطلاق النار في طرابلس بعد استمرار القتال بين قوات الجيش الوطني والميليشيات واحتدام المواجهات في محاور القتال المختلفة بالعاصمة الليبية.
وأكد عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الدرسي رفض دعوات وقف إطلاق النار في طرابلس، مشدداً على أنه لا وقف لإطلاق النار حتى يتم تحرير العاصمة الليبية بشكل كامل من قبضة الميليشيات الإرهابية.
واتهم الدرسي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» الحكومة التركية برغبتها في إلزام الدولة الليبية بعقود تلتزم بها أي حكومة بعد الوفاق؛ لأنها تعي جيداً أن الأخيرة ستزول وتسقط قريباً.
وحول الاتفاق المزمع توقيعه بعد أيام بين تركيا وحكومة الوفاق، أكد عضو مجلس النواب الليبي أنه لا يحق للسراج التوقيع علي عقود أو تعويضات للجانب التركي لوجود شركات لها مشاريع عملاقة في ليبيا وتوقفها بسبب أحداث فبراير، مضيفاً «ما بنى على باطل فهو باطل».
وزعم وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو أن بلاده لا تمانع من مشاركة الجميع في الحل السياسي بليبيا، معرباً عن تطلع بلاده بأن تقنع روسيا قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر بوقف إطلاق النار بموجب الدعوة الموجهة من بوتين وأردوغان بالخصوص.
ولفت وزير خارجية تركيا إلى عدم وجود مشكلة لدى الجانب التركي في مشاركة الجميع عندما يتعلق الأمر بالحل السياسي، وهذا يشمل حفتر أيضاً، لكن عليه أولاً التزام وقف إطلاق النار.
وفي روما، التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق فايز السراج مع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، وذلك لبحث تطورات الأوضاع الراهنة في ليبيا والسعي لإيجاد حل للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.
وكشفت مصادر لـ «الاتحاد» عن وساطة تقوم بها روما بين قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، وذلك للشروع في حوار بين الجانبين شريطة وقف الأعمال القتالية والاتفاق على هدنة يتم خلالها الترتيب لحوار سياسي.
وأشارت المصادر إلى أن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر يتهم تركيا بمحاولة تأجيج الصراع العسكري في ليبيا بدعمها الميليشيات المسلحة وجماعات متشددة في طرابلس.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مفاوضاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الوضع في ليبيا يؤثر على الاستقرار في المنطقة وينعكس بالسلب على أوروبا، مؤكداً أنه حان الوقت لعقد محادثات سلام بشأن ليبيا في برلين.
وشدد بوتين، في مؤتمر صحفي مع ميركل، على أهمية وضع حد للمواجهة المسلحة في ليبيا ووقف إطلاق النار، مؤكداً دعم موسكو مبادرة مؤتمر برلين حول ليبيا برعاية الأمم المتحدة.
فيما أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه سيكون لدى الفرقاء الليبيين فرصة مهمة لتسوية الأزمة الليبية خلال مؤتمر برلين، معربة عن أملها في نجاح الجهود الروسية التركية للسلام في ليبيا.
إلى ذلك، تسلم الرئيس التونسي قيس سعيد دعوة من الرئيس الكونغولي للمشاركة في قمة رؤساء البلدان العشر الإفريقية الأعضاء في اللجنة التي ستُعقد يوم 25 يناير الجاري في برازافيل لتوحيد الموقف الأفريقي بخصوص الأزمة الليبية.
وبحسب الرئاسة التونسية، تناول اللقاء المساعي المبذولة على المستويين الإقليمي والدولي من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية.
وجدّد الرئيس التونسي التأكيد على موقف بلاده الداعي إلى الإسراع بإيجاد حل سلمي للأزمة الراهنة بمشاركة الليبيين أنفسهم، مذكّراً في هذا الإطار بالمبادرة التي قام بها بجمع ممثلي القبائل والجمعيات الليبية في تونس للتوصل إلى اتفاق يساهم في حقن الدماء وتحقيق المصالحة الوطنية بعيداً عن التدخلات والتأثيرات الخارجية.
من جانبه، أكد مبعوث الرئيس الكونغولي أن تونس هي أكثر الدول المؤهلة للعب دور إيجابي وتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف الليبية للتوصل إلى حل نهائي لهذه الأزمة، مشيراً إلى أن خطورة الوضع في ليبيا يدعو إلى التحرك العاجل للخروج بموقف موحد للبلدان الأفريقية، معتبراً أن تباين الرؤى يضعف الموقف الأفريقي. وأكّد ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار والالتزام بالشرعية الدولية.
فيما دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إلى وقف تصدير الأسلحة لليبيا، مشدداً على أن مفتاح الحل للأزمة الليبية بيد الليبيين أنفسهم.
وأكد سلامة، في تصريحات صحفية، تأييد «كل دعوات وقف إطلاق النار في ليبيا وكل الدعوات التي تحث الليبيين على التفاهم»، مضيفاً أنه أرسل رسالة لرئيسي مجلسي النواب في طبرق ومجلس الدولة في طرابلس للبدء بحوار سياسي قبل نهاية الشهر الجاري، مضيفاً «مصرون على أن تتقدم المباحثات بين الليبيين في أسرع وقت ممكن».
وأكد سلامة سعي الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات السياسية، مشدداً على أن مفتاح الحل في ليبيا في يد الليبيين، مشيراً إلى أن قرار حظر تصدير الأسلحة المفروض على ليبيا تم خرقه مراراً وتكراراً من قبل دول كثيرة، وتابع بالقول «هناك ما يكفي من الأسلحة في ليبيا هناك الملايين من قطع السلاح في ليبيا، ليبيا ليست بحاجة لأسلحة جديدة ففيها ما يكفيها».
من جانبه، شدد وزير خارجية إيطاليا لويجي دي مايو، على ضرورة وقف بيع السلاح لليبيا، مؤكداً ضرورة وضع حد للتدخل الخارجي بليبيا وإيقاف مبيعات السلاح، مؤكداً أن الحوار هو الطريق الوحيد وليس الرد العسكري.
بدورها، كشفت وسائل إعلام إيطالية عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إلى تركيا، غداً، للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك للتشاور حول الأوضاع في ليبيا خلال الفترة الأخيرة.